اللبنانيون في فرنسا يواصلون التصويت بالانتخابات البرلمانية
تم تجهيز 19 مقرا انتخابيا في فرنسا، وهي على استعداد لاستقبال أكثر من 8 آلاف ناخب مُسجل في باريس وعدة مدن رئيسية.
يواصل اللبنانيون المقيمون في فرنسا التوجه إلى مراكز الاقتراع للتصويت في الانتخابات العامة اللبنانية وهي المرة الأولى التي يُسمح فيها للمغتربين بالمشاركة في التصويت.
وجرى تجهيز 19 مقرا انتخابيا في فرنسا، وهي على استعداد لاستقبال أكثر من ثمانية آلاف ناخب مُسجل في باريس وعدة مدن رئيسية مثل ليون وليل ومارسيليا.
وفي باريس، تحول مقر القنصلية اللبنانية إلى مقر انتخابي مزدحم، ويتوقع أن تستقبل القنصلية أكثر من 800 ناخب على مدار اليوم.
وقال لبنانيون يعيشون في باريس إنهم سعداء بالمشاركة في العملية السياسية في بلادهم ويأملون في أن تفتح الانتخابات البرلمانية صفحة جديدة في التاريخ اللبناني.
وكانت الخلافات حول قانون الانتخابات السبب الرئيسي وراء تأجيل الانتخابات البرلمانية ثلاث مرات منذ عام 2009.
ويقسم لبنان السلطة بين الجماعات الدينية وفقا للحصص التي تم تعديلها في نهاية الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990.
ووفقا لهذا التقسيم فإن الرئيس هو دائما مسيحي ماروني ورئيس الوزراء مسلم سُني ورئيس البرلمان مسلم شيعي.
وفي البرلمان يتم تقسيم 128 مقعدا بالتساوي، إذ يذهب 64 مقعدا للمسيحيين ومثلها للمسلمين بمن فيهم الدروز، على أن يتم تقسيم هذين النصفين بين ما إجماليه 11 طائفة.
وتخصص المقاعد في كل دائرة وفقا لتركيبتها السكانية.
وعمت أجواء من الهدوء المشوبة بالفرح في مراكز الاقتراع التي فتحت أبوابها في المرحلة الثانية لتصويت اللبنانيين بالخارج في الانتخابات النيابية لأول مرة.
وفي جولة لصحيفة "النهار" اللبنانية بمراكز الاقتراع في باريس وصفت الأجواء بأنها "عيد"؛ كون اللبنانيين المقيمين بها يصوتون لأول مرة في انتخابات وطنهم الأم.
وقال سفير لبنان بباريس رامي عدوان إن هذه العملية "التاريخية" تعني "الفرح والفخر والديمقراطية"، وإن سير الانتخابات يسير "بطريقة شفافة".
وفي وقت سباق الأحد، حث رئيس الوزراء اللبناني، سعد الحريري، زعيم تيار المستقبل، اللبنانيين إلى النزول بكثافة في يوم الانتخابات المقرر 6 مايو/أيار المقبل لإفشال مشروع مليشيا حزب الله بإعادة الوصاية السورية- الإيرانية على البلاد.
وفي كلمته أمام مستقبليه في قرية القرعون بالبقاع الغربي، شرقي لبنان، قال الحريري: "في 6 أيار (مايو) سنريهم من هو سعد الحريري و"تيار المستقبل" ومن هو "المارد الأزرق"، وما هو قرار البقاع وقرار القرعون، وأن القرعون مستحيل أن تكون عليها وصاية غير وصاية أهلها وشعبها"، بحسب ما نقله عنه حساب"تيار المستقبل" على "تويتر" اليوم الأحد.
وخلال كلمة أخرى له في بلدة مجدل عنجر بالبقاع، دعا الحريري أهالي البقاع إلى الحفاظ على هويتهم من الطابع الطائفي الذي يريد الآخرون فرضه عليهم، في إشارة إلى مليشيا حزب الله.
وقال: "أدعوكم للحفاظ على العيش المشترك في البقاع، الإرث الذي لطالما نادى به الرئيس الشهيد (رفيق الحريري)".
"قبل أيام قليلة رأيتم ما فعلته اللوائح التي تترشح ضدنا (في إشارة لقوائم مليشيا حزب الله وحلفائها)، حتى بالعلن، لوائح بشار الأسد تتصرف ضدنا، وكل اللوائح في كل لبنان موجهة ضد تيار المستقبل".
وكان الحريري توجه بنفس الكلمات إلى مستقبليه في بيروت وعدة أماكن أخرى، داعيا إياهم للتكاتف في الانتخابات لمنع عودة الوصاية السورية عبر الكتل الداعمة للنظام السوري ولإيران.
واستعرض زعيم تيار المستقبل محاولات مليشيا حزب الله لصياغة قوانين لإزاحة "تيار المستقبل" عن الحياة السياسية في لبنان، ومنها القوانين الصادرة في أعوام 2000، و2005، و2009.
وفي ذلك قال: " وإذا عدنا إلى تاريخ الانتخابات السابقة، نجد أنه في العام 2000 أعدوا قانونا لكي يخسر رفيق الحريري، لكن الناس كانوا معه وربح، وفي العام 2005 قبل اغتياله، كان العمل قائما على إنجاز قانون يخسّر رفيق الحريري، ويومها قال لهم إنه سيترشح في الدائرة الأصعب، ولكنه استشهد، وأنتم قمتم، والبقاع قام كله ليطالب بالحقيقة والحق والعدل، ثم نجحنا بالانتخابات، وفي العام 2009 أعدوا قانونا، وكانت كل توقعاته أن هذا القانون سيقوض تيار المستقبل، لكنهم لم يعرفوا أن وفاء وولاء الناس في البقاع وكل لبنان هو ما يقرر من هو تيار المستقبل".