قنبلة كركوك.. هل يفجرها استفتاء كردستان؟
فيما مضى كانت فكرة إجراء تعداد سكاني في كركوك بمثابة مجازفة كبيرة، لكن الآن يسعى الأكراد إلى الاستقلال
على مدى عدة عقود.. حتى إجراء التعداد السكاني كان يعتبر بمثابة مجازفة كبيرة في كركوك، تلك المدينة الشمالية المتنازع عليها، التي يطالب بها الأكراد والعرب والجماعة العرقية التركمان، لكن، غداً الاثنين، سينضم سكان المدينة إلى الناس في جميع أنحاء شمال العراق للتصويت على استقلال كردستان.
تعتبر كركوك الأهم بين الأراضي العراقية المتنازع عليها، وتقع تحت السيطرة الفعلية للأكراد، الذين سيصوتون خلال استفتاء 25 سبتمبر/أيلول المثير للجدل.
فبعد قرن من سعي الأكراد نحو الاستقلال وعد مسعود برزاني، رئيس الإقليم شبه المستقل، شعبه بفرصة للتصويت على مستقبلهم، فيما حثت حكومتا بغداد وواشنطن القيادة الكردية على تأجيل أو إلغاء التصويت؛ نظراً لأنه ينظر إليها على أنه إلهاء عن قتال تنظيم داعش، حسب مجلة "تايم" الأمريكية.
لكن بالنسبة لبعض السكان غير الأكراد في كركوك ومناطق أخرى من المتنازع عليها، يعتبر الاستفتاء استفزازاً ومحاولة من الأكراد لتأكيد سلطتهم في المنطقة المتنازع عليها، ويخشى خبراء أن يؤدي التصويت إلى نشوب اضطرابات وعنف.
يقول كمال شوماني، الزميل بمعهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط إن "هذه خطوة خطيرة للغاية"، لافتاً إلى أنه "إذا أجري الاستفتاء ستقع أعمال عنف بين الجماعات العرقية في كركوك".
وأوضحت "تايم" الأمريكية أن الخلاف هنا لا يتعلق فقط بالحكم الذاتي الكردي، وإنما بما سيحدث لعشرات الآلاف من السكان العرب والتركمان في كركوك تحت السيطرة الكردية، ويبدو أن السكان العرب مترددون في مناقشة استفتاء هذا الأسبوع، ويرفض كثيرون توضيح إذا كانوا سيصوتون، لكن القادة التركمان كانوا أكثر صراحة.
قال علي مهدي صادق، أحد أعضاء مجلس محافظة كركوك: "لن نسمح بأن تكون كركوك جزءاً من كردستان"، مشيراً إلى أن التركمان سيحملون السلاح لوقف الأكراد عن ضم المدينة.
أيضًا يقلق العرب السنة في المدينة بشأن ما سيحدث حال أعلن الأكراد الاستقلال، وقالت رملة العبيدي، عضو عربي بمجلس محافظة كركوك، إنه "لا ضمانات بشأن حقوق العرب إذا تم ضم كركوك إلى كردستان، الشيء الوحيد الذي يتحدثون عنه حقوق الأكراد والتركمان. هذا سيؤدي إلى مزيد من التهميش والإهمال بحق العرب في كردستان".
وعلى الصعيد العسكري، كانت القوات العسكرية الكردية المعروفة باسم البشمركة قد سيطرت على كركوك في 2014، مع تقدم تنظيم داعش، وتراجع أعداد القوات العراقية في عدد من المواقع، بينها كركوك.
وقال حور علي، الذي كان يخدم في الجيش العراقي عام 2014 وانضم لاحقاً إلى البشمركة، إن "البشمركة لن تترك كركوك حتى ولو ضحوا بحياتهم من أجل المدينة".
"علي" مثل كثير من الأكراد لديهم أسباب تاريخية لرغبتهم في الاستقلال، تعود إلى نظام الرئيس السابق الراحل صدام حسين وبداية دفعه الأكراد للخروج من كركوك في منتصف السبعينيات، كجزء من حملة التعريب في جميع أنحاء المناطق المختلطة بشمال العراق.
كان عشرات الآلاف من الأكراد قد طردوا وحل محلهم السكان العرب الذين أتوا من أجزاء أخرى من البلاد، وعندما طردت أسرة "علي" حينها كان يبلغ من العمر عاماً واحداً.
واعترف "علي" بأن الاستقلال يزيد من حدة التوترات في مدينته، لكنه قال: "لا أعتقد أن هناك أي دولة أعلنت الاستقلال دون دفع الثمن، ونحن مستعدون لذلك، مستعدون للتضحية".
aXA6IDMuMTQzLjIxNC4yMjYg جزيرة ام اند امز