تقارير فرنسية أكدت أن تسريبات "واشنطن بوست" عن الفدية القطرية ليست بجديدة، وتثبت تورط الدوحة في عمليات دفعها للإرهابيين.
لم يكن تقرير صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية بشأن مراسلات سرية أجرتها قطر مع جماعات إرهابية لتحرير رهائنها مفاجئاً في الأوساط الإعلامية الفرنسية، إذ أجمع خبراء ومحللون أن أسلوب الفدية أحد أذرع قطر لتمويل الإرهاب.
ففي عام 2005 أصدر المؤلفان جورج مابرنو وكريستيان شينو كتاباً بعنوان "ذاكرة الرهينة" عن تجربتهما عندما اتخذا رهينة لدى جماعات إرهابية في 2004، كما كشفا أن تلك الجماعات كانت مدعومة من قطر، وأنها توسطت لدفع الفدية.
- صحفي فرنسي ذاق من نفس الكأس: قطر تقمع مواطنيها بقانون المافيا
- قطر وتاريخ اللعب القذر بالمحافل الدولية.. "سر الخزائن الحديدية"
وسجل كتاب "قطر.. سر الخزائن المغلقة" عام 2013، ما كشف عنه الكاتبان الفرنسيان جورج مابرنو وكريستيان شينو عن تمويل النظام القطري للجماعات الإرهابية، وتقديم الدعم من أموال وأسلحة لإثارة القلق في المنطقة.
كما كشف عن الدور القطري في إسقاط الأنظمة عبر تمويل تلك التنظيمات الإرهابية.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي أشارت صحيفة "موند أفريك" إلى أن قطر دفعت فدية قيمتها 10 ملايين دولار لتحرير الأمريكي تيو بادنوس في سوريا من أيدي أحد التنظيمات المنشقة عن تنظيم القاعدة الإرهابي "جبهة النصرة".
وفي هذا الشأن، قال مايكل سانتي، الخبير الاقتصادي الفرنسي المتخصص في الأسواق المالية والمصارف المركزية لصحيفة "لاتريبين" الفرنسية، إن "قطر إمارة لم يكن يسمع بها أحد حتى مطلع التسعينيات، سوى أنها إمارة غنية بالغاز من أعلى مستوى الدخول للفرد في العالم، ونفوذها تصاعد خلال السنوات الأخيرة، وأيضاً غيرتها من الدول الفاعلة الإقليمية من الجوار في الخليج ومصر ما دفعها لتمويل تلك الجماعات الإرهابية لاستخدامها كوسيلة ضغط على تلك البلدان".
ووفقاَ للخبير الاقتصادي فإن قطر دفعت في أبريل/نيسان فدية بقيمة مليار دولار لتنظيمات إرهابية لتحرير رهائن رعايا قطريين في سوريا والعراق.
وأضاف أن عدة تقارير غربية أثبتت أيضاً أن قطر دفعت رسمياً 700 مليون دولار لإيران الممول الأول للتنظيمات الإرهابية المتطرفة والمليشيات في سوريا والعراق.
بدوره، أشار الباحث الفرنسي، في معهد "توماس مور" للدراسات السياسية، جون سيلفستر مونجريني إلى أنه على الرغم من ادعاء قطر دعم مكافحة الإرهاب، وذلك بعد اتهام دول الجوار لها بتمويل الإرهاب، إلا أن عدة أدلة تثبت صلة الدوحة بالتنظيمات الإرهابية.
ودلل مونجريني على حديثه بالإشارة إلى دفع قطر فدية ضخمة لتنظيمات إرهابية في سوريا والعراق لتحرير رهائن، من بينها تنظيم داعش الإرهابي، وهو ما أسهم في زيادة ميزانية تلك التنظيمات، بدلاً من التكاتف لمكافحتها.