نائب بـ"الكتائب" اللبناني لـ"العين الإخبارية": الانتخابات كسرت منظومة فساد حزب الله
أكد النائب عن حزب الكتائب اللبناني، إلياس حنكش، أن الانتخابات البرلمانية كسرت المنظومة وانتزعت الأكثرية من حزب الله وحلفائه.
وفي حديثه لـ"العين الإخبارية"، أبدى حنكش تخوفه من لجوء حزب الله اللبناني إلى تعويض خسارته بعرقلة الاستحقاقات المقبلة.
وقال إنه يتم العمل على تشكيل جبهة معارضة لتوحيد المواقف ومواجهة التحديات والاستحقاقات المقبلة في لبنان من انتخابات رئاسة البرلمان إلى تشكيل الحكومة وانتخاب رئيس للجمهورية في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
وحنكش أحد نواب حزب الكتائب اللبناني، الذي يعتبر من أكثر الأحزاب المعارضة لمليشيات حزب الله وسلاحها، ويضع قضية نزع سلاح الحزب وإنهاء سيطرته على الدولة اللبنانية من أهم أولوياته رافضا المساومة عليه.. وإلى نص الحوار:
- كيف تقيمون نتائج الانتخابات النيابية في لبنان؟
لا شك أن هذه الانتخابات كسرت منظومة متجذرة بفسادها ونجحت في انتزاع الأكثرية النيابية من حزب الله وحلفائه، واستطاع الشعب اللبناني أن ينهي سيطرتهم على المؤسسات التي حصلوا عليها بفعل الأمر الواقع وأهمها البرلمان.
وسيكون مفتاح التغيير في الاستحقاقات الأخرى المتمثلة بتشكيل الحكومة المقبلة ومن ثم انتخاب رئيس للجمهورية في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
- أمام حزب الكتائب ونواب معارضين تحد يتمثل بالتوحد.. كيف تعملون لتحقيق ذلك؟
مع الانتخابات بدأت رحلة التغيير ولا شك بتنا أمام تحد للتوحد والعمل سويا لتشكيل جبهة موحدة ومواجهة المنظومة لنكون على مستوى التحديات والأزمات ولنؤكد للناس أن أصواتهم لم تذهب هدرا وبالتالي التأسيس للتغيير الأكبر هو في المرحلة المقبلة من داخل البرلمان وخارجه.
من هنا نؤكد أن المواجهة ستكون كبيرة في مجلس النواب بعدما وصل لبنان إلى مرحلة الانهيار التام وبالتالي التنازل اليوم لم يعد مقبولا ولا مسموح به.
وفيما يتعلق بتشكيل جبهة معارضة فالتنسيق والاجتماعات بدأت فيما بيننا والعمل يجري لتشكيل جبهة معارضة تحت عناوين واضحة، يكون فيها انسجام بالمواقف في الأمور المصيرية.
- هل بدأ التنسيق فيما بينكم لبرنامج عمل مشترك لانتخاب رؤساء البرلمان والحكومة والرئاسة؟
لا شك أن التواصل قد بدأ بين نواب "الكتائب" وعدد من النواب الذين يمثلون مجموعات التغيير، إضافة إلى نواب معارضين، وأولى الاستحقاقات التي نعمل على مواجهتها معا هي انتخابات رئاسة البرلمان ونائب الرئيس.
هنا يجب التأكيد على أن إعادة انتخاب نبيه بري رئيسا للبرلمان أمرا ليس واردا بالنسبة لجميع هؤلاء المعارضين وطبعا بالنسبة إلى حزبنا الذي لم ولن ينتخب بري رئيسا للبرلمان، ويتم العمل في المرحلة الحالية على توحيد الموقف حيال انتخاب نائب الرئيس لكن لا شيء محسوم حتى الساعة، خاصة في ظل تداول عدد من الأسماء المحسوبة على بعض الجهات المعارضة.
أما عن تكليف رئيس للحكومة وتشكيلها فحزب الكتائب لن يدخل بأي تسوية ومن أهم مواصفات رئيس الحكومة هي أنه يفترض أن يكون من خارج الطبقة السياسية الحالية، وتشكيل حكومة مستقلة تستعيد ثقة الشعب اللبناني والمجتمع الدّولي.
- ككتل ومجموعة نواب من التغييريين.. إلى أي حد تعدون الشعب اللبناني بالتغيير؟
للأسف نحن ندرك أننا أمام واقع صعب في لبنان، لكن أمامنا خيارين لا ثالث لهما: إما المواجهة أو الاستسلام، ونحن اخترنا المواجهة رغم أننا قد نضطر إلى اتخاذ قرارات موجعة.
لذا نؤكد أننا نعد الناس بالتغيير وببذل أقصى جهودنا كي لا نخيّب ظنّهم ونكون على قدر آمال اللبنانيين الذين انتخبونا.
- ما هي الأولويات بالنسبة اليكم في هذه المرحلة ؟
الأولويات بالنسبة لنا لا تتجزأ، أي أن العمل على الإنقاذ والإصلاح لإخراج لبنان من أزمات الاقتصادية والمعيشية عبر إصلاحات جدية وعقد الاتفاق مع صندوق النقد الدولي سيترافق في الوقت عينه مع جهود لتحرير البلاد وتحقيق السيادة لإعادة النهوض بلبنان من جديد.
- وماذا عن سلاح حزب الله وأنتم من أكثر الأحزاب التي تواجه علنا سيطرته على لبنان؟
سلاح حزب الله كما كل السلاح غير الشرعي كان وسيبقى موضوعا أساسيا بالنسبة لنا ومن ضمن أولوياتنا، ولو كنا نريد المساومة عليه كنا فعلنا ذلك سابقا وعقدنا تحالفات سياسية، واليوم ستكون المواجهة من داخل البرلمان مع كتل ونواب يجتمعون معنا في مقاربة هذا الموضوع وللضغط باتجاه وضع استراتيجية دفاعية للبنان، وهو ما نعتبره من أولوياتنا كما أولوية وضع خطة لإعادة النهوض بلبنان وأن يعود اللبناني ويعيش حياته بكرامة.
- بعد نتائج الانتخابات التي أظهرت هزيمة لحلفاء حزب الله وبالتالي له.. هل تتخوفون من ضغوط يقوم بها هذا الفريق؟
لا شكّ هناك مخاوف من هذا الموضوع ولدينا تجارب كثيرة مع العرقلة حصلت في كثير من الاستحقاقات السابقة ومنها تعطيل الانتخابات النيابية ورئاسة الجمهورية لمدة سنتين ونصف السنة، خاصة وأن حزب الله لم يعتد على الخسارة وبالتالي قد يكون ثمنها ردة فعل نأمل ألا يكون التعطيل لا سيما وأن مفتاح مجلس النواب بيده (في إشارة إلى رئيس البرلمان نبيه بري، حليف حزب الله الذي سيعاد ترشيحه الثلاثاء المقبل).