بارزاني يرفض للمرة الثانية طلب الجامعة العربية تأجيل استفتاء كردستان
زيارة أبو الغيط إلى إقليم كردستان جاءت محاولة أخيرة وحثيثة لتأجيل الاستفتاء المتبقي على إجرائه أسبوعان
للمرة الثانية، أعلن مسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان، رفضه طلب جامعة الدولة العربية بتأجيل الاستفتاء على استقلال الإقليم عن العراق المزمع إجراؤه في 25 سبتمبر/أيلول الجاري.
جاء ذلك في لقاء بارزاني مع أحمد أبو الغيط، الأمين العام للجامعة العربية، والذي زار أربيل أمس السبت عقب زيارته بغداد.
ووفق بيان صادر عن رئاسة إقليم كردستان، فإن أبو الغيط قال إن هدف زيارته الحصول على رد على الرسالة التي سبق وأن أرسلها لبرزاني مطالبا فيها بتأجيل الاستفتاء.
وأعرب عن أمله في الوصول إلى "قرار يؤكد ويضمن حماية شعب كردستان، وفي ذات الوقت أن يعمل الجميع من أجل منح كردستان والعراق فرصة أخرى للعيش المشترك معا في دولة واحدة".
وفي هذا الصدد، طلب تأجيل الاستفتاء "لفترة مؤقتة، شريطة أن يُقام في وقت لاحق تحت رعاية وإشراف المجتمع الدولي وبتفاهم وحوار متواصل بين إقليم كردستان وبغداد".
وجاء رد بارزاني على حديث أبو الغيط بأن قرار الاستفتاء "ليس قرارا فرديا، ولا يمكن تأجيل هذه العملية بهذه السهولة، بل إن هذا القرار يعود لشعب كردستان وللقوى السياسية في الإقليم".
وأشار إلى ما وصفها بـ"التجارب الفاشلة" بين إقليم كردستان وبين بغداد والتي أدت إلى "انعدام الثقة"، وأنه على هذا "قرر شعب كردستان إجراء هذا الاستفتاء المصيري، ولذلك ستجري هذه العملية في موعدها المحدد، وسيبقى شعب كردستان يطالب بحقوقه بالطرق السلمية وبالاحتكام إلى لغة الحوار والتفاهم".
وسبق أن أرسل أبو الغيط رسالة في أغسطس/آب الماضي إلى برزاني يدعوه فيها إلى تأجيل الاستفتاء، وتحدثت وسائل إعلام عراقية عن أن برزاني رفض طلب الجامعة العربية، واعتبر أن إجراءه "مسألة كرامة".
وفي خطوة عملية جديدة نحو الانفصال، انطلقت الأربعاء الماضي، حملات الدعاية التي تدعو السكان للتصويت، وكان واضحا فيها غلبة اللافتات الداعية للتصويت بنعم.
ويتوزع الكرد بين دول العراق وتركيا وإيران وسوريا، ويبلغ عددهم نحو 40 مليون نسمة، بحسب تقديرات غير رسمية.
ويطمح الأكراد منذ سنوات طويلة إلى إقامة ما يصفونها بالدولة الكردية القومية التي تجمعهم في بقعة جغرافية واحدة، ولا يعترفون بالحدود الجغرافية التي تفصل المناطق التي يعيشون فيها بين إيران وسوريا وتركيا والعراق، ويصفون تلك المناطق بكلمة "كردستان الكبرى".
وأعلنت العراق وتركيا وإيران بشكل مباشر رفضها إجراء الاستفتاء على انفصال إقليم كردستان، خاصة أنه سيشجع الميول الانفصالية لدى الكرد الذين يقيمون فيها.
وقبل زيارته لأربيل زار أبو الغيط بغداد والتقى مع رئيس الوزراء حيدر العبادي، حيث أكد الأمين العام للجامعة العربية على حرصها على وحدة العراق وعدم إثارة أية إشكالات تزعزع أمنه واستقراره.
وبارك أبو الغيط "الانتصارات التي حققتها القوات العراقية على عصابات داعش الإرهابية".