معارض كردي: تركيا مع نظام أردوغان تحولت لدولة بوليسية
النائب كان يعلق على واقعة إلقاء جنود أتراك مواطنيين اثنين كرديين من إحدى المروحيات العسكرية بعد اعتقالهما وتعذيبهما.
قال معارض كردي إن النظام الحاكم في تركيا بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان، يطبق بلا هوادة ممارسات الدولة البوليسية، في إعادة لما كانت عليه الدولة في تسعينيات القرن الماضي.
جاء ذلك في تصريحات صحفية أدلى بها، الجمعة، نائب حزب الشعوب الديمقراطي الكردي المعارض، عضو لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان التركي، عمر فاروق جرجرلي أوغلو، للنسخة التركية لموقع "أحوال تركية" المعارض، وطالعتها "العين الإخبارية".
التصريحات جاءت تعليقًا من النائب على واقعة إلقاء جنود أتراك مواطنيين اثنين كرديين من إحدى المروحيات العسكرية، بعد اعتقالهما وتعذيبهما في وقت سابق سبتمبر/أيلول الجاري.
وقع الحادث في ولاية "وان" جنوب شرقي تركيا، وتحديدًا بمنطقة "تشاطاق" بالولاية المذكورة، حيث تم إلقاء كل من عثمان شيبان، وثروت تورغوت من إحدى المروحيات العسكرية، بحسب ما أكدته المستشفى التعليمي بولاية "وان" لتكذب بذلك رواية حاكم الولاية الذي قال إن أحد الرجلين سقط من منحدر صخري أثناء فرارهما من الجنود.
الرجلان بحسب المصادر، تم توقيفهما يوم 9 سبتمبر/أيلول الجاري، وبعد يومين من ذلك تمكنت عائلتيهما من تحديد مكانهما في المستشفى التعليمي بالولاية، بعدما نقلا إليها عقب تعرضهما لحادث الإلقاء من المروحية العسكرية.
وفي سياق تصريحاته، قال النائب الكردي جرجرلي أوغلو "النظام الحاكم ممثلًا في حاكم ولاية وان، أصدر بيانًا كذب فيه بخصوص ملابسات الحادث، حيث ادّعى أن الشخصين سقطا من منحدر صخري مرتفع، في محاولة بائسة للتستر على الجريمة الشنيعة".
وتابع قائلا: "الولاية اضطرت إلى إصدار بيان بعد فترة تأخيرة كبيرة، وكالعادة كان البيان مليئًا بالمغالطات والأخطاء، وكأن الحادث كان بسيطًا، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على استهتار النظام الحاكم بأرواح البشر".
وأضاف جرجرلي أوغلو قائلا: "هذه الواقعة خير دليل على ممارسات الدولة البوليسية التي يطبقها نظام أردوغان، في تكرار لما كانت عليه البلاد خلال فترة التسعينيات من القرن الماضي".
وأردف قائلا: "في تسعينيات القرن الماضي، كان الناس يختطفون علنًا من الشوارع، ويعذبون ثم يقتلون ولا يعرف لهم طريق، وتقيد الحوادث ضد مجهول، وهذا ما حدث بالفعل في الواقعة الأخيرة، حيث ألقي القبض على الشخصين علنًا أمام أعين المارة، وتم تصويرهم، ورغم هذا لم تخجل الولاية في الكذب بشأن ما جرى".
وأشار جرجرلي أوغلو إلى أن "تركيا في الآونة الأخيرة تشهد زيادة كبيرة في حوادث خطف المواطنين، وتعذيبهم ومعاملتهم معاملة سيئة"، مضيفًا "تتواصل ممارسات الدولة البوليسية، والظلم الكبير، بقوة القانون، والتي تستهدف في المقام الأول المعارضين للنظام الحاكم".
واستطرد قائلا: "وكما هو معلوم للجميع فإن الأكراد منذ قديم الأزل يتعرضون لهذه الممارسات التعذيبية، وما زالوا حتى يومنا هذا ضحايا تلك الممارسات التي تتسبب في مقتل الكثير منهم".
وتابع محذرًا "لكن لا شك أن هذه الممارسات من شأنها التأثير سلبًا على السلام المجتمعي في تركيا، وتقتل الأمل لدينا بخصوص حقوق الإنسان والسلام، وتجعلنا نشعر بخيبة أمل كبيرة".