من رواية "مم وزين" إلى "الكرسي".. الثقافة الكردية عبر 4 قرون
تتلون الساحة الثقافية الكردية بشعراء وروائيين وتشكيليين وسينمائيين وفنانين أنتجوا مشهداً ثقافياً غنياً على مر التاريخ وصولاً إلى الأن.
تتلون الساحة الثقافية الكردية بالعديد من الشعراء والروائيين والتشكيليين والسينمائيين والفنانين الذين أنتجوا مشهداً ثقافياً غنياً على مر التاريخ وصولاً إلى يومنا هذا٬ وذلك في الدول التي يقطنون فيها وهي سوريا والعراق وتركيا وإيران٬ بالإضافة إلى البلدان التي هاجروا إليها.
بوابة "العين" الإخبارية تأخذكم في جولة للتعرف على أبرز هؤلاء المبدعين الأكراد:
بدايةً بمن أبدع في كتابة القصيدة، فأشهرهم عبد الله كوران المولود في عام ١٩٠٤. حيث يعتبر من أوائل الشعراء الذين جددوا في القصيدة الكردية، بعد تأثره بموجة التجديد في الشعر العربي، وأصبح يكتب الشعر في موضوعات غير تقليدية مثل المرأة والحرية، كما أن إجادة كوران أربع لغات بجانب الكردية أسهمت في إبداعه الشعري، فيما تميز باعتزازه بأخيه العربي، وذكره بمحبة في قصائده.
أما الأديب والشاعر أحمدي خاني المولود في عام ١٦٥٠م، فاشتهر على وجه الخصوص بملحمته الشعرية "مم وزين" باللهجة الكرمانجية المستقاة من قصة الحب الشعبية ممي آلان، حيث أثر خاني في الشاعر الكردي المعروف حجي قادر كويي الذي انصب معظم شعره على قوميته الكردية ودينه الإسلامي.
ولا ننسى في هذه القائمة الشاعر الكردي الصوفي الملا أحمد جزيري الذي يعتبر الممثل الرئيسي للشعر الكردي الكلاسيكي.
ومن العصر الحديث، اشتهر الشاعر الكردي شيركو بيكس بأسلوب فريد في شعره ليطلق عليه اسم "شاعر الطبيعة"؛ حيث تروي قصائده على لسان الأشياء التي تحكى، وتنقل هذا الشاعر من كتابة القصائد الموجزة والقصيرة والمكثفة، ليتحول من بعدها إلى كتابة الملاحم، ثم كتابة القصائد المفتوحة مثل نصه الشهير "الكرسي”.
ومن خط الفن بالحرف أبدع الأكراد بالفن بالألوان، فنجد العديد من الفنانين التشكيليين؛ أهمهما: عمر حمدي وزهير حسيب اللذان أبدعا لوحات متنوعة في الفن التشكيلي عبر السنين، لينشرا فنهما حول العالم من خلال مشاركتهما بمختلف المعارض الدولية في النمسا وألمانيا وفيينا وباريس وغيرها، وبلغت شهرة عمر حمدي الفنية قمتها عندما ترأس لجنة التحكيم في جاليري آرت فورم للفن الدولي.
وطبعا لا يمكن أن ننسى الفنان الكردي العراقي إسماعيل خياط الذي اشتهر بسلسلة لوحات تمثل وثيقة تاريخية لمراحل التشرد والتدمير للشعب الكردي في الثمانينيات.
ونضيف للساحة الفنية الكردية رسام الكاريكاتير شاهين برزنجي الذي عاش ما بين سوريا وكردستان العراق، لتعكس رسوماته الساخرة مشاكل المجتمع الكردي، بالإضافة إلى الأزمة السورية في الأعوام الأخيرة.
وفي ساحة الفن البصري ننتقل من الفن التشكيلي لعالم السينما، حيث تميز عدد من الأكراد في فن الشاشة، ومن أبرزهم يلماز كوني الحائز على 17 جائزة سينمائية أهمها السعفة الذهبية من مهرجان كان للأفلام السينمائية عن فيلمه "الطريق"، الذي يحكي عن معاناة الأكراد في تركيا، ويليه لاحقاً المخرج بهمن قبادي الذي يعتبره البعض خليفة يلماز، والذي تحول في إنتاجه من الأفلام القصيرة والوثائقية إلى الأفلام الطويلة.
أما الفنان بهمن قمبادي الذي اشتهر بإخراج، ليس فقط الأفلام الطويلة، بل حتى التقارير والإعلانات التلفزيونية؛ فقد نال خلال مسيرته الفنية المستمرة أكثر من ٢٠ جائزة محلية ودولية، ونختم لائحة المخرجين السينمائيين الأكراد بالمخرج أكرم حيدو الذي شارك في العديد من المهرجانات السنيمائية بأكثر من ستة أفلام أشهرها فيلم “جنتي” الذي يحكي عن مدينة رأس العين في ظل الأزمة السورية وفيلم “حلبجة - الأطفال المفقودون “ الذي حاز على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان دبي السينمائي ٢٠١١.