لوبان لن تستسلم.. يمين فرنسا يسعى للبرلمان عوضا عن الرئاسة
المحامية الشقراء ذات الصوت القوي مارين لوبان، خسرت فرصة الدخول إلى قصر الإليزيه، ولكن نجح حزب "الجبهة الوطنية" اليميني الذي تتزعمه.
خسرت المحامية الشقراء ذات الصوت القوي مارين لوبان، تذكرة الدخول إلى قصر الإليزيه، ولكن نجح حزب "الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف الذي تتزعمه، في توسيع قاعدة ناخبيه بشكل غير مسبوق.
11 مليون ناخب، نجحت لوبان في الحصول على أصواتهم، وهو ما يجعل "الجبهة الوطنية" القوة السياسية المعارضة الأولى في البلاد، مما يزيد من فرص الجبهة بالفوز بأكبر عدد من المقاعد البرلمانية في الانتخابات التشريعية التي ستجري في 11 يونيو/حزيران المقبل.
وهنا قال محمد حامد، الباحث في العلاقات الدولية، في تصريحات لـ"العين": إن خسارة اليمين المتطرف في فرنسا يدل على أنها ليست الولايات المتحدة وأن التصويت الفرنسي لماكرون أوقف موجه اليمين المتطرف التي تجتاح أوروبا، بعد أن نجح في بريطانيا وإيطاليا من قبل، وقد يتقدم في ألمانيا في الفترة المقبلة.
واستبعد حامد أن يحصل اليمين المتطرف على أغلبية في البرلمان، وأرجع ذلك بسبب ضعف البرامج الانتخابية لهم، وخسارة انتخابات المحليات من قبل، وأكد أن اليمين المتطرف الفرنسي لم يكن لديه برنامج شامل واضح من الممكن تقديمه للشعب الفرنسي.
إعادة ترتيب الأوراق
تتبع لوبان منذ سنوات استراتيجية تحسين صورة حزب الجبهة الوطنية الذي تأسس في 1972، لإزالة سمعة سيئة رافقت الحزب طويلا خصوصا بسبب مواقف والدها المعادية للسامية وللأجانب.
واستطاع اليمين المتطرف في السنوات الأخيرة أن يتغلغل في أوساط الطبقة العاملة، وهي كتلة ناخبة كانت تصوت تقليديا للأحزاب المعتدلة.
وهنا أضاف يوسف بدر ، الباحث في الشئون الدولية لـ"العين"، أن من الأسباب الرئيسية لتوسيع قاعدة اليمين المتطرف في فرنسا، هو شعور المواطن الفرنسي بخطورة الجدران المفتوحة أمام التطرف واستغلال المتطرفين للأراضي الحرة، مما أدى إلى تعزيز الخطاب الشعبوي الذي يستهدف مخاطبة مخاوف الإنسان الغربي وليس الحديث عن مثالية وفلسفة النظام السياسي في أوروبا.
"الجبهة الوطنية"
وكانت " الجبهة الوطنية" حققت تقدما مهما في الانتخابات الرئاسية 2002، حيث مر َّ جان ماري لوبان، وهو الأب الروحي للحزب، للدور الثاني، وحصل خلال هذه الانتخابات على 7.6 ملايين، فيما حصدت ابنته مارين حوالي 11 مليون صوت.
وعمدت لوبان منذ توليها رئاسة الجبهة في 2011، إلى استبعاد المسؤولين الأكثر تطرفا والناشطين المعادين للسامية، وكانت استراتيجية إعادة ترتيب أوراق الحزب هذه مجدية إذ بات يحقق تقدما متواصلا في كل انتخابات.
وفي مسعاها للوصول إلى الإليزيه عملت لوبان، التي وصفت نفسها بأنها "امرأة ذات طبع جاف أحيانا"، على تليين صورتها من خلال الطرائف الشخصية.
وقدمت لوبان نفسها على أنها "مرشحة الشعب" و"الوطنيين"، ورغم فشلها في الحصول على بطاقة الدخول إلى قصر الإليزيه، ولكنها نجحت في توسيع القاعدة الشعبية لها.
وأكد يوسف أن الطبقة السياسية التقليدية الفرنسية تدرك خطورة الوضع الحالي في فرنسا وتوسيع القاعدة الشعبية لليمين المتطرف في البلاد، وتسعى هذه الطبقة في طرح تصورات بديلة بإمكانها أن توقف زحف اليمين المتطرف على أصوات الناخبين، وبالأخص بعد حصولهم على ما يقرب من 11 مليون صوت في الجولة الثانية للانتخابات الفرنسية.
aXA6IDMuMTM2LjIyLjIwNCA= جزيرة ام اند امز