محللون يكشفون لـ"العين" أسباب تسريب وثائق عملاء روسيا في إسرائيل
سامي أبو جلهوم قال إن نشر هذه الوثائق لقلق إسرائيل من تفرد الروس في الساحة السورية ولتذكيرهما بخدمات إسرائيل
اعتبر محللون ومختصون في الشأن الفلسطيني أن تسريب وسائل إعلام إسرائيلية لوثائق تضمنت صوراً ومعلومات عن قائمة بجواسيس في القيادة الإسرائيلية، جندتهم المخابرات السوفييتية داخل إسرائيل لسنوات عديدة إبان الاتحاد السوفييتي له أهداف وأبعاد مختلفة يتركز على التدخل الروسي الحالي في سوريا.
ونشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" قائمة تضم أسماء 3 من أعضاء الكنيسيت، وجنرال في الجيش الإسرائيلي، ورجل استخبارات كبير، ومهندس في مشاريع عسكرية حساسة، بالإضافة لضباط كبار في الجيش، حيث وعدت بنشر المزيد من هذه الوثائق التي يأتي جزء من تلك التي نشرها عميل المخابرات الروسية "متروكوف" على مدار 20 عاماً.
وقال الخبير في الشؤون الإسرائيلية والصهيونية الدكتور سامي أبو جلهوم إن نشر هذه الوثائق يحمل أهدافا وأبعادا عديدة خصوصا في هذا التوقيت، على الرغم من أن هذا الأمر ليس غريبا على إسرائيل التي تتعامل مع الروس منذ العهد السوفييتي، في شتى المجالات ومن ضمنها المجال الأمني؛ حيث كان السوفييت أول المعترفين بإسرائيل منذ احتلال فلسطين عام 1948.
وأشار في حديثه لبوابة "العين" الإخبارية إلى أن هذه الوثائق قديمة وتتحدث عن عملاء قبل انهيار الاتحاد السوفييتي، لكن هدفها الحالي ربما كان لتذكير الروس بعمل إسرائيل معهم، خاصة أن إسرائيل قلقة من تفرد الروس في الساحة السورية خصوصا بعد قيام طائرات دون طيار روسية بالتحليق فوق الجليل قبل فترة وفشل منظومة القبة الحديدية في اعتراضها.
وأضاف "أبو جلهوم" أن إسرائيل قلقة مما يدور في سوريا رغم التنسيق مع الروس، لذلك أوعزت دوائرها الأمنية لنشر هذه الوثائق، لحث موسكو على التعاون الوثيق معها خصوصا لمعرفة خطط روسيا في سوريا.
وأكد الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس المفتوحة، أن وجود مثل هؤلاء العملاء وبصفات قيادية عالية داخل مواقع حساسة داخل إسرائيل وارد جداً لأن الحديث يدور عن فترة الحرب الباردة.
ولفت إلى أن تجنيد العملاء الإسرائيليين شهد ازديادا كبيرا في بداية التسعينيات بعد الهجرات اليهودية من روسيا لإسرائيل وسهولة تجنيدهم، بالإضافة لزيادة تأثيرهم بعد أن وصل عددهم لأكثر من خُمس المجتمع الإسرائيلي.
وأوضح "الرقب" أن هناك علاقة واضحة لما يحدث من التدخل الروسي في سوريا حاليا، وبين هذه الوثائق، حيث تسعى إسرائيل لإيصال رسالة مهمة لروسيا وتذكيرها بما قدمه عملاؤها للمخابرات الروسية في سبيل زيادة التنسيق والتعاون الموجود أصلا بين الدولتين داخل سوريا بما يضمن الأمن الإسرائيلي.