انتخابات الكويت.. فرق صحية لمواجهة كورونا يوم الاقتراع
يتوجه الناخبون الكويتيون، السبت، إلى صناديق الاقتراع لاختيار 50 عضوًا بمجلس الأمة (البرلمان)، وسط إجراءات صحية مشددة بسبب جائحة كورونا.
وشكلت وزارة الصحة الكويتية 3 فرق يعمل تحت مظلتها المئات من الممرضن والفنيين الصحيين لمتابعة الخدمات الصحية خلال فترة الانتخابات، في ظل انتشار كورونا.
كما تم تجهيز 107 عيادات مجهزة في مقار الاقتراع، إضافة إلى غرف للعزل للتعامل مع الحالات التي تستوجب التدخل الطبي الفوري في حينه أثناء العلمية الانتخابية يوم الاقتراع.
أيضا تم تخصيص لجان خاصة لتصويت المصابين بكورونا، على أن يقوموا بالإدلاء بأصواتهم وفق ضوابط محددة.
وسجلت الكويت حتى الآن 143574 ألف إصابة بفيروس كورونا، بلغت حالات الوفاة بينهم 884 وفاة.
نظام الصوت الواحد
وتعد هذه الانتخابات هي الرابعة التي تجرى وفقا لقانون رقم 20 لسنة 2012 المعروف بقانون الصوت الواحد، والذي قضي بتقليص عدد الأصوات من 4 أصوات لكل ناخب (تصويت لأربعة مرشحين) إلى صوت واحد.
ونص القانون على أن "تنتخب كل دائرة 10 أعضاء للمجلس على أن يكون لكل ناخب حق الإدلاء بصوته لمرشح واحد في الدائرة المقيد فيها ويعتبر باطلا التصويت لأكثر من هذا العدد".
وتحمل الانتخابات القادمة أهمية خاصة كونها الأولى التي تجري في عهد أمير الكويت، الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، الذي تولى مقاليد الحكم، في 29 سبتمبر/أيلول الماضي.
كما أنّها تأتي في وقت يعاني فيه الاقتصاد، على غرار أغلب اقتصادات العالم، بسبب تراجع أسعار النفط، وتبعات تفشي وباء كورونا.
لذا فإن الكويتيين يأملون أن يكون هناك توافق وتعاون بين تركيبة البرلمان الذي سينبثق عن الانتخابات المقبلة وحكومة البلاد لتجاوز تحديات المرحلة الراهنة.
إجراءات صحية مشددة
وقالت وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون الصحة العامة الدكتورة بثينة المضف في تصريح صحفي إن الوزارة بادرت بتشكيل فريق عمل مركزي يختص بوضع خطة للإعداد والمتابعة والإشراف على الخدمات الصحية المقدمة من وزارة الصحة خلال فترة الانتخابات.
وبينت أن الفريق المركزي ينبثق عنه 3 فرق ميدانية تشمل الفريق العلاجي والفريق الوقائي والغذائي وفريق الخدمات المساعدة ويناط بكل فريق مهام محددة.
وأوضحت أن المهام المنوطة بالفريق العلاجي تتضمن توفير الطواقم الطبية والتمريضية والمسعفين في مقار الاقتراع في جميع الدوائر وتجهيز العيادات بالمعدات والتجهيزات الطبية في كل مقر اقتراع ومخاطبة المستشفيات العامة وبنك الدم المركزي للاستعداد تحسبا لأي طارئ.
وأشارت إلى أن الفريق الوقائي والغذائي هو المسؤول عن تشكيل فرق عمل مرور على جميع مقار الاقتراع والكشف على الوجبات المقدمة.
وأوضحت أن فريق الخدمات المساعدة سيقوم بتوفير جميع الاحتياجات الإدارية غير الطبية ومتابعة مراسلة الفرق الميدانية.
بدوره، كشف المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة الدكتور عبد الله السند أن الكوادر الطبية المشاركة في جهود متابعة العملية الانتخابية ستكون بواقع 114 ممرضا وممرضة و558 فني طوارئ طبية و47 سيارة إسعاف إضافة إلى المفتشين الصحيين وفريق منع العدوى ومفتشيي التعذية وأطباء الرعاية الصحية الأولية.
وشدد على ضرورة توخي الحذر يوم الاقتراع والالتزام بالإجراءات الاحترازية وعدم التجمع داخل وخارج مقار الاقتراع والحفاظ على مسافات آمنة بين الآخرين بمسافة لا تقل عن مترين بين الناخب والآخر وعدم المصافحة باليد أو لمس الأسطح غير الضرورة وإبلاغ أحد المسؤولين القائمين على تنظيم العملية الانتخابية في حال كنت تعاني من ارتفاع في درجات الحرارة أو بعض الأعراض مثل السعال أوالعطاس.
لجان للمصابين وغرف للعزل
واعتمد مجلس الوزراء تخصيص ٥ مدارس (مدرسة في كل دائرة) لتصويت المصابين بكورونا.
وفي هذا الصدد، أكد المتحدث الرسمي لوزارة الصحة الكويتية على ضرورة قيام الناخبين من المصابين بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) أو من يطبق عليهم الحجر الصحي بأخذ تصريح الخروج عبر تطبيق (شلونك) قبل الذهاب للاقتراع.
وأشار السند في لقاء مع تلفزيون دولة الكويت إلى أنه تم تخصيص عدد من المدارس لاستقبال الناخبين المصابين بفيروس كورونا ممن ينطبق عليهم العزل الصحي أما من ينطبق عليهم الحجر المنزلي فيصوتون في اللجان التابعين لها.
وشدد على ضرورة ارتداء المصابين للكمامات منذ مغادرة المكان الذي يطبق فيه العزل الصحي وتغطية الفم والأنف وعدم الكشف عن الوجه (الأنف والفم) إلا إذا طلب منه ذلك من قبل المسؤولين المشرفين على العملية الانتخابية ومن ثم العودة إلى المنزل مباشرة وعدم التخلص من الكمامات إلا عند الوصول لمكان العزل.
ولفت السند إلى أنه تم تجهيز 107 عيادات مجهزة في مقار الاقتراع إضافة إلى غرف للعزل للتعامل مع الحالات التي تستوجب التدخل الطبي الفوري في حينه أثناء العلمية الانتخابية يوم الاقتراع.
وكان مجلس الوزراء قد عقد اجتماعا استثنائيا، الخميس، برئاسة الشيخ صباح خالد الحمد الصباح رئيس مجلس الوزراء بحث في مستهله الشؤون المتعلقة بتنظيم الانتخابات في ظل الظروف الاستثنائية الخاصة بانتشار فيروس كورونا.
وصرح نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية ووزيرالدولة لشؤون مجلس الوزراء أنس خالد ناصر الصالح عقب الاجتماع بأنه أحاط المجلس بالترتيبات والاستعدادات النهائية التي اتخذت بالتعاون والتنسيق مع الجهات المعنية لتأمين جميع المستلزمات اللازمة ليوم الاقتراع في كافة محافظات دولة الكويت بما يكفل ممارستها وفقا للاشتراطات الصحية لضمان سير عملية الانتخابات على النحو المنشود.
ودعا مجلس الوزراء كافة المرشحين والناخبين إلى التعاون مع وزارة الداخلية وسائر الجهات المعنية من أجل استكمال هذا العرس الديمقراطي بالنجاح المأمول مع ضرورة الالتزام بأحكام القانون خاصة في ظل الظروف الصحية الاستثنائية.
وكانت جائحة كورونا قد ألقت بتأثيرها على مختلف مراحل العملة الانتخابية بداء من الترشيح ثم الدعاية وحتى الاقتراع.
وفي ظل المخاوف من تفشي فيروس كورونا اتخذت الحملات الانتخابية في الكويت شكلا جديدا.
وبدلا من إقامة المرشحين الولائم التي تجمع الناخبين كما كانت العادة، اقتصرت الحملات في هذه الدورة على مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، بعد أن حظرت السلطات التجمعات خوفا من تفشي فيروس كورونا.
ولعب موقع "تويتر" الدور الأكبر في دعاية المرشحين لخوض السباق البرلماني، حيث يقوم المرشح بتسجيل برامجه الانتخابية في مقاطع فيديو قصيرة وبثها على الموقع، عوضا عن الندوات وزيارات الدواوين التي كانت قبل الجائحة.
كما لجأ مرشحون آخرون إلى وسائل الإعلام مثل الصحف الورقية والإلكترونية وقنوات تلفزيونية محلية للترويج لبرامجهم الانتخابية.
ويحق لكل ناخب من الناخبين المقيدين وعددهم 567 ألفًا و694 ناخبًا وناخبة، اختيار مرشح واحد من بين 326 مرشحًا، بينهم 29 امرأة، يتنافسون في الدوائر الانتخابية الخمس.
وستبدأ عملية التصويت التي تجري وفق نظام الصوت الواحد من الساعة الثامنة صباحا حتى الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي لدولة الكويت، ليعلن بعدها رؤساء اللجان ختام عملية التصويت على أن يبدأ الفرز بعد إغلاق صناديق الاقتراع تمهيدا لإعلان النتائج الرسمية.
وأكدت وزارة الصحة الكويتية استعدادها وجاهزيتها للمتابعة والإشراف على الخدمات الصحية خلال فترة الانتخابات البرلمانية.