أكبر خسائر لوظائف القطاع الخاص منذ 30 شهرا.. بيانات تثير مخاوف أمريكا

فقد أصحاب العمل في القطاع الخاص بالولايات المتحدة أكبر عدد من الوظائف خلال عامين ونصف العام في سبتمبر/أيلول، وفقًا لبيانات غير رسمية يعتمد عليها المستثمرون وسط الإغلاق الحكومي.
وفقا لصحيفة "فايننشال تايمز"، انخفض عدد الوظائف في القطاع الخاص بمقدار 32000 وظيفة الشهر الماضي، وفقا لتقرير شركة ADP الوطني عن التوظيف، الصادر يوم الأربعاء، متجاوزا توقعات الاقتصاديين بإضافة 50000 وظيفة، ما أدى إلى ارتفاع حاد في أسعار سندات الخزانة الأمريكية وانخفاض العائدات.
ويولي المستثمرون وصانعو السياسات اهتمامًا كبيرًا لتقارير القطاع الخاص، نظرًا لأن الإغلاق الحكومي الذي بدأ صباح الأربعاء يمنع مكتب إحصاءات العمل من نشر بيانات الوظائف الرسمية يوم الجمعة.
ويعد انكماش التوظيف في سبتمبر الأكبر منذ مارس/آذار 2023، ويأتي بعد تراجع حاد في أرقام أغسطس/آب، إذ خفضت ADP عدد الوظائف من القراءة الأولية 54000 إلى 3000 وظيفة، مسجلة أول انخفاض شهري متتالي منذ صيف 2020.
استخدمت ADP طريقة مقارنة بياناتها مع أرقام الحكومة الأمريكية الشاملة، ما أدى إلى تعديل قراءة سبتمبر/أيلول بانخفاض 43000 وظيفة. ومع ذلك، أكد خبراء وول ستريت أن التقرير يعكس تباطؤًا واضحًا في سوق العمل.
وقال بنك جي بي مورغان لعملائه: "كان مؤشر ADP ضعيفًا بشكل عام"، مشيرًا إلى أن البيانات تكشف عن "زخم سلبي متزايد" واحتمالية صدور تقرير وظائف رسمي ضعيف هذا الأسبوع.
وكان مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قد صرح الشهر الماضي بأن المخاطر على التوظيف قد عادت إلى "الانخفاض"، عند اتخاذه قرار خفض أسعار الفائدة في اجتماعه الأخير. وتتوقع الأسواق المزيد من التخفيضات خلال الأشهر المقبلة، مع استمرار المخاوف بشأن سوق العمل وتفوقها على مخاطر ارتفاع التضخم الناتج عن الرسوم الجمركية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وانخفض عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عامين بمقدار 0.07 نقطة مئوية بعد صدور البيانات ليصل إلى أدنى مستوى له في أسبوعين عند 3.54%، قبل أن تستعيد العائدات جزءًا من مكاسبها بعد إعلان استقرار نشاط التصنيع الأمريكي في سبتمبر وفق مؤشر معهد إدارة التوريد.
تعافى مؤشر ستاندرد آند بورز 500 القياسي في وول ستريت من انخفاضاته المبكرة، مسجلًا ارتفاعًا بنسبة 0.1% بعد منتصف النهار.
ويُعتبر تقرير ADP جزءًا من مصادر البيانات البديلة التي يعتمد عليها السوق في ظل الجمود السياسي حول تمويل الحكومة الأمريكية، على الرغم من كونه ليس مؤشرًا موثوقًا تمامًا لنمو الوظائف غير الزراعية.
وأشار اقتصاديون في غولدمان ساكس إلى أن توافر هذه التقارير يعني أن الأسواق لن تتجاهل مسار البيانات، وستعتمد بشكل أكبر على المعلومات الخاصة كبدائل للبيانات الرسمية.
وأوضح التقرير أن الشركات الصغيرة والمتوسطة قلصت وظائفها في سبتمبر/أيلول، بينما عوّضت مجموعات تضم 500 موظف أو أكثر جزءًا من هذا الانخفاض.
ووصف ستيفن براون، نائب كبير الاقتصاديين في كابيتال إيكونوميكس لأمريكا الشمالية، هذا الاتجاه بأنه "مثير للقلق"، مشيرًا إلى انكماش التوظيف في معظم القطاعات، وقال: "اتساع نطاق خسائر الوظائف يدعم موقف المتساهلين في لجنة تحديد أسعار الفائدة، الذين كانوا قلقين من احتمال تدهور ظروف سوق العمل فجأة".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTYg جزيرة ام اند امز