روسيا تحذر من «مؤامرات التخريب» وتستبعد السلام بأوكرانيا
وسط جمود ميداني ومطالبات بالتفاوض، رد الكرملين أنه لا يوجد في الوقت الحالي أساس لمحادثات سلام بين روسيا وأوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، اليوم الأربعاء، إن أوكرانيا انسحبت من عملية التفاوض في عام 2022 "بناء على إصرار من بريطانيا"، ما "حال دون" إجراء مفاوضات مع روسيا.
وتقول أوكرانيا، إن السلام لن يقوم إلا على أساس انسحاب روسيا من كامل الأراضي الأوكرانية التي سيطرت عليها منذ بدء الحرب في فبراير/شباط 2022.
من جهة أخرى، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأربعاء، إلى رد "صارم" على الأجهزة الخاصة الأجنبية الساعية بحسبه لزعزعة استقرار روسيا من خلال دعم أوكرانيا.
وقال بوتين، في كلمة عبر الفيديو بمناسبة اليوم الخاص بعناصر أجهزة الأمن: "سلك نظام كييف بدعم مباشر من الأجهزة الخاصة الأجنبية طريق الوسائل الإرهابية، عمليا إرهاب الدولة".
وتابع: "إنها أعمال تخريب ضد مواقع مدنية وبنى تحتية ومنشآت نقل وطاقة، اعتداءات على مواطنين مدنيين وممثلين للسلطات".
وشهدت روسيا عمليات تخريب عديدة استهدفت السكك الحديدية وهجمات بواسطة مسيّرات نسبت إلى أوكرانيا، منذ بدء الهجوم الروسي على البلد المجاور.
بوتين قال "يجب وضع حد بصورة صارمة لمحاولات الأجهزة الخاصة الأجنبية لزعزعة الوضع السياسي والاجتماعي في روسيا".
وأضاف أن "مهمة أجهزة الأمن ليست سهلة، لكن لديكم كل القدرات الضرورية، كل الإمكانات لضمان أمن الدولة والمجتمع ومواطنينا".
في المقابل، أكّد مجلس الشيوخ الأمريكي، الثلاثاء، أنّ إقرار حزمة المساعدات المخصّصة لأوكرانيا والبالغة قيمتها 61 مليار دولار لن يحدث هذا العام، معربا عن أمله بأن تتحقّق هذه الخطوة مطلع العام المقبل على الرّغم من إلحاح البيت الأبيض على المشرّعين بسرعة إقرارها.
ولم يتوصّل المفاوضون الجمهوريون والديمقراطيون في مجلس الشيوخ إلى اتّفاق، رغم الضغوط المتكرّرة التي يمارسها عليهم الرئيس جو بايدن والمطالبات المتكرّرة من جانب كييف.
وقال زعيم الأغلبية الديمقراطية في المجلس السيناتور تشاك شومر وزعيم الأقليّة الجمهورية فيه ميتش ماكونيل، في بيان مشترك، إنّ "المفاوضين ما زالوا يعملون على بضع مسائل، ونأمل أن تتيح جهودهم لمجلس الشيوخ بالتحرّك سريعاً على صعيد (إقرار هذه الحزمة) مطلع العام المقبل".
ويشكّل هذا البيان خيبة أمل أخرى للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي زار واشنطن الأسبوع الماضي، بقصد إقناع قادة الكونغرس بإقرار حزمة المساعدات هذه.
ويأتي بيان زعيمي مجلس الشيوخ غداة تحذير البيت الأبيض من أنّ ما تبقّى من تمويل أمريكي مصرّح به لدعم أوكرانيا هذا العام يكفي لحزمة إضافية واحدة، قبل أن يتعيّن على الكونغرس المصادقة على مساعدات جديدة لكييف.
وحتى الآن، قدّمت واشنطن دعماً عسكرياً لحليفتها كييف بأكثر من 43 مليار دولار منذ أن بدأت روسيا هجومها على الأراضي الأوكرانية في بداية 2022.
لكن متشدّدي الحزب الجمهوري في الكونغرس يندّدون بإيلاء الإدارة الديمقراطية الأولوية لمساعدة أوكرانيا على حساب معالجة مشطلات داخلية على غرار أمن الحدود، وهم يعرقلون تالياً إقرار هذا التمويل الإضافي لكييف.
ويمثّل فشل مجلس الشيوخ في إقرار حزمة المساعدات سريعاً كما يريد بايدن انتكاسة للرئيس الديمقراطي الذي جعل من دعم أوكرانيا وتعزيز حلف شمال الأطلسي عنصرين أساسيّين لسياسته الخارجية.
ميدانيا، أعلنت السلطات الأوكرانية أن عدة مسيرات روسية نفذت هجمات في كييف ليل الثلاثاء الأربعاء، واستهدفت غارتان على الأقل مدينة خاركيف غرب أوكرانيا، في حين أصيب 9 أشخاص في قصف على خيرسون جنوب البلاد.
وقال رئيس بلدية المدينة رومان مروشكو عبر تطبيق تليغرام "خلال القصف على خيرسون هذا المساء من قبل المحتلين الروس أصيب 9 أشخاص بينهم 4 أطفال" تتراوح أعمارهم بين عامين وثلاثة عشر عاما.
وبحسب سلاح الجو الأوكراني، أطلقت القوات الروسية 19 مسيرة إيرانية الصنع من طراز "شاهد" متفجرة من شبه جزيرة القرم، وتم تدمير 18 منها في أثناء الطيران في عدة مناطق من البلاد.
واستهدفت العديد من هذه المسيرات كييف بحسب مسؤول الإدارة العسكرية للعاصمة سيرهي بوبكو. وكتب الأخير على تليغرام: "بحسب البيانات الأولية (...) لا ضحايا أو أضرار"، موضحا أن هذا الهجوم هو الخامس على العاصمة خلال ديسمبر/كانون الأول.
كما سقط صاروخان أرض-جو من طراز إس-300 أطلقا من منطقة بيلغورود الروسية على خاركيف، بحسب سلاح الجو.
وكتب رئيس بلدية المدينة إيغور تيريخوف، على تليغرام، أن هذه الصواريخ أصابت "أحد مستودعات النقل التي سبق أن دمرت كليا جراء قصف سابق من العدو" دون سقوط ضحايا.
ومنذ الخريف، كثّفت موسكو هجماتها الليلية على المدن الأوكرانية في وقت يبدو أن إرادة الغربيين في دعم البلاد تتراجع.