لوموند: النظام الإيراني بات محاصرا
الصحيفة رأت أن النظام الإيراني يواجه ضغوطا من جميع الجهات بين الانتقادات الدولية بعد استهداف الطائرة الأوكرانية والاحتجاجات الداخلية
اعتبرت صحيفة "لوموند" الفرنسية" أن النظام الإيراني بات محاصرا، بعد الاعتراف رسمياً بإسقاط الطائرة الأوكرانية على أراضيها، بزعم أنه خطأ بشري، فضلا عن تصاعد الاحتجاجات الداخلية للمطالبة بمكافحة الفساد وتحسين الأوضاع الاقتصادية.
وتحت عنوان "تحطم طائرة الخطوط الجوية الأوكرانية: إيران تواجه انتقادات دولية واحتجاجات داخلية"، قالت الصحيفة الفرنسية إن النظام الإيراني يواجه ضغوطاً من جميع الجهات بين الانتقادات الدولية -بعد استهداف الطائرة الأوكرانية المدنية في إحدى ضواحي طهران- والاحتجاجات التي تهز البلاد ضد النظام الإيراني منذ نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
- إيرانيون يمزقون صور سليماني والأمن يطاردهم بالغاز
- إيران تعترف بإسقاط الطائرة الأوكرانية عن طريق الخطأ
ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى تحذيرات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، السبت، قائلا "يمكن أن تكون هناك مذبحة أخرى للمتظاهرين المسالمين، ولا انقطاع للإنترنت في إيران"، في إشارة إلى حركة الاحتجاج التي وقعت في البلاد منذ شهرين.
وأضاف ترامب في تغريدة باللغة الإنجليزية والفارسية على حسابه الرسمي بموقع التدوينات القصيرة "تويتر": "العالم يراقب".
وتجمع عدة مئات من الطلاب في العاصمة الإيرانية، مساء السبت، استجابة لدعوة تكريم ضحايا طائرة بوينج الأوكرانية، الذين قتلوا "بطريق الخطأ" بصاروخ إيراني الأربعاء الماضي.
وتحول التجمع في جامعة "أمير كبير" المرموقة في طهران إلى مظاهرة غضب.
ووفقاً للصحيفة الفرنسية فإن الحشود أطلقوا شعارات تندد بكذب السلطات الإيرانية، رافعين لافتات "كاذبون"، كما طالبوا بمحاكمة المسؤولين عن الحادث المأسوي والمتسترين عليه.
وأوضحت "لوموند" أن الشرطة الإيرانية فرقت الطلاب الذين هتفوا تنديداً بإسقاط الطائرة التي كان بين الضحايا ركاب إيرانيون، مشيرة إلى أن طهران معرضة للعقوبات الدولية مرة أخرى إزاء ذلك التصرف، فضلاً عن ضرورة دفع التعويضات لأسر الضحايا، في الوقت الذي تشهد فيه اضطرابات داخلية يقمعها النظام الإيراني باستمرار.
وأوردت إحدى تغريدات ترامب قائلاً "يجب على الحكومة الإيرانية أن تسمح لجماعات حقوق الإنسان بمراقبة والإبلاغ عن الحقائق على الأرض بشأن الاحتجاجات المستمرة من قبل الشعب الإيراني".
وفي تغريدة أخرى قال "إلى الشعب الإيراني الشجاع، الذي عانى لفترة طويلة، لقد كنت بجانبك منذ بداية رئاستي، وستظل إدارتي إلى جانبكم"، مضيفاً "نتابع الأحداث عن كثب، وشجاعتك تلهمنا".
ولفتت "لوموند" إلى أن الاحتجاجات التي اندلعت في منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في إيران، احتجاجا على الزيادة الحادة في أسعار البنزين تسببت في مقتل أكثر من 300 شخص، وفقا لمنظمة العفو الدولية (غير الحكومية)، كما تم قطع الإنترنت عدة مرات على البلاد بأكملها.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أنه بينما يراقب العالم الاحتجاجات ويندد بقمعها ينتقد أيضا المجتمع الدولي التصرف الإيراني باستهداف الطائرة المدنية، لافتة إلى أن النظام الإيراني على هامش تلك التجاوزات قام باعتقال السفير البريطاني لدى طهران.
من جانبه، قال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، السبت، "إن اعتقال سفيرنا دون أساس أو تفسير يعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي".
ووفقا لما نقلته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، تم اعتقال السفير البريطاني لدى طهران بزعم "التحريض" على المتظاهرين في طهران الذين عبروا عن غضبهم.
ونتيجة لتلك الخطوة حذرت لندن "يتعين على إيران الاختيار بين السير نحو وضع منبوذ أو اتخاذ خطوات للتراجع عن التصعيد والدخول في المسار الدبلوماسي".
من جانبها، دعت الولايات المتحدة طهران إلى الاعتذار عن اعتقال السفير البريطاني.
فيما أعرب وزير الخارجية الكندي جاستن ترودو عن التصرف الإيراني إزاء كارثة الطائرة الأوكرانية التي كان على متنها 61 كنديا، مطالباً طهران بـ"تحمل المسؤولية الكاملة، بما في ذلك دفع التعويضات المالية لأسر الضحايا".
وقال ترودو "ما اعترفت به إيران أمر بالغ الخطورة، وإسقاط طائرة مدنية أمر فظيع، وعلى إيران أن تتحمل المسؤولية الكاملة عنها".
وردا على سؤال عما إذا كانت أوتاوا تعتزم طلب تعويض مالي لعائلات الضحايا الكنديين، أجاب رئيس الحكومة الكدنية الذي التقى أسر الضحايا في تورو بعيدا عن الكاميرات، الجمعة الماضية: "إنه بالتأكيد شيء يجب أن يكون جزءا من المناقشات".