خبراء لـ"العين الإخبارية": لقاء ترامب والسيسي نقطة تحول للأزمة الليبية
خبراء ليبيون أكدوا لـ"العين الإخبارية" أن التقارب الأمريكي-المصري حول سبل تسوية الأزمة الليبية ستكون له انعكاساته الإيجابية.
اعتبر خبراء ليبيون أن إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب توافقه مع الرؤية المصرية حول الأزمة الليبية، من شأنه تغيير معادلة القوة على الأرض، لا سيما وأنها تركز على دعم المؤسسات الوطنية وترسيخ تماسكها ووحدتها والدول العربية التي تشهد اضطرابات عنيفة عقب ما يسمى بـ"الربيع العربي".
وأشار الخبراء في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إلى أن الأزمة الليبية تدخل منعطفا قد يكون له أثر قريب على الساحة الليبية، فحسب بيان للرئاسة المصرية -صدر الإثنين الماضي- فإن الأوضاع في ليبيا طغت على مناقشات الرئيسين الأمريكي ترامب والمصري عبدالفتاح السيسي، وذلك على هامش فعاليات قمة مجموعة الدول السبع بفرنسا.
المحلل السياسي الليبي عزالدين عقيل، قال لـ"العين الإخبارية": إن الموقف الأمريكي تجاه الأزمة الليبية ظل سابقا حبيس الانقسام الدولي.
وأوضح عقيل أن موقف واشنطن بدأ يتحرر تدريجيا منذ المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع المشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة الليبية، حيث كانت بداية تفهم الإدارة الأمريكية لحقيقة الأوضاع في ليبيا، وحقيقة دور الجيش الوطني الليبي الذي يحارب الإرهاب.
من جانبه، قال المحلل السياسي الليبي عيسى رشوان، إن مجرد إعلان التقارب بين أمريكا ومصر حول الملف الليبي، يعد رسالة قوية بأن الولايات المتحدة اختارت الشريك الأقوى والممثل للشرعية في ليبيا.
توقع رشوان في حديثه لـ"العين الإخبارية"، حدوث تغيرات في المواقف واختفاء وجوه كثيرة من الملف الليبي؛ بسبب الموقف الأمريكي وتوافقه مع الموقف المصري، وهو ما سينعكس على صناع القرار الدولي.
ونوه المحلل السياسي الليبي بأنه لا مجال لإخراج مصر من تفاعلات تسوية الأزمة الليبية، لصالح كل من قطر وتركيا، مشددا على أن ليبيا تمثل عمقا أمنيا استراتيجيا للدولة المصرية، وكذلك مصر بالنسبة للدولة الليبية.
الدكتور فرج نجم الباحث والأكاديمي الليبي يرى أن الدور المصري على المستوى الشعبي والرسمي كان له تأثير واضح في إيصال حقيقة الأوضاع المأساوية التي تعانيها ليبيا من الإرهاب والمليشيات إلى العالم كله.
وأكد نجم في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية" أنه من الطبيعي أن تكون هناك وقفة دولية ضد فايز السراج وحلفائه من الإخوان الإرهابية والجماعة الإسلامية المقاتلة في طرابلس، وخاصة في مصراتة، التي أصبحت قاعدة متقدمة لتركيا في المنطقة ولها دائرة أهداف في القلب منها مصر التي أسقطت حكم الإخوان الإرهابية".
وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي تترأس بلاده الاتحاد الأفريقي، أكد في كلمته، الأحد الماضي، أمام اجتماع قمة الدول السبع الكبرى في فرنسا، على الثوابت المصرية في التعامل مع الأزمات العربية.
وأوضح أن تسوية هذه الأزمات يجب أن تأتي من خلال دعم المؤسسات الوطنية وترسيخ تماسكها، وهذا من شأنه المساهمة في الحفاظ على وحدة الدول التي تعاني من أزمات وصيانة مقدرات شعوبها، وإنهاء المعاناة الإنسانية الهائلة التي عانت منها الشعوب الشقيقة في ليبيا وسوريا على مدار السنوات الأخيرة.
وجدد الرئيس المصري في كلمته دعم الإدارة المصرية للحل السياسي للأزمة الليبية، مشيرا إلى أن هذه الأوضاع تستدعي مساءلة حقيقية لداعمي الإرهاب ومموليه، جنبا إلى جنب مع الحفاظ على الدولة الوطنية ومؤسساتها، وكل ذلك من شأنه أن يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا والقارة الأفريقية.
وأشار إلى أن الطريق للخروج من الأزمة في ليبيا معروف، ولا يحتاج سوى للإرادة السياسية وإخلاص النوايا، للبدء في عملية تسوية سياسية شاملة، تعالج جوانب الأزمة كافة، وفي القلب منها قضية استعادة الاستقرار، والقضاء على الإرهاب وفوضى المليشيات، وإنهاء التدخلات الخارجية في ليبيا، وضمان عدالة توزيع موارد الدولة والشفافية في إنفاقها، واستكمال توحيد المؤسسات الليبية على النحو الوارد في الاتفاق السياسي الليبي.
المبادرة المصرية
وفي منتصف أغسطس الجاري، أطلقت القاهرة مبادرة للحل السياسي في ليبيا تضمنت خمسة بنود لمعالجة شاملة للقضايا الجوهرية، وعلى رأسها قضية عدالة توزيع الموارد في ليبيا والشفافية في إنفاقها، واستكمال توحيد المؤسسات الليبية وحل جميع المليشيات المسلحة وجمع أسلحتها على النحو الوارد في الاتفاق السياسي الليبي، مناشدة المجتمع الدولي البدء في عملية تسوية شاملة في ليبيا.
ودعت المبادرة البعثة الأممية في ليبيا إلى التعاون والانخراط بشكل أكبر مع مجلس النواب الليبي باعتباره المؤسسة الوحيدة المنتخبة في البلاد، وأنها الوحيدة المناط بها التصديق على أي خريطة طريق للخروج من الأزمة الحالية.
وطالبت القيادة السياسية المصرية الأطراف الليبية باتخاذ موقف واضح من المجموعات الإرهابية والإجرامية، مع أهمية إعلان الأطراف الليبية رفضها القاطع للتدخلات الخارجية في الشأن الليبي، والانتهاكات الموثقة لقرارات الأمم المتحدة والتي تقوم بها أطراف معروفة تصدّر السلاح والعتاد وتُسهل نقل المقاتلين الإرهابيين إلى ليبيا على مرأى من المجتمع الدولي.
ولاقت هذه المبادرة ترحيبا واسعا من البرلمان الليبي والقيادات الفاعلة، بينما هاجمها مجلس ليبيا الاستشاري الذي تسيطر عليه جماعة الإخوان الإرهابية.
aXA6IDE4LjExOC4yMjYuMTY3IA== جزيرة ام اند امز