دعم قطر للإرهاب بالفدية.. حقيقة في صحف الغرب وشهادة موثقة بالكونجرس
الإمارة الصغيرة عكفت على نفي وإدانة التقارير التي تحدثت عن قيامها بدفع فدية للإرهابيين، لكن صحيفة "واشنطن بوست" فضحتها.
في الفترة الماضية، تحدثت تقارير أجنبية عن الصفقة التي عقدتها قطر مع مليشيات ومجموعات إرهابية، من أجل تحرير رهائنها الذين اُختطفوا خلال رحلة صيد في العراق.
وعكفت قطر طوال تلك المدة على نفي وإدانة التقارير التي تحدثت عن قيامها بعمل مماثل، غير أن صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية كشفت في تقرير حديث مراسلات سرية أجرتها الدوحة مع تلك الجماعات الإرهابية لتحرير رهائنها، فضلاً عن استغلال هذه المجموعات للحصول على مزيد من الأموال من قطر.
- رسائل مسربة لواشنطن بوست: قطر دفعت مئات الملايين لإرهابيين لتحرير رهائن
- شهادة أمام الكونجرس تشكك في جدية قطر بمكافحة الإرهاب
تزامن كشف الصحيفة مع استماع لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي لشهادة أدلى بها أحد خبراء مكافحة الإرهاب شكك خلالها في مدى جدية قطر في التصدي للإرهاب، متطرقًا في حديثه إلى استفادة الإرهابيين في اليمن وسوريا من ملايين الدولارات التي قدمتها الدوحة إليهم في شكل فدية.
الخبير الدكتور ديفيد واينبرج قال في توصية إلى مجلس النواب الأمريكي، إن الأموال التي تجنيها المنظمات الإرهابية الأجنبية من مبالغ الفدية بلغت عنان السماء خلال العقد الماضي.
وأشار واينبرج خلال شهادته إلى استفادة تنظيم القاعدة الإرهابي في سوريا من مبالغ فدية حصلت عليها من حكومة قطر.
واستشهد خبير مكافحة الإرهاب بما أوردته صحيفتا "نيويورك تايمز" الأمريكية و"فايننشال تايمز" البريطانية، بأن قطر دفعت العام الماضي جزءا من فدية كبيرة لمليشيا حزب الله العراقي وقيادته في لبنان، وهو ما أكده تقرير "واشنطن بوست"، نقلًا عن رسالة مسربة لسفير قطر بالعراق وكبير المفاوضين في أزمة الرهائن زايد بن سعيد الخيرين، إذ أوردت قوله: "السوريون، وحزب الله-لبنان، وكتائب حزب الله العراق، جميعهم يريدون المال، وهذه فرصتهم"، مضيفًا: "جميعهم لصوص".
كما أشار إلى أن صفقة تحرير الرهائن، التي وُصفت بأنها أكبر اتفاقيات الفدية في العالم، بلغت حوالي مليار دولار مقابل إطلاق سراح أفراد العائلة المالكة القطرية من تنظيم الحمدين، بعد اختطافهم في جنوب العراق.
صحيفة "إندبندنت" البريطانية ذكرت أن قصة فدية الـ500 مليون دولار وإطلاق سراح أفراد عائلة آل ثاني كشفت عنها وثيقة سرية أرسلها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، حيث قال إن قطر طلبت من الحكومة إذنًا بهبوط طائرة في مطار بغداد الدولي في 15 أبريل/نيسان على أساس أنها ستقل على متنها الرهائن الذين أُطلق سراحهم.
لكنه أشار خلال الوثيقة السرية التي حصلت عليها "إندبندنت" بصورة حصرية إلى أن مسؤولي المطار أصيبوا بدهشة من ظهور 23 حقيبة ثقيلة بدون إشعار مسبق أو موافقة، وعندما تم تمريرها عبر أجهزة الكشف على الحقائب "بدت الصورة سوداء"، مما يعني أنه أيًا كان المحتوى فقد كان موضوعًا داخل مواد خاصة غير قابلة للاختراق، لكن موظفي المطار كانوا متأكدين أن الحقائب تحتوي على أموال.
وفيما يخص المبالغ المالية لاتفاق إطلاق سراح الرهائن، كشفت السجلات السرية التي نقلتها "واشنطن بوست" أن خطة دفع أموال الفدية رصدت جزءًا قيمته 150 مليون دولار إضافية نقدًا لأفراد وجماعات تعمل بصفة وسيط، تعتبرهم الولايات المتحدة رعاة الإرهاب الدولي، وهذا يتضمن مليشيات الحرس الثوري الإيراني وكتائب حزب الله.
وكان من ضمن الأموال المتعلقة بالصفقة جزء مخصص للقيادي بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني بقيمة 50 مليون دولار، وما يترواح بين 5 ملايين دولار لـ50 مليون دولار مخصصة لمسؤولين إيرانيين وعراقيين.
ومن أجل ذلك، أوضح خبير الإرهاب واينبرج أن هناك الكثير من الأشياء التي يمكن القيام بها فيما يتعلق بوقف تقديم الفدية، لافتًا إلى أنه يجب على الولايات المتحدة تسليط الضوء على الحكومات المشتركة في هذه الممارسات غير القانونية المدمرة.