خبراء لـ"العين الإخبارية": زيارة السيسي للكويت ترسيخ لعلاقات متميزة
برلمانيون وخبراء يؤكدون أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للكويت تظهر تفاهما أمنيا وسياسيا واسعا بين البلدين
بدأ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مساء السبت، زيارة رسمية لدولة الكويت تستغرق يومين، يجري خلالها مباحثات قمة تتناول تعزيز العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، كما تشهد توقيع عدد من الاتفاقيات الاقتصادية الثنائية.
وقال برلمانيون مصريون وخبراء سياسيون، لـ"العين الإخبارية"، إن الزيارة ترسيخ للعلاقات المتميزة بين البلدين، التي وصلت إلى مرحلة عالية من التفاهم والتناغم، خاصة على الصعيدين السياسي والأمني، والذي يشمل جهود مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط.
- السيسي يصل الكويت في زيارة رسمية تستغرق يومين
- السيسي بـ"قمة السبع" يطالب بمساءلة ممولي الإرهاب في ليبيا
وتعد زيارة السيسي للكويت الثالثة منذ توليه الرئاسة عام 2014، حيث كانت الزيارة الأولى في 5 يناير/كانون الثاني 2015، بينما كانت الثانية في 7 مايو/أيار 2017.
وقال البرلماني المصري أحمد إمبابي، وكيل لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، إن زيارة الرئيس السيسي تستهدف تعزيز التعاون بين البلدين على جميع المستويات، في ظل التوافق الكبير في السياسات بين البلدين، والذي ظهر مؤخرا في أكثر من مناسبة.
وأشار إمبابي إلى تسليم الكويت مصر مؤخرا عددا من المصريين المطلوبين أمنيا من عناصر الخلية الإرهابية، ما يشير إلى تنسيق أمني كبير بين البلدين، في إطار جهود مكافحة الإرهاب ومموليه بالمنطقة، مؤكدا أن مصر باعتبارها أكبر دولة عربية تعمل على التعاون مع جميع الدول ومنها الكويت التي تعد قوى خليجية مهمة، وتسعى القاهرة إلى الارتقاء بالعلاقات المميزة معها، والعمل على تطويرها، إلى جانب تدعيم العمل العربي المشترك.
في السياق ذاته، أكد عبدالفتاح محمد يحيى، عضو مجلس النواب المصري، أن العلاقات المصرية الكويتية متميزة جدا، وهناك تفاهم كبير بين البلدين لحل أزمات المنطقة، كما أن الكويت تضم عددا كبيرا من العمالة المصرية بناء على اتفاقيات تعاون بين الحكومتين، ومن ثم فإن زيارة الرئيس السيسي هي أيضا دعم للعمالة هناك.
ونوه بأن العلاقات بين البلدين خلال السنوات الأخيرة تنامت بشكل لافت على مستوى التنسيق حول مختلف القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، لافتا إلى أن زيارة السيسي للكويت تكتسب أهمية كبيرة في ظل التحديات التي تواجه المنطقة العربية، مما يستلزم التنسيق والتشاور الدائم لمواجهة هذه التحديات.
واعتبرت النائبة فايقة فهيم، عضوة مجلس النواب، الزيارة تعكس التزام مصر الثابت بدعم الاستقرار في منطقة الخليج العربي، في مقابل التزام دول الخليج ومنها الكويت بدعم الاستقرار والتنمية في مصر، في إطار حرص متبادل على تطوير العلاقات الثنائية، ورفع مستوى التنسيق بين البلدين حول التحديات المشتركة وفي مقدمتها القضايا والأزمات المتفاقمة في المنطقة.
خبيرة العلاقات الدولية الدكتورة سماء سليمان، قالت إن مباحثات السيسي في الكويت هي استكمال للزيارات المتبادلة بين البلدين، والتي تستهدف النهوض بالتعاون الثنائي في مجالات العمل المشترك كافة، من أجل تعزيز علاقات التعاون التاريخية الراسخة والمتنامية بين البلدين والشعبين في مختلف المجالات الحيوية، إيمانا بوحدة الهدف والمصير والتطلع إلى مستقبل مزدهر.
واعتبرت سليمان أن التحديات الإقليمية تضيف بعدا جديدا للزيارة وأهميتها، مشددة على أن هناك حرصا بين قيادتي البلدين على استمرار التشاور تجاه هذه التحديات.
ونوهت إلى أن دعم الكويت مصر في حربها ضد الإرهاب وتسليمها أعضاء الخلية الإرهابية، يعكس حجم التعاون الأمني القائم بين البلدين.
اقتصاديا، قال أبوبكر الديب، الخبير في الشأن الاقتصادي، إن زيارة الرئيس السيسي ستشهد توقيع اتفاقيات تعاون مشترك بين مصر والكويت، متوقعا أن تصل هذه الاتفاقيات إلى 10 مليارات دولار.
وأضاف أن الزيارة في الأهمية من حيث التوقيت والموضوعات المطروحة على طاولة النقاش، للتحديات الجسام التي تعصف بالعالمين العربي والإسلامي، وتؤكد أهمية العمل العربي المشترك للتصدي لتلك التحديات، ومواجهة التهديدات التي تهدد مستقبل المنطقة، والتي تتطلب العمل على تعزيز المصالح المشتركة في شتى المجالات.
وأضاف أن الكويت وقفت مع خيارات الشعب المصري ومطالبه المشروعة في الأمن والتنمية، والزيارة تعكس خصوصية العلاقة بين الشعبين والزعيمين، خاصة في مواجهة الأزمات والتحديات المشتركة.
وأشار إلى أنه خلال السنوات الماضية شهدت العلاقات بين البلدين زيارات متبادلة، ومنها زيارة أمير الكويت إلى مصر، للمشاركة في القمة العربية الأوربية، والتي عقدت في شرم الشيخ في فبراير/شباط الماضي، وزيارة رئيس مجلس النواب الدكتور علي عبدالعال إلى الكويت في يناير/كانون الثاني الماضي، وزيارة رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق علي الغانم إلى مصر في مارس/آذار الماضي.
وأضاف أن حجم التدفقات الاستثمارية الكويتية في مصر بلغ 4.7 مليار دولار، فيما بلغت نسبة التبادل التجاري ما بين البلدين 52.9% في عام 2018، كما أن حجم تمويل الصندوق الكويتي للتنمية في مصر بلغ 3.3 مليار دولار، وأن الجالية المصرية تقوم بدور مهم في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالكويت، حيث وصل حجمها حاليا إلى نحو 700 ألف مصري.
aXA6IDMuMTM1LjE4NC4xOTUg جزيرة ام اند امز