انتخابات لبنان وحزب الله.. عنف وفبركات وفتاوى مشبوهة
مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية في لبنان، تكثف مليشيات حزب الله الإرهابية ضغوطاتها وممارساتها المليشوية لترهيب المعارضين.
وشهدت الفترة الماضية سلسلة تعديات تعرض لها مرشحو القوائم المنافسة للمليشيات في المناطق التي تسيطر عليها كدائرة الجنوب الثالثة، وإطلاق النار على مرشحي دائرة الجنوب الثانية ومنعهم من تنظيم الفعاليات الانتخابية.
ويستمر الحزب في ممارسة الضغوط غير القانونية، التي شملت الترهيب والعنف ونشر الأكاذيب والفبركات واعتماد الفتاوى الدينية المشبوهة ضد منافسيه الذين يمتلكون حظوظا مرتفعة، في محافظة بعلبك الهرمل.
وفي أحدث الاعتداءات أقدم مناصرو "حزب الله" على ضرب المرشح بالقائمة المدعومة من حزب "القوات اللبنانية" حسين رعد، خلال تأديته واجب العزاء داخل حسينية آل رعد في بعلبك.
وفي هذا الإطار، كشف المرشح رعد لـ"العين الإخبارية" أن هذا الاعتداء ليس الأول الذي يتعرض له، إذ سبق أن تعرض لمضايقات وتهديد خلال إحدى جولاته الانتخابية، من قبل مجموعات مسلحة عمدت إلى إغلاق الطرق لمنعه من التحرك".
وأضاف: "أٌجبرت على إلغاء عدة مهرجانات انتخابية بعد إطلاق التهديدات والشعارات ضدي ومحاولة تجييش الناس".
وكشف المرشح عن واقعة تطويق أحد المنازل التي كان موجودا بها لمدة ساعتين من قبل مسلحين، وقال "لم أستطع الخروج سوى بعد مواكبة قوة من مخابرات الجيش اللبناني".
وأشار إلى أن هذه الممارسات بلغت حدّ تهديد عائلته، وزوجته وأولاده، معبرا عن أسفه لـ"مصادرة إرادة الناس من الطائفة الشيعية"، ومؤكداً أنه "لا مجال للانسحاب".
ومضى قائلا: "وما حصل معي، زادني إصراراً وصلابة على عدم التراجع وسأمضي بترشيحي، وسيبقى خطابنا مسالما ومتحيّزا للحق".
"مناورات غير قانونية"
وفي بعلبك أيضاً، نجح "حزب الله" بسحب ثلاثة مرشحين من الطائفة الشيعية من لائحة حزب القوات اللبنانية، بهدف إضعافها وشرذمتها، مروجا لخطاب مسيء يقول إن "القوات تعمل وفق أجندات مشبوهة وهدفها نزع سلاح حزب الله".
وحمّل المرشح عن المقعد الماروني في دائرة بعلبك الهرمل، النائب إنطوان حبشي "حزب الله مسؤولية ما يجري في الدائرة ومسؤولية أي قطرة دم تسقط".
ورأى أن "طريقة سحب المرشحين وقراءتهم لبيانات الانسحاب وعدم النظر إلى الكاميرا، يدل بوضوح كيف تجري هذه الانسحابات، أضف إلى ذلك بروز المال الانتخابي، حيث يقول حزب الله هذه مليون أو مليوني ليرة ولا تنتخب أحداً"، على حد قوله.
وأردف حبشي "تجاوزات وتزوير انتخابات عام 2018 بحق لائحتنا كانت كبيرة وعلى الرغم من ذلك حصلت لائحتنا على مقعدين، ولم لم يكن هناك تزوير وتهويل لكان عدد نواب لائحتنا 3 نواب".
وتابع "ما يجري اليوم لا يجوز، وعلينا ضبط هذا التزوير وهذا يدل على عدم احترامهم لأهل بعلبك الهرمل، وعشائرها وعدم تقبلهم لأي رأي مختلف".
وأشار حبشي إلى أن "ما يجري موجه ضد الصوت الاعتراضي الشيعي الذي شكل عام 2018، 9.7%؛ أي حوالي 17 ألف صوت، وهذا يدل أن هناك رغبة للناس بإيصال نائب شيعي من البيئة المعارضة لحزب الله".
وفي وقت سابق، تعرض رئيس لائحة "القوات" في دائرة بعلبك-الهرمل الشيخ عباس الجوهري لإطلاق رصاص في منطقة بعلبك أثناء مشاركته في لقاء انتخابي.
فتاوى دينية
في السياق عينه، علمت "العين الإخبارية" أنه بعد سلسلة تهديدات تعرّض لها مرشحو قائمة "معاً للتغيير" في دائرة الجنوب الثانية بسبب جلسة نقاش حاولوا عقدها الجمعة في بلدة جناتا في صور، فضّل المنظمون إلغاء الحوار رغم حصولهم على موافقة السلطات المحلية.
وقال أحد أفراد اللائحة لـ"العين الإخبارية" إن "هذا التصرّف يدل على قوة هذه القوى التغييرية شعبيا في المنطقة، وتخوف القوى المسيطرة بقوة السلاح من تفاعل الناخبين مع هذه اللائحة التي تجسّد بالنسبة لهم قوة التغيير الحقيقية في المنطقة".
وبجانب لغة التهديد وإطلاق النار والعرقلة، لجأ حزب الله إلى الفتاوى الدينية لإجبار الناس على التصويت لصالحه، وقال المفتي الممتاز الشيخ أحمد قبلان المعروف بقربه من "حزب الله": "لبنان اليوم أمام لحظة انتخابية مصيرية، وخيارنا المحسوم بقياس مصلحة البلد، وإنقاذه من كل التبعيات الخبيثة، هو الثنائي الشيعي".
أضاف "وبكل وضوح ويقين التصويت للثنائي الشيعي وبقية حلفائه واجب وطني وديني وأخلاقي، والتردد بذلك حرام، والمصلحة الوطنية واضحة جدا، واعتزال الانتخابات حرام، والورقة البيضاء حرام، والاستهتار حرام".
aXA6IDMuMTUuNy4yMTIg جزيرة ام اند امز