مقبرة سيؤول الوطنية.. تضحيات دفعت إلى انطلاقة وريادة

تأسست 1955 وتقع على مساحة تزيد على مليون متر مربع، وبداخلها رفات 165 ألف شهيد من أفراد الجيش والشرطة ضحوا من أجل بلدهم

في 6 يونيو/حزيران من كل عام، يذهب مواطنو كوريا الجنوبية إلى المقبرة الوطنية بالعاصمة سيؤول؛ لإحياء "يوم الذكرى" تعبيرًا عن الاحترام والتقدير لأرواح الأبطال الذين استشهدوا وهم يحمون البلاد، ويتذكرون فيها تضحياتهم. 

وزار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الإمارات، الثلاثاء، النصب التذكاري في "مقبرة سيؤول الوطنية" بكوريا الجنوبية، والذي يعد معلما وطنيا يرمز إلى الوفاء والتقدير لتضحيات الشعب الكوري والتي كانت سبباً في انطلاقة البلاد نحو التقدم والنجاح والريادة.

 مقبرة سيؤول الوطنية تأسست في 15 يونيو/حزيران 1955 لتضم رفات الراحلين ذوي الاستحقاقات الوطنية من مقاتلين وجنود فقدوا أرواحهم في الحرب الكورية (1950-1953) أو في حرب فيتنام (1955-1975). 

تقع على مساحة شاسعة تزيد على مليون متر مربع، وبداخلها رفات 165 ألف شهيد من أفراد الجيش والشرطة وقوات الاحتياط الذين ضحوا بأنفسهم من أجل بلدهم. 

تشمل المقبرة نصبا تذكاريًا ونافورة بارزة ومعرضًا للصور الفوتوغرافية، ومسرحًا للفيلم التعليمي. 

وبداخل النصب لوحات تذكارية لما يقرب من 104 آلاف جندي قتلوا أثناء الحرب الكورية لكن لم يتم العثور علي جثامينهم تخليدا لبطولاتهم. 

كما يوجد بها مقابر رؤساء دولة سابقين بينهم الرئيس الأسبق رهي سينج مان (1875 إلى 1965)، والرئيس الأسبق بارك تشونج هي (1917 إلى 1979)، والرئيس الأسبق كيم داي جونج (1925 إلى 2009). 

وتحاط المنطقة الخلفية لها بالتلال الجبلية المقدسة في منطقة دونجاك وتطل على نهر هان كانج المتعرج بالإضافة على الحدائق التي تجعلها تحفة فنية. 

في عام 1955، تم إنشاؤها كمقبرة عسكرية ثم تمت ترقيتها إلى مرتبة المقبرة الوطنية بعد عشر سنوات في عام 1965. 

وفي عام 1996، خضعت المؤسسة الإدارية أيضا لتغيير اسمها من "المكتب الوطني لإدارة المقابر" إلى "النصب التذكاري الوطني".  

وتجذب المقبرة الكثير من الزائرين سواء في يوم الذكرى أو الأيام العادية حيث تقام أنشطة متنوعة مثل مهرجانات الأزهار ومعارض الصور الفوتوغرافية فضلا عن حدائقها الجميلة التي تمت المحافظة عليها بشكل جيد. 

المدينة التي خرجت من احتلال وحروب لملمت نفسها سريعا لتعانق التطور حتى باتت سيؤول إحدى أكبر المدن على مستوى الدول المتقدمة ومحور التكنولوجيا الرائدة في العالم.  

وتقع مدينة سيؤول في الشمال الغربي من كوريا الجنوبية، على طول نهر الهان الذي يقسمها نصفين، شمالي وجنوبي، وهي قريبة إلى حد ما من الحدود الكورية الشمالية. 

aXA6IDMuMTM2LjE5LjIwMyA=

جزيرة ام اند امز