اللحوم النباتية المُصنّعة.. "بروتين المختبرات" يجذب الصينيين
اللحوم المستزرعة في المختبرات تجد قبولا متزايدا لدى الصينيين ويتوقع أن يرتفع سوق بدائل البروتين إلى 85 مليار دولار في 2030.
ربما لا يكون اللحم الصناعي هو خيار الذواقة، خصوصاً إذا عرفت أن تلك اللحوم تم تطويرها في المختبرات من خلال زراعة الخلايا، ولكن كل هذا ربما يتغير قريبًا لأن اللحوم النباتية، التي يتم تطويرها من البروتين النباتي، تجد قبولًا متزايدًا لدى العملاء الصينيين كبديل قابل للتطبيق.
وشهد حفل تذوق للأطباق البيض أقيم في شنغهاي الصينية، في مايو/أيار الماضي، العديد من الأطباق التي استخدم فيها بديل للبيض طورته شركة للتكنولوجيا الغذائية مقرها في وادي السيليكون باستخدام البروتينات النباتية المستخرجة من حبوب الماش، وهي نوع من النباتات يتبع جنس اللوبياء من الفصيلة البقولية، بحسب "موقع "تشاينا تايمز" الصيني.
وقال جوش تيتريك، الرئيس التنفيذي لشركة JUST لتصنيع البيض النباتي بالولايات المتحدة، إن الأطعمة النباتية تزداد شعبية بين المستهلكين الصينيين، على أساس الاستجابة الممتازة لبيضها النباتي، لافتاً إلى أن منتجهم قوبل بحفاوة وترحيب بالغين حسب تقارير عن مذاق المنتج وملمسه ووظائفه من المستهلكين الصينيين.
وتبرز المنتجات القائمة على البروتين النباتي، مثل اللحوم الصناعية (أو البيض)، ببطء كبدائل غذائية قابلة للتطبيق في السوق العالمية.
وفي قطاع الاستهلاك الجماعي، يُستخدم البروتين النباتي لصنع بدائل الألبان أو المكملات الغذائية، لكن أكثر التطبيقات التي نوقشت حاليا كان اللحم النباتي، باستخدام البروتين من البازلاء أو الفول لتقليد قوام وطعم اللحم أو السمك أو منتجات الألبان أو البيض.
وتتوقع شركة UBS ومقرها سويسرا، وهي شركة استثمار عالمية، أن يرتفع السوق العالمي لبدائل البروتين واللحوم النباتية من 4.6 مليار دولار في عام 2018 إلى 85 مليار دولار بحلول عام 2030.
وحسب تقرير للشركة، فإن مثل هذه الأساليب التجارية ستنجح في العقد المقبل لأن التكنولوجيا يمكن أن تحاكي اللحوم والأسماك والبيض ومنتجات الألبان دون ذبح الحيوانات وتقليل انبعاثات الكربون.
وشهدت (Yantai Shuangta Food)، وهي شركة تصنيع البروتينات النباتية الصينية، ارتفاعا في أسهمها في "بورصة شنتشن" بسبب ارتفاع الطلب على منتجاتها.
وقالت الشركة إن البحث وتطوير اللحوم من صنع الإنسان سيكون أحد مجالات الدفع الرئيسية في المستقبل.
وأظهرت الشركات الناشئة حول العالم التزامًا بالاستفادة من السوق الصيني، كجزء من الجهود المستمرة لتقليل التفاوتات في الغذاء وبصمة الكربون.
ويؤكد جوش تيتريك، أن الصين تنتج نحو 435 مليار بيضة كل عام ويتزايد الطلب على البروتين، حيث يسرع الحضر ونمو السكان والدخل المرتفع هذا الطلب، بينما تتناقص الأراضي الصالحة للزراعة.
وقال سايروس بان، المدير العام لشركة JUST في الصين، إن الشركة تركز حاليا على المستهلكين الصينيين الأثرياء الذين يولون اهتمامًا لعادات الأكل الصحية الأكثر استدامة، ولكن في المستقبل، سوف تستهدف الشركة التركيبة السكانية الأوسع والأكثر تنوعًا.
كما تخطط شركة Beyond Meat الأمريكية لصنع بدائل اللحوم ذات الأصل النباتي، لدخول الصين هذا العام.
وقال تشو دان بينج، خبير الصناعة: "السوق الصينية للأغذية النباتية ليست كبيرة الآن، لكن بما أن الصناعة بأكملها تستفيد من ترقية الاستهلاك والوعي الصحي المتزايد، فسوف تشهد تطوراً كبيراً نسبياً"، لافتاً إلى أن الشعبية السكانية للحوم من صنع الإنسان في الصين لا تزال صغيرة، مما يعني أنه لن يخلق أي صدمة لسوق اللحم التقليدي.
وأضاف بينج: "في الوقت الحالي، صناعة النبات موجهة نحو التصدير، على سبيل المثال، يوجد سوق الأغذية الرئيسي لشركة Shuangta Food في الخارج، فالشركات المحلية ترى أن الغذاء من صنع الإنسان هو منتج واحد بدلاً من صناعة كاملة".
وعلى الرغم من ذلك، فإن من المتوقع أن تشهد الصناعة نمواً سريعاً في السنوات الخمس المقبلة، ففي قطاع المشروبات، يستخدم البروتين النباتي من حبوب الصويا والفول السوداني والشوفان وجوز الهند والجوز والكثير غيرها لصنع بدائل الألبان، كما يشهد زخمًا مستقرًا.
ووفقا لمعهد تشيانشان لبحوث الصناعة، فمن المتوقع أن يصل سوق المشروبات البروتينية النباتية بحلول عام 2020 إلى 258.3 مليار يوان (37.5 مليار دولار)، أي ما يقرب من ربع إجمالي أعمال المشروبات في البلاد.
aXA6IDMuMTMzLjEwOC4xNzIg
جزيرة ام اند امز