برلمان لبنان ينتخب هيئته اليوم.. ومعركة قاسية على منصب نائب الرئيس
يعقد البرلمان اللبناني المنتخب جلسته الأولى، الثلاثاء، لانتخاب رئيسه ونائبه وأميني سر و3 مفوّضين.
ويترأس الجلسة رئيس السن، أي الرئيس الحالي نبيه بري كونه الأكبر سنا يعاونه أمينا سر من أصغر أعضاء المجلس سناً، وبحسب النواب سيكونان (النائب ميشال المر، ونائب عكار أحمد رستم).
ويقترع المجلس لاختيار رئيسه ونائبه بالاقتراع السرّي وبغالبية النصف + 1 من أصوات المقترعين في الدورتين الأولى والثانية أي 64 + 1. وفي حال حصول دورة ثالثة يفوز من نال أكبر عدد من الأصوات، وعند التعادل يفوز الأكبر سناً.
والنصاب المطلوب للجلسة الأولى هو النصاب العادي أي نصف عدد النواب زائداً واحداً لتصبح الجلسة قانونية.
وأضحى من المؤكد عودة الرئيس الحالي نبيه بري الى مركزه الحالي ليكون رئيساً للبرلمان اللبناني للمرة السابعة على التوالي.
ولم تؤثر خسارة بري وحليفة الأساسي "حزب الله" للأكثرية، على مسألة ترأسه البرلمان، بحيث أن العرف اللبناني أعطى هذا المقعد للطائفة الشيعية واحتفظ "حزب الله" وحركة أمل التي يرأسها بجميع المقاعد الشيعية، وبالتالي لا إمكانية لمرشح غيره لمنافسته.
لكن المعركة الأساسية ستكون بحجم الأوراق البيضاء الاعتراضية التي سترفع في مواجهة هذه العودة لن تكون أمراً شكلياً عابراً، وخصوصاً كونه الشخصية التي اشتهرت بنسج التحالفات غير التقليدية وجمع المتناقضات حوله.
ومن المرجح أن يحتاج إلى دورتين أو أكثر لفوزه، وهذا لم يحدث مطلقاً منذ عام 1992 حين كان بري يجتاح الأصوات.
واذا كانت عودة بري محسومة فإن المعركة الأساسية باتت على نائب رئيس المجلس.
وبعد أن رشح "التيار الوطني الحر" النائب إلياس أبو صعب، بدأت جميع القوى بسحب مرشحيها لمواجهة هذا الترشيح في محاولة للاتفاق على نائب واحد يتم دعمه في مواجته، وحتى صباح الثلاثاء، بدت المنافسة محصورة على منصب نيابة الرئيس بين النائب الياس بو صعب مرشح "التيار الوطني الحر" وحزب الله وحلفائهما، والنائب غسان سكاف المرشح المستقل.
وشكل ترشّح سكاف نقطة ارتكاز في مقاربة استحقاق نيابة الرئاسة، بما يجعل من التعداد النيابي بمثابة مؤشّر أوليّ في قياس صلابة المعطى الأكثري، انطلاقاً مما سيرشح عن تصويت بعض النواب المستقلين الذين يضطلعون بدور في ترجيح مسار المعركة التنافسية بين المرشحين الأكثر حظاً.
وفي التحركات المتصلة بالجلسة أعلنت كتلة "اللقاء الديمقراطي" (نواب الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة وليد جنبلاط) بعد اجتماعها في كليمنصو برئاسة النائب تيمور جنبلاط "دعم ترشيح نبيه بري لرئاسة المجلس النيابي كونه المرشح الوحيد لهذا الموقع".
وكون اللقاء يحرص على أفضل العلاقات مع الرئيس بري وما يمثله لضمان استمرارية عمل المؤسسات الدستورية، وكذلك اتخذ "اللقاء" قراره بدعم ترشيح سكاف لمنصب نائب الرئيس، ودعا جميع القوى التغييرية والسيادية إلى دعم هذا الترشيح، لكي يكون هناك تنوع في المجلس النيابي وتوازن بكافة المعايير، في إطار استمرارية هذه المؤسسة الدستورية الأم".
وعقد "تكتل الجمهورية القوية" (القوات اللبنانية) اجتماعاً استثنائياً ، برئاسة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ، وبحضور أعضاء التكتل ونتيجة التداول ، قرر المجتمعون "تلبية دعوة رئيس السن لجلسة الثلثاء، والمخصصة لانتخاب الرئيس ونائبه وهيئة مكتب المجلس. وقرر التكتل التصويت بورقة بيضاء لرئاسة المجلس تأكيدا للموقف المعلن من قبل التكتل. وبالنسبة الى نيابة الرئاسة ، قرر التكتل التريث باتخاذ موقف نهائي والاستمرار بسعيه التوفيقي، بانتظار التوصل الى مرشح موحد للاكثرية المذكورة" .
يذكر أن هذه الجلسة هي الأولى التي تعقد في منى البرلمان الأساسي بعد أكثر من عامين، بسبب تضرر المبنى بشكل كبير نتيجة انفجار مرفأ بيروت، وقد تم الانتخاء من اعادة ترميمه منذ مدة وجيزة.
aXA6IDM1LjE3My40OC4xOCA= جزيرة ام اند امز