وزير السياحة اللبناني لـ"العين الإخبارية": موسم الأعياد "الأسوأ" منذ سنوات
حجوزات الفنادق بين شهري ديسمبر ونوفمبر معدومة وتتراوح بين 7 و10%، ولا تتجاوز 10% في هذه الأيام العشرة بين 23 ديسمبر و3 يناير
خلافا لكل التوقعات التي كان ينتظرها المسؤولون في لبنان لسنة 2019، جاءت حصيلة قطاع السياحة مخيبة للآمال وكان موسم أعياد نهاية العام كارثيا على كل المستويات.
ويصف وزير السياحة اللبناني في حكومة تصريف الأعمال أواديس كيدانيان، موسم الأعياد الحالي الذي ينتظره عادة لبنان وأصحاب المؤسسات السياحية، بـ"الموسم الذي يقارب شفير الهاوية والأسوأ منذ أعوام"، كاشفا لـ"العين الإخبارية" عن خطة بدأ العمل عليها مع أصحاب المؤسسات السياحية للانطلاق بتنفيذها بداية العام المقبل لجذب السياح العرب.
وقال كيدانيان: "هناك تراجع كبير بعدد الوافدين إلى لبنان بحيث باتوا يقتصرون على المغتربين في غياب شبه تام للسياح من مختلف الجنسيات، وذلك في الوقت الذي كنا نعول على السياح العرب في هذا الموسم بعدما كانت أعدادهم شهدت ازديادا لافتا في موسم الصيف".
وأشار إلى أن حجوزات الفنادق بين شهري ديسمبر/كانون الأول ونوفمبر/تشرين الثاني معدومة وتتراوح بين 7 و10%، ولا تتجاوز 10% في هذه الأيام العشرة بين 23 ديسمبر/كانون الأول و3 يناير/كانون الثاني، وهي الفترة التي كانت قد وصلت نسبة الحجوزات خلالها في عام 2018 إلى 70%.
وعن وضع القطاع السياحي منذ بداية عام 2018، ومن ثم الأشهر الأولى لعام 2019، يوضح كيدانيان: "منذ شهر يناير/كانون الثاني لغاية سبتمبر/أيلول من عام 2019، ارتفعت نسبة أعداد الوافدين مقارنة مع الفترة نفسها من عام 2018 نحو 8% وزادت نسبة إشغال الفنادق في هذه الفترة نحو 20%، ليعود بعدها ويصل إلى ما يقارب 6 أو 7% في الأشهر الثلاثة الأخيرة".
ويضيف: "كانت بداية شهر أكتوبر/تشرين الأول جيدة، إنما ومع بدء التحركات الشعبية في 17 أكتوبر/تشرين الأول بدأ الوضع بالتدهور تدريجيا وتم إلغاء كل الحجوزات بين شهري ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني".
وعن رأس السنة الذي كان يتسابق اللبنانيون للسهر في هذه الليلة، فإن نسبة الحجوزات في فنادق 5 نجوم لا تزيد على 20%، بحسب كيدانيان، رغم أن الفنادق عمدت إلى تخفيض الأسعار بشكل غير مسبوق ووصلت إلى حدود 50%.
ويكمل: "حجوزات ليلة رأس السنة تكاد لا تذكر والحفلات التي اعتاد لبنان على تنظيمها في هذه المناسبة تعد على أصابع اليد الواحدة".
ويشير هنا كيدانيان إلى أن المطاعم عمدت إلى تقديم عروضات غير مسبوقة في هذه الليلة، حيث تعاملت معه كأي يوم في السنة، لجهة طريقة التعامل مع الزبائن، وذلك عبر عدم فرض أي رسوم أو مبالغ ثابتة لمن يريد الاحتفال عندها، وذلك عبر الدفع مقابل فقط ما يطلبه من لائحة الطعام والمشروبات، ورغم ذلك لم يكن هناك تجاوب من اللبنانيين الذين يعانون من وضع اقتصادي واجتماعي صعب.
وكان نقيب أصحاب المطاعم والمقاهي في لبنان طوني الرامي أعلن أن الأسعار في ليلة رأس السنة ليست تنافسية بل إغراقية.
وأكد أن المطاعم تقدم أفضل الأسعار التي تتراوح بين 75 ألف ليرة (37 دولارا) و225 ألف ليرة (112 دولارا)، أي التخفيض بنسبة 50% عن موسم السنة الماضية، "ولنقول وداعا للدولار ودعما لليرة اللبنانية"، خصوصا أن القطاع السياحي ما زال يسعّر الدولار بـ1500 ليرة، مع العلم أن سعر صرف الدولار بات اليوم في الأسواق ولدى الصرافين في لبنان نحو ألفي ليرة لبنانية رغم أن المصرف المركزي حدده بنحو 1515 ليرة.
مع الإشارة إلى أنه وعلى خلاف السنوات السابقة تكاد تغيب إعلانات سهرات رأس السنة، والفنانون اللبنانيون الذين كانوا يتسابقون لإحياء أكبر الحفلات يحيون ليلة رأس السنة خارج لبنان، لعلمهم المسبق عدم قدرة اللبنانيين على الدفع مقابل السهر في هذه الليلة لعدم توفر السيولة نتيجة الأوضاع التي يعيشها البلد والإجراءات المصرفية التي تحول دون قدرتهم على سحب أموالهم، إضافة إلى الصرف التعسفي الذي طال آلاف الموظفين من الشركات أو التخفيضات التي طالت الرواتب.
ويأمل كيدانيان الإسراع بتشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن ما من شأنه أن ينعكس على الوضع العام في لبنان، موضحا أن القطاع السياحي لا يرتبط بالوضع السياسي، قائلًا: "الأهم اليوم أن الوضع الأمني جيد في لبنان ويمكن العمل على إعادة إنقاذ القطاع السياحي وجذب السياح ما من شأنه أن يدخل العملة الصعبة إلى البلد وينعش الحركة الاقتصادية، خصوصا أن المؤسسات مستمرة في تقديم العروض المغرية".
ويكشف عن خطة بدأت وزارة السياحة العمل عليها مع نقابات أصحاب المؤسسات السياحية لجذب السياح، لا سيما العرب والخليجيين.
ويوضح "اجتمعت مع هذه النقابات وبدأنا العمل على هذه الخطة منذ نحو 10 أيام ليبدأ التنفيذ مباشرة بعد رأس السنة، خصوصا في دول الجوار على أن تتوسع في وقت لاحق إلى بلدان أخرى".
وأبرز الإجراءات هي الاتفاق مع شركات السفر لتخفيض التذاكر، وتجاوبت شركة طيران الشرق الأوسط معها بحيث خفضت أسعارها بنحو 30%، خصوصا من وإلى مصر والأردن والعراق، وهو ما تجاوب معها أيضا شركات السفر في هذه الدول، وبات سعر تذكرة السفر قرابة 200 دولار فقط من وإلى لبنان.
كذلك ووفق الخطة، ستقدم الفنادق وشركات تأجير السيارات عروضا مغرية للسياح أيضا، كما سيتم إطلاق حملة ترويجية بالتعاون مع شركات إنتاج وفنانين، بحسب كيدانيان.
وكان القطاع السياحي أكثر القطاعات تضررا في لبنان منذ ما قبل بدء التحركات الشعبية في 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حيث أعلنت نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري في شهر نوفمبر/تشرين الثاني، إقفال نحو 500 مؤسسة من المؤسسات التي تتعاطى الطعام والشراب خلال 3 أشهر وتسريح آلاف الموظفين، متوقعة ارتفاع العدد في الأشهر المقبلة إذا استمر الوضع على ما هو عليه.
وفي بيان سابق قالت النقابة: "ها نحن على أبواب موسم أعياد ينتظره كل أصحاب المؤسسات لكونه جرعة أوكسجين، إلا أنه وحتى الآن لا يوجد أي بوادر إيجابية مطلقا لناحية الاستعدادات والحجوزات لهذا الموسم".
وناشدت "أهل السلطة والقرار والمسؤولية أن يكونوا مسؤولين ولو لمرة واحدة وأن يسرعوا في تشكيل حكومة ترضي الأطراف الثلاثة الأبرز الشعب والمستثمر والمجتمع الدولي، رأفةً بالقطاع الذي كان يحتضر قبل انطلاق الثورة والذي دخل الآن في غيبوبة تامة".
aXA6IDMuMTYuODIuMjA4IA== جزيرة ام اند امز