"لانسيت" قناص روسيا الصغير بأوكرانيا.. الشبح يسيطر على أرض المعركة
مع تخطي الأزمة الأوكرانية عتبة الـ500 يوم، وإشهار طرفيها الحل العسكري طريقًا لحسمها، أو إرغام الآخر على القبول بشروطه، باتت الأسلحة الذراع الطولى لتحقيق ذلك الهدف.
أسلحة بعضها خضع لما يكفي من التجارب التي تؤهله لخوض المعارك، فيما الآخر لم ينل حظًا وافرًا، إلا أنها اشتركت جميعها، في كونها مصدر فخر للدول التي أنتجتها.
أحد تلك الأسلحة كانت مدافع هاوتزر الأمريكية ودبابات ليوبارد الألمانية، فيما كانت على الضفة الأخرى المسيرة الروسية "لانسيت" التي ظهرت بثوب جديد على أرض المعركة في أوكرانيا.
وبينما أعدت الدول الغربية نفسها لـ"نصر سريع" في أوكرانيا باستخدام أحدث أسلحتها التي اعتقدت أنها ستغير مجرى المعارك، جاءت الرياح بما لا تشتهي سفن الناتو.
فماذا نعرف عن المسيرة لانسيت؟
وصفت المسيرة لانسيت بـ"القناص الصغير"، كونها مُصنعة من مواد مركبة لا تستطيع الرادارات رصدها، بالإضافة إلى تغييرات في شكلها يكسبها المزيد من الدقة والثبات.
كشفت شركة "روستيخ"، المصنعة لها عن بعض ميزاتها، العام الماضي، قائلة إنها تتمتع بحماية خاصة تقيها حتى من أحدث أسلحة الليزر المضادة للطائرات دون طيار.
وبحسب صحيفة "التلغراف" البريطانية، فإن "لانسيت" قادرة على تدمير المركبات تفوق حجمها وقيمتها عدة مرات، مشيرة إلى أن مدى الإصدار الجديد من لانسيت يبلغ حوالي 30 ميلاً، مع رأس حربي ينفجر عند الاصطدام.
وغالبًا ما تعمل مع طائرة بدون طيار ثانية، يتم توجيهها عبر عصا التحكم، مثل لعبة الكمبيوتر، ولديها القدرة على التسكع في السماء حتى يكشف الهدف عن نفسه، تقول الصحيفة البريطانية.
وأشارت إلى أنه من غير المعروف احتواء تلك المسيرة على أنظمة ملاحة تعمل بالأشعة تحت الحمراء أو عبر الأقمار الصناعية، مما يجعلها أكثر تدميرًا من الطائرات بدون طيار الإيرانية الصنع.
وبحسب "التلغراف"، فإن رأسها الحربي، الذي يتراوح بين كيلوغرام واحد إلى كيلوغرامين، صغير نسبيًا، مما يجعلها أقل فتكًا بكثير من قذيفة مدفعية أو صاروخ عالي الدقة، إلا أنها مع ذلك أصبحت شوكة في خاصرة المدفعية الأوكرانية.
ولا توجد طريقة سهلة للدفاع ضد "لانسيت" بسبب قدرتها على المناورة، وتمكنها من التحليق على ارتفاع منخفض وبطيء، مما يجعل من الصعب على أنظمة الرادار الخاصة بأنظمة الدفاع الجوي التقليدية التقاطها.
ورغم ظهورها بثوب جديد وبتقنيات حديثة على أرض المعركة في أوكرانيا، إلا أنه لم يكشف عن كامل ميزاتها بسبب ظروف السرية التي تحيط ببرنامجها.
لكن ماذا عن النسخة القديمة منها؟
للنسخة القديمة من مسيرة "لانسيت" عدد لا يستهان به من الميزات؛ فهي قادرة على إجراء استطلاع ومهاجمة الهدف بشكل مستقل دون استخدام الملاحة عبر الأقمار الاصطناعية، الأمر الذي يجعلها محمية من أجهزة التشويش.
وبحسب شركة "روستيخ"، فإن "اعتراض لانسيت أو تدميرها أو الاختباء منها يكاد يكون مستحيلاً، بفضل الحماية المضمنة ضد الليزر"، مشيرة إلى أن المسيرة الروسية "لا تخشى حتى أحدث أسلحة الليزر المضادة للطائرات دون طيار".
وأشارت الشركة إلى أن "لانسيت" مركبة دون طيار برأس حربي متكامل قادر على التحليق الطويل الأمد فوق ساحة المعركة، مؤكدة أنها صُممت وفقًا لمخطط ديناميكي هوائي "X المزدوج"، مما يؤهلها لاكتشاف الهدف بشكل مستقل، وتدميره عن طريق الانقضاض مثل صاروخ موجه.
ماذا قالت عنها أوكرانيا؟
تقول صحيفة "التلغراف"، إن "لانسيت"، المسيرة منخفضة التكلفة المستخدمة في الهجمات الروسية أصبحت مشكلة خاصة للقوات الأوكرانية على طول الخطوط الأمامية.
مستشار وزير الدفاع الأوكراني يوري ساك، قال لصحيفة "التلغراف" البريطانية: "تخبرنا معلوماتنا أن روسيا بدأت في الاستثمار بشكل أكبر في إنتاج هذه الطائرات بدون طيار"، مضيفًا: "لفهم سبب كونها مصدر قلق لنا، فإن أي شيء قادر على إتلاف معداتنا أو تشكيل خطر على قواتنا هو مصدر قلق لنا".
فـ"هناك الكثير من هذه الأشياء، التي سببت الكثير من المتاعب لقواتنا لأننا لا نملك أي سلاح مثل هذا" قال جندي أوكراني، رفض الكشف عن هويته.
وقال ساك إن داعمي كييف الغربيين يمكن أن يساعدوا في ضخ مزيد من التبرعات لحماية رجال أوكرانيا على خط المواجهة من التهديد الذي تشكله لانسيت.
وأضاف المسؤول: "تعد معدات التشويش الحديثة جانبًا مهمًا للغاية من قدرتنا على مكافحة الطائرات بدون طيار. لكننا نتطلع إلى حلفائنا، ونأمل يوما ما أن نحصل على المزيد منهم".
وتقول صحيفة "التلغراف"، إنه في محاولة من القوات الأوكرانية للدفاع عن نفسها ضد المسيرة الروسية، نصبت بعض وحدات المدفعية دروعًا مؤقتة حولها، غالبًا ما تكون مصنوعة من شبكات مموهة أو أسلاك الدجاج، للإطاحة بها قبل أن تصل إلى أهدافها، فيما أقام آخرون مواقع صيد على أمل تفجير تلك المسيرات من السماء قبل "الاصطدام المميت".
aXA6IDMuMTQ0LjMxLjY0IA== جزيرة ام اند امز