لبناني يعلق على الحدود البيلاروسية البولندية.. طلبوا منه اختيار طريقة للموت
هزّت صور لشاب لبناني عالق على الحدود البيلاروسية البولندية الرأي العام اللبناني، بعد ظهور ابن بلدة برالياس البقاعية علي عبدالوارث في غابة "متجمداً" من البرد ومتربعاً تحت شجرة بانتظار مصيره.
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالخبر وسط حالة غضب كون قصته تعكس قصص عدد كبير من الشبان اللبنانيين، الذين دفعهم الوضع الاقتصادي في وطنهم إلى اتخاذ قرار الهجرة وإن كانت غير شرعية.
"علي" تحدث إلى وكالة "فرانس برس"، وأطلعها كم هو يعيش حياة مراهقة وكم يشعر بالندم لمحاولته على مدى أيام دخول الاتحاد الأوروبي، عبر الحدود بين بيلاروسيا وبولندا.
ووصف ما يعيشه بالبؤس، وهو "أمر لا تتمنّاه لأسوأ أعدائك.. إنّه كابوس"، كما شرح كيف تحوّل إلى كرة يتقاذفها حرّاس الحدود، وحاول العبور 5 مرّات أو ستّاً، وفي كل مرّة كان يلقى القبض عليه ويرحل إلى الحدود من الجانب البولندي، مشيراً إلى أن رجال الأمن قالوا له "لديك خياران.. إما أن تموت هنا أو أن تموت في بولندا. هذا كل شيء".
وفي اتصال أجرته "العين الإخبارية" مع والد "علي"، أحمد عبدالوارث، أكد أن ابنه أطلعه أنه سيقصد بيلاروسيا مع صديقيه للسياحة، وقال: "لا أعلم ماذا حدث معه ولماذا غيّر مخططه، وقد صدمت عندما علمت أنه دخل الغابة في بيلاروسيا للوصول إلى ألمانيا، وبعد مرور نحو أسبوع وصل إلى حدود بولندا من دون أن يسمحوا له بدخول البلد، فقدنا الاتصال معه لأيام لأتلقى منه اتصالا عند الساعة السادسة والنصف من مساء الجمعة الماضي، أطلعني خلاله أنه تجاوز الحدود البولندية بمساعدة الصليب الأحمر الدولي، وسلمه للشرطة البولندية، وقدم له طلب لجوء ووكل له محام لمتابعة قضيته"، مضيفاً: "وعدني أن يتصل بي بعد 4 أيام وأنا في انتظار الاطمئنان عليه".
وشدد أحمد على أن الظروف الاقتصادية الصعبة هي التي دفعت ابنه "علي" إلى المخاطرة بحياته، وقال: "قبل جائحة كورونا كان يعمل حلاقاً في صالون، ليتم توقيفه عن العمل ويجلس في المنزل من دون أي مدخول، وأنا أعكل كمتطوع في الدفاع المدني منذ 20 سنة أخدم وطني من دون راتب حيث لا تقوم الدولة بواجبها تجاهنا، كل ذلك يقف خلف هجرة علي الذي كان يفضل الوصول إلى ألمانيا حيث تقيم شقيقته".
"علي" واحدا من آلاف المهاجرين، معظمهم من الشرق الأوسط، الذين حاولوا عبور الحدود الممتدة على مسافة 400 كيلومتر منذ أغسطس/آب الماضي.
وكانت بولندا أرسلت آلاف الجنود وأقامت سياجاً من الأسلاك الشائكة وفرضت حال طوارئ لمدّة 3 أشهر، منعت خلالها وصول الصحفيين والعاملين في الجمعيات الخيرية إلى المنطقة الحدودية كلّها.
وأطلع "علي" "فرانس برس" أنّه في أثناء الفترة المرهقة التي أمضاها في الغابة، كان يشرب المياه من أوراق الشجر، ولم يتمكّن من النوم بسبب البرد الشديد، فيما أُصيب ذات مرّة بضربة على رأسه على أيدي "الجيش البولندي أو الشرطة"، ورغم أنّه "مرهق" و"مدمّر"، أكد أنّه يتفهّم "قيام حرس الحدود بعملهم: "هم يحمون بلادهم. نحن غير قانونيين".