إضراب واسع في مدارس إيران احتجاجا على سياسات نظام ولاية الفقيه
المعلمون ينددون بعدم دفع مرتباتهم خلال الأشهر الماضية وبالنقص الحاد في المستلزمات المدرسية، وبسياسات النظام في تجويع وقمع الشعب
عم إضراب واسع النطاق للمعلمين في إيران على مدارس وجامعات أغلب المدن الإيرانية، الأحد، وامتنع المعلمون عن إعطاء الحصص الدراسية للطلبة، ونظموا عشرات الوقفات احتجاجا على تردي الأوضاع التربوية والتعليمية في البلاد، إلى جانب الأوضاع الاقتصادية الخانقة التي أدت إلى عدم قدرة النظام الإيراني على سداد رواتبهم خلال الشهور الماضية.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صور الإضراب الذي تركز في مدارس العاصمة طهران وإقليم فارس وكرمنشاه ولرستان وإيلام ومهران وسنندج وتبريز وأصفهان وكاشان وإقليم كردستان، ومشهد والبرز وكرج وأمل، وأرومية، وبوشهر، والأحواز، وهمدان، ومریوان، وسقز، وملایر، وشیراز، وکازرون، وشهریار، واسلامشهر، وسمنان، وبجنورد، وساری، ورشت، وقزوین، وبهبهان، ویاسوج، وکرج، ویزد، وخرم آباد، ودهلران، وبروجرد، وأردبیل، وتربت حیدریه، وزاهدان، وغيرها من المدن الإيرانية.
وقال المعارض الكردي الإيراني سوران بالاني، القيادي السابق في حزب الكوملة الكردستاني الإيراني المعارض في حديثه لـ"العين الإخبارية" إن الكوادر التعليمية "أضربت عن العمل احتجاجا على عدم دفع مرتباتهم خلال الأشهر الماضية من قبل النظام الإيراني، والنقص الحاد في المستلزمات المدرسية للعام الدراسي الحالي، واحتجاجا على سياسات نظام ولي الفقيه في تجويع الشعب الإيراني وقمعه وتقييد حرياته، ودوره الإرهابي في العالم"، داعيا المجتمع الدولي إلى التحرك ومد يد العون للإيرانيين كي يتخلصوا من هذا النظام الإرهابي.
وتشهد مدن وبلدات إيران، خصوصا الكردية منها منذ نحو عام، إضرابات واعتصامات احتجاجا على سياسات النظام الإيراني، وأغلقت الأسواق في غالبية المدن الإيرانية الأسبوع الماضي إضرابا عن العمل، لكن الأجهزة الأمنية الإيرانية وخصوصا ميليشيا الحرس الثوري الإرهابية أجبرت التجار على فتح أسواقهم وكسر الإضراب وهددتهم بالاعتقال والقتال فيما إذا لم يرضخوا لأوامر السلطة، لكن العديد من التجار لم يخضعوا وواصلوا الإضراب في ظل حملات اعتقال شنتها السلطات الإيرانية في صفوفهم وصفوف الناشطين الذين دعوا إلى استمرار الاعتصامات في كافة المدن الإيرانية.
وقال آزاد سنيي، أحد المدرسين الأكراد الإيرانيين في اتصال مع "العين الإخبارية" عبر شبكات التواصل الاجتماعي: "رفعنا شعارات طالبنا فيها بالحقوق المشروعة للموظفين والمدرسين والعمال وكل فئات المجتمع الإيراني، وإطلاق سراح الكوادر التدريسية المعتقلة في سجون الأجهزة الأمنية الإيرانية".
وتابع: "نريد العدالة الاجتماعية وخاصة العدالة في التربية والتعليم وإطلاق الحريات، وتوفير العيش الرغيد لشعوب إيران"، لافتا إلى أن إضراب الكوادر التدريسية يستمر ليوم واحد، ويأتي دعما للإضرابات التي تنظمها فئات المجتمع الإيراني الأخرى يوميا في مدن إيران المختلفة".
وتبدأ الولايات المتحدة الأمريكية فرض المرحلة الثانية من الحظر على النظام الإيراني في 4 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، التي تعتبر الأشد وتستهدف قدرات إيران على تصدير النفط.
وكانت أولى موجات الإضراب العارم لسائقي الشاحنات اندلعت في مايو/أيار الماضي على مستوى إيران، وشملت حينها نحو 31 محافظة إيرانية، احتجاجا على تدهور المعيشة، وتدني أجور الشحن، مقارنة بارتفاع التكاليف اللوجيستية، التي من بينها عمليات الصيانة الدورية، وسط تضامن دولي من نقابات عمالية.
وشنت الأجهزة الأمنية الإيرانية طيلة الأشهر الأخيرة حملات اعتقالات عشوائية طالت عددا من السائقين المضربين، فيما هددت السلطات القضائية بتوقيع عقوبات مغلظة ضد المحتجين منهم، في الوقت الذي سيرت فيه مليشيات الحرس الثوري شاحنات تابعة لها بهدف كسر الإضراب.
كما نظم تجار الأسواق في مدن غرب إيران وغيرها إضرابا واسعا وأغلقوا متاجرهم بسبب ارتفاع موجة الغلاء والكساد وتردي الوضع الاقتصادي لأدنى مستوياته، حيث أكد النشطاء أن نظام ولاية الفقيه يعد الوحيد دوليا الذي يشن حربا ضد المحتجين من شعبه عبر تلك الأساليب، مؤكدين أن زيادة معدلات المظاهرات والاحتجاجات في الآونة الأخيرة دفعته للقلق، وفق موقع "امروز نما" الناطق بالفارسية.
ويتسع الحراك الشعبي ضد نظام ولاية الفقيه في إيران، بصورة مستمرة، فبعد أن بدأ بمدينة مشهد التاريخية وامتد لأكثر من 100 مدينة بإيران في مطلع يناير/كانون الثاني الماضي، بات يتخذ أشكالا جديدة شملت القطارات والمترو، كوسيلة للتعبير عن الغضب من تردي الأوضاع المعيشية وتفاقم الأزمات الاجتماعية والاقتصادية، إضافة إلى تزايد وتيرة القمع الممهنج من السلطات الإيرانية تجاه المحتجين.
aXA6IDE4LjIyNi4yMjYuMTU4IA== جزيرة ام اند امز