إيلون ماسك: أتمنى إطلاق أول رحلة مأهولة إلى الفضاء هذا العام
صاروخ "فالكون 9" الذي صنعته شركة "سبيس إكس" يقلع دون أي مشكلات من مركز كينيدي الفضائي في كاب كانافيرال بولاية فلوريدا.
أطلقت "سبيس إكس"، السبت، مركبتها الجديدة "كرو دراجون" إلى الفضاء، في مهمة تجريبية أساسية على طريق إعادة تسيير الرحلات الفضائية المأهولة من الأراضي الأمريكية، بعد 8 سنوات من سحب مركبات "ناسا" من الخدمة.
وأقلع صاروخ "فالكون 9" من تصنيع الشركة التي أنشأها إيلون ماسك، من دون أي مشكلات من مركز كينيدي الفضائي في كاب كانافيرال بولاية فلوريدا في جنوب شرق الولايات المتحدة.
وانفصلت الطبقتان الأولى والثانية من دون حوادث، لتوضع مركبة "دراجون" في المدار الأرضي، بعد حوالي 11 دقيقة من الإقلاع في اتجاه محطة الفضاء الدولية، في عملية ناجحة أثارت الحماسة لدى موظفي "سبيس إكس" في مقر الشركة بلوس أنجلوس، وفي مركز كينيدي.
وأكدت غرفة التحكم نجاح المهمة قائلة: "دراجون، الانفصال تم"، فيما قالت "سبيس إكس" لاحقاً: "نؤكد وضع دراجون على المسار الصحيح".
كذلك نجحت الشركة في استعادة الطبقة الأولى من الصاروخ، بعدما هبطت على منصة عائمة على بعد 500 كيلومتر من ساحل كاب كانافيرال على المحيط الأطلسي.
وهذه عملية الاستعادة الـ35 للطبقة الصاروخية الأولى التي تتكلل بالنجاح في إطار مهمات "سبيس إكس".
وقال إيلون ماسك، خلال مؤتمر صحفي على بعد بضعة كيلومترات من منصة الإطلاق: "أنا متعب نفسياً بعض الشيء، كان ذلك مصدر ضغط معنوي حقيقي، لكن المهمة نجحت، على الأقل حتى الآن".
وأضاف: "لقد عملنا 17 سنة للوصول إلى هذه النقطة، لم نسيّر أي رحلة مأهولة بعد، لكننا سنفعل ذلك، هذه السنة على ما أتمنى".
وتستمر هذه المهمة التي تأخرت 3 سنوات عن موعدها الأساسي، قرابة أسبوع، وهي تشكل محاكاة شاملة لرحلة تجريبية مقبلة سيكون على متنها رائدا فضاء من "ناسا".
ومن المتوقع أن تلتحم مركبة "دراجون" بمحطة الفضاء الدولية، الأحد، على علو 400 كيلومتر، وسيكون في استقبالها أمريكية وكندي وروسي.
وبعد 5 أيام، من المتوقع أن تعود "دراجون" إلى الغلاف الجوي الأرضي، لتهبط في المحيط الأطلسي، حيث ستعاد إلى قاعدة كاب كانافيرال. وستسهم 4 مظلات بإبطاء عملية الهبوط.
ووضعت في المركبة خلال هذه الرحلة التجريبية الأولى دمية سُميت "ريبلي"، نسبة إلى بطلة أفلام "إيليين"، وستقيس أجهزة استشعار وضعت على الرأس وحول العنق والعمود الفقري القوة التي سيواجهها رواد الفضاء خلال الإقلاع وعند العودة إلى الأرض.
ويُنتظر من هذه المهمة أن تثبت أن المركبة الفضائية آمنة وموثوقة لرواد الفضاء المستقبليين.
وعند التأكد من هذه الشروط، من المتوقع إطلاق أول رحلة تجريبية مأهولة بحلول نهاية العام الحالي.
وقال جيم برايدنستاين، رئيس وكالة ناسا: "يمكنكم أن تكتبوا في مقالتكم أني متيقن من هذا الأمر بالكامل".
وأضاف: "إنه يوم عظيم لسبيس إكس ولوكالة ناسا، نحن على وشك إطلاق رواد فضاء أمريكيين بواسطة صواريخ أمريكية من الأراضي الأمريكية للمرة الأولى منذ سحب المركبات الفضائية من الخدمة في 2011".
وكرر الإشارة إلى أن "ناسا" لن تنفق مبالغ طائلة في صنع صواريخ أو مركبات فضائية، قائلاً: "سنكون زبائن لشركات مصنعة أخرى".
ومنذ 2010، وقعت "ناسا" عقوداً تفوق قيمتها 3 مليارات دولار مع "سبيس إكس" لتطوير هذه الخدمات الفضائية، وأخرى بقيمة 4,8 مليارات دولار مع مجموعة "بوينج" التي تطور مركبتها الخاصة "ستارلاينر" مع رحلة تجريبية مرتقبة الشهر المقبل.
وعلى كل من الشركتين إجراء 6 رحلات ذهاباً وإياباً إلى محطة الفضاء الدولية من دون احتساب الرحلات التجريبية.
ويعود تاريخ هذه العقود الضخمة إلى سنة 2014.
وقال دوج فورلي، أحد الرائدين اللذين تم اختيارهما للمشاركة في الرحلة التجريبية المأهولة الأولى بعد مشاهدته الإطلاق من قاعدة كاب كانافيرال: "لا أجد أي كلمة تعبّر عن التأثر الذي يشعر به الشخص المشارك في أول رحلة تجريبية لمركبة".
وهو كان في المركبة "أتلانتس" عندما هبطت في آخر مرة في يوليو/تموز 2011، ورأى فورلي أن العودة الأمريكية إلى تسيير الرحلات المأهولة إلى الفضاء أمر في متناول اليد.
وقال: "هذا مذهل حقا، في البداية، كانت القصة عبارة عن بضع صفحات على برمجية باوربوينت، لكن الآن بات لدينا مركبة تنطلق من قاعدة فضائية".
ومنذ 2011، ينطلق رواد الفضاء في اتجاه محطة الفضاء الدولية في صواريخ روسية الصنع من طراز "سويوز"، ويتعين عليهم لهذه الغاية تعلم الروسية والتدرب في روسيا.
وقال مارك جيير، رئيس مركز جونسون الفضائي في هيوستن، حيث مقر رواد الفضاء الأمريكيين، الجمعة: "العودة إلى هنا مفخرة وطنية".
كذلك سيشكل نجاح "سبيس إكس" في إرسال رواد فضاء إلى الفضاء تكريسا لها، بعدما غزت الشركة المسؤولة عن تموين محطة الفضاء الدولية منذ 2012 سوق إطلاق الأقمار الاصطناعية.
aXA6IDMuMTQ3LjY1LjExMSA= جزيرة ام اند امز