لبناني يوثق الطوابع البريدية للحفاظ على التاريخ
منذ نصف قرن يقوم اللبناني شفيق طالب (83 عاماً) بجمع الطوابع البريدية من أنحاء العالم كافة.
منذ نصف قرن يقوم اللبناني شفيق طالب (83 عاماً) بجمع الطوابع البريدية من أنحاء العالم كافة، حيث بدأها كهواية في مقتبل عمره عندما كان يعمل في التجارة بالكويت، وقضى نحو خمسة عقود في جمع الطوابع حتى أسهم في ثقافة "نشر الطابع".
ويعتبر شفيق طالب من أهم الذين يملكون أكبر مجموعة طوابع وبطاقات بريدية في العالم، إذ يملك نحو 50 ألف طابع بريدي، من بينها مجموعة الطوابع البريدية اللبنانية كاملة أي منذ العام 1924 تاريخ إصدار أول طابع بريدي رسمي وحتى اليوم، وهي تضم نحو 3500 طابع.
ويقول طالب لبوابة العين الإخبارية خلال افتتاح معرضه في مدينة النبطية جنوب لبنان تحت عنوان "لبنان في طوابعه البريدية، حكاية وطن"، إنه بدأ هواية جمع الطوابع بطريقة غير منظمة، لكنه اهتدى إلى الطريقة الصحيحة وهي جمع الطوابع وفق التسلسل الزمني لصدورها في الدول العائدة لها، لأن أهمية الطابع وقيمته تكمن في تشكيل مجموعة متكاملة منه.
جمع طالب مجموعات متكاملة من لبنان وفلسطين وسوريا والكويت، وهو يجمع الطوابع وفقاً للدول وليس للتاريخ، وهذا ما يميزه عن غيره من الهواة الذين لا يملكون مجموعات متكاملة.
وأضاف "أملك المجموعة اللبنانية كاملة، منذ أول إصدار في عهد الانتداب الفرنسي عام 1920، حيث كانت الطوابع فرنسية ولكنها موشحة باسم لبنان الكبير، ثم في العام 1924 تاريخ إصدار أول طابع بريدي رسمي باسم بريد لبنان الكبير، بالإضافة إلى إصدارات فترة الاستقلال والعهود الرئاسية المتعاقبة حتى اليوم، وتتميز المجموعة اللبنانية خصوصاً بتوثيق منظّم للأحداث والشخصيات التي تؤرخ لها الطوابع البريدية".
ويملك طالب المجموعة الفلسطينية الكاملة، ويقول "أفتخر أنني أحافظ على ذاكرة فلسطين من النسيان عبر المجموعة الفلسطينية كاملة، منذ نظام البريد في فلسطين عام 1840 أي منذ أيام العثمانيين إلى يومنا هذا، لدي طوابع كل عهد ومرحلة زمنية، كيف كانت الطوابع تحكي فلسطين الثورة والنضال والنكبة، والأبرز في المجموعة هذه هو اقتنائي لجميع الطوابع التي أصدرتها الدول العربية عن فلسطين، والتي تؤرخ لأحداثها مثل مذبحة دير ياسين، إحراق المسجد الأقصى، الانتفاضة، استشهاد محمد الدرة، إقامة السلطة الفلسطينية، والنكبة.
أقام طالب حوالي 19 معرضاً في لبنان، ولكن حلمه إنشاء متحف وطني خاص بالطوابع، وهو من أوائل الناس الذين دعوا إلى إنشاء متحف وطني خاص بالطوابع في مدينة صيدا جنوب لبنان، على غرار أهم متاحف الطوابع في ألمانيا وكندا وأمريكا وفرنسا وبريطانيا.