لبنانيون يتحدثون لـ"العين الإخبارية" عن مخاوف من شتاء "لا دفء" فيه
قلق شديد يساور اللبنانيين من موسم الشتاء المقبل، في ظل انهيار اقتصادي يستحيل معه العثور على وسائل تدفئة بسعر مناسب.
فبعد أن كان اللبناني يخشى عدم توافر المازوت في الأسواق، توافر بعض منه اليوم لكن بـ"سعر خيالي"، أما "الحطب" فليس أفضل حالا، كل ذلك في ظل عدم قدرة الدولة على تأمين الكهرباء بشكل مستمر، فضلا عند صعوبة تحمل المواطن فاتورة تشغيل وسائل التدفئة.
وأضاف: "سعر طن المازوت 700 دولار أما طن الحطب 200 دولار وما فوق بحسب نوعيته، ما يعني أن المصروف اليومي للمواطن هو 300 ألف ليرة للمازوت فقط، فكيف سيتمكن من تأمينه، من هنا قد يلجأ البعض إلى شراء ليتر ولترين لتمضية يومهم".
مشكلة حقيقية كما أكد "مهنا" تهدد المواطنين، لافتاً إلى أنه "في هذه الحالة يجبر المواطنون على صرف مدخراتهم إن وجدت، أو إلى الهجرة وحتى بيع أملاكهم للتدفئة".
وعن الخشية من توجّه الناس إلى قطع الأشجار، أجاب: "الأمر ليس بهذه السهولة، يحتاج إلى ترخيص وشروط والقوى الأمنية متشددة في هذا الموضوع".
وعن التدفئة على الكهرباء، قال: "غير فعالة في المناطق المرتفعة عن سطح البحر 1200 متر وما فوق حيث تصل درجة الحرارة إلى ما دون الصفر، ففي هذه المناطق لا يفيد سوى المازوت والحطب".
واعتبر مهنا أنه "في ظل غياب الدولة عن دعم مادة المازوت منعاً للتهريب يجب على الإدارات المحلية والجمعيات مساعدة المحتاجين".
واعتبر مختار بلدة عالية الجبلية، صلاح شهيب في حديث لـ"العين الاخبارية"، أن أزمة التدفئة كبيرة جداً هذا العام ولا حلول في الأفق، قائلاً: "لم يتمكن المواطنون من تخزين المازوت أولاً لفقدانه في السابق والآن لارتفاع سعره مع العلم أنه لا يزال غير متوافر في محطات".
ولفت إلى أن "الحطب كذلك أسعاره خيالية"، وعن الذي يطالب به أجاب: "لا يوجد دولة نطالبها بإيجاد حل لهذه الكارثة".
"سيحاول اللبناني القيام بكل ما في وسعه لمواجهة البرد"، يؤكد الناشط طارق أمون ابن بلدة إيزال – الضنية شمال لبنان، أن أبناء البلدة بدأوا قبل مدة في قطع أشجار الأحراج وتحضيرها للانتصار على فصل الشتاء.
وأضاف "أنا على سبيل المثال أحتاج وعائلتي إلى 3 براميل مازوت، السنة الماضية كان سعر الواحد منه 160 ألف ليرة أي كنت أدفع 480 ألف ليرة، أما هذه السنة فسعر البرميل 140 دولارا أي أنه يتوجب عليّ دفع 420 دولاراً ما يعادل 8 ملايين و400 ألف ليرة، فكيف لي ذلك؟".
وتابع: "لجأت كما غيري من الجيران إلى الخيار الوحيد المتاح لنا وهو قطع الأشجار"، وعن تشديد البلدية الخناق عليهم، أجاب: "كلا، لكن مأموري الأحراج يتدخلون حين تكون الأرض متنازع عليها". وقال: "من الأهم الإنسان أم الأشجار، ولن نقبل أن يموت أطفالنا بسبب البرد".
وأكدت فوزية قزعون من بلدة قب إلياس في البقاع، أم لثلاثة أبناء، أنه "حتى اللحظة نواجه البرد بالحرام من دون أن نعلم مصيرنا في ظل عدم قدرتنا على شراء المازوت والحطب ورفضنا لقطع الأشجار".