السعودية.. الفرق بين يوم التأسيس واليوم الوطني
أمر ملكي سعودي صدر الخميس، بأن يكون 22 فبراير/شباط المقبل من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية، ويصبح إجازة رسمية، تضاف لإجازة اليوم الوطني.
ويختلف يوم التأسيس (22 فبراير/شباط) عن اليوم الوطني الذي تحتفل به المملكة العربية السعودية في 23 سبتمبر/أيلول من كل عام ويعد إجازة رسمية أيضا، ولا تعارض بينهما، فكلاهما يؤرخ لأيام تاريخية ومحطات مفصلية في تاريخ المملكة، قادت للحاضر المزدهر التي تشهده المملكة حاليا، والمستقبل الزاهر التي ينتظرها، بقيادة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
أوجه الفرق والشبه
ويوافق 22 فبراير/شباط ذكرى تأسيس الدولة السعودية الأولى قبل نحو 3 قرون، مع تولي الإمام محمد بن سعود حكم الدرعية (تبعد عن مركز الرياض العاصمة 20 كيلومترًا) منتصف عام 1139هـ (1727).
أما اليوم الوطني فيوافق 23 سبتمبر/أيلول من كل عام، وهو اليوم الذي أعلن فيه الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود توحيد البلاد تحت اسم "المملكة العربية السعودية" في شهر جمادى الأولى عام 1351هـ الموافق 23 سبتمبر/أيلول 1932، أي قبل نحو 9 عقود، وذلك بعد جهود استمرت نحو 3 عقود من بداية تأسيسه للدولة السعودية الثالثة عام 1902.
إذا يرتبط اليومان بشخصيتين تاريخيتين (بينهما نحو قرنين من الزمان) جاءا في وقت كانت تشهد فيه شبه الجزيرة العربية فوضى سياسية وفرقة وتشتتا، فقاد كل منهما البلاد في عصره من الفوضى إلى الاستقرار، ومن التشتت إلى الوحدة، ليؤسسا دولة دستورها القرآن الكريم وسنة رسوله، صلى الله عليه وسلم.
وكلا اليومين إجازة رسمية، تم إقرار إجازة اليوم الوطني 23 سبتمبر/أيلول لأول مرة عام 2005، بموجب أمر ملكي من الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، فيما سيتمتع السعوديون بإجازة يوم التأسيس للمرة الأولى العام الجاري 2022، بموجب الأمر الملكي الصادر أمس الخميس من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز
يوم التأسيس
وأصدر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، الخميس، أمرا ملكيا بأن يكون يوم (22 فبراير) من كل عام يوماً لذكرى تأسيس الدولة السعودية، باسم (يوم التأسيس)، ويصبح إجازة رسمية.
وأشار إلى أن اختيار هذا التاريخ يعود إلى أن "منتصف عام 1139هـ الموافق لشهر فبراير/شباط من عام 1727 هو بدء عهد الإمام محمد بن سعود وتأسيسه للدولة السعودية الأولى".
بدأ تأسيس الدولة السعودية الأولى مع تولي الإمام محمد بن سعود حكم الدرعية منتصف عام 1139هـ (22 فبراير/شباط 1727) وكان عمره آنذاك 30 عاما (ولد في الدرعية عام 1697).
إبان تلك الفترة كانت شبه الجزيرة العربية تشهد فوضى سياسية، وكانت بلدانها وأقاليمها في فرقة وتشتت ودائمة القتال والحروب فيما بينها.
ورغم صغر سنه فإنه كان لديه حس إداري ونظرة مستقبلية لإنشاء حضارة تزدهر عبر القرون، فرفع شعار الوحدة، وبدأ بمدينته "الدرعية" ووحَّد شطريها، وجعلها تحت حكم واحد، بعد أن كان الحكم متفرقًا بين مركزين لها.
ومع بداية عهده بدأ مرحلة جديدة في شبه الجزيرة العربية، حيث وضع لبنة البناء والوحدة التي وحد معظم أجزائها، وأصبحت الدرعية عاصمة لدولة مترامية الأطراف.
وتوالت الإنجازات في عهد هذه الدولة ومنها: نشر الاستقرار في الدولة التي شهدت استقرارًا كبيراً وازدهارًا في مجالات متنوعة، والاستقلال السياسي وعدم الخضوع لأي نفوذ في المنطقة أو خارجها.
وخلال عهد الإمام محمد بن سعود الذي تُوفي عام 1765 ومن بعده من الأئمة أصبحت مدينة الدرعية عاصمة لدولة مترامية الأطراف، ومصدر جذب اقتصاديا واجتماعيا وفكريا وثقافيا.
ولقد هاجر كثير من العلماء إلى الدرعية من أجل تلقي التعليم والتأليف الذي كان سائدًا في وقتها، ما أدى إلى ظهور مدرسة جديدة في الخط والنسخ.
اليوم الوطني
أما اليوم الوطني الذي يوافق 23 سبتمبر/أيلول من كل عام، فهو اليوم الذي أعلن فيه الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود توحيد البلاد تحت اسم المملكة العربية السعودية قبل نحو 9 عقود.
فبعد فراغ سياسي وفوضى في وسط شبه الجزيرة العربية استمر قرابة عشر سنوات بعد انتهاء الدولة السعودية الثانية التي أسسها الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود عام 1240هـ (1824)، واستمرت إلى عام 1309هـ (1891)، تمكن الملك عبدالعزيز آل سعود، في الخامس من شهر شوال عام 1319هـ- الخامس عشر من يناير/كانون الثاني 1902 من إعادة تأسيس الدولة السعودية الثالثة بعد أن استرد مدينة الرياض ليبدأ صفحة جديدة من صفحات التاريخ السعودي ويضع لبنة من لبنات الوحدة والاستقرار والنماء تحت راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله).
وفي السابع عشر من شهر جمادى الأولى عام 1351 هـ الموافق التاسع عشر من شهر سبتمبر/أيلول عام 1932 صدر أمر ملكي للإعلان عن توحيد البلاد وتسميتها باسم (المملكة العربية السعودية)، اعتباراً من الخميس 21 جمادى الأولى عام 1351ه الموافق 23 سبتمبر/أيلول 1932.
وتوج هذا الإعلان جهود الملك عبدالعزيز العظيمة الرامية إلى توحيد البلاد وتأسيس دولة راسخة تقوم على تطبيق أحكام القرآن والسنة النبوية الشريفة، وتم تحديد 23 من شهر سبتمبر/أيلول ليصبح اليوم الوطني للمملكة، وبهذا الإعلان تم تأسيس المملكة العربية السعودية التي أصبحت دولة عظيمة في رسالتها وإنجازاتها ومكانتها الإقليمية والدولية.
واستمر أبناؤه الملوك من بعده على نهجه في تعزيز لبنات البناء والاستقرار والتنمية حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، حيث تتبوأ المملكة مكانة إقليمية ودولية، وثقة عالمية متينة، وتشهد إنجازات في مختلف المجالات.
إنجازات تتواصل في إطار نهضة شاملة يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وينفذها ولي عهده الأمير محمد بن سلمان الذي بث روح الشباب في أوصال الدولة بأفكاره ومبادراته وسياساته، وقاد المملكة اليوم إلى ما بات يعرف بـ"السعودية الجديدة"، التي تعد "رؤية 2030" خارطة طريق لنهضتها.
العمق التاريخي والحضاري
إذن فلا تعارض بين يوم التأسيس واليوم الوطني، فيوم التأسيس هو اليوم الذي نشأت فيه الدولة السعودية الأولى قبل نحو 3 قرون، أما اليوم الوطني فهو ما يوافق تاريخ تسمية البلاد بالمملكة العربية السعودية قبل نحو 9 عقود.
وأضحى يوم التأسيس إجازة رسمية بموجب الأمر الملكي الصادر أمس الخميس.
وأوضح الأمر الملكي أن هذا الأمر يأتي "اعتزازاً بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة، وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها منذ عهد الإمام محمد بن سعود قبل ثلاثة قرون".
أمر أعاد بموجبه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إبراز العمق التاريخي والحضاري للمملكة، لتتعرف الأجيال الحالية على الجذور التاريخية لبلادهم، ويتعرف العالم أجمع على مدى عراقة الدولة السعودية وحضارتها العظيمة.