"ثورة لبنان" تتجنب جدل قطع الطرق بالاعتصامات والوقفات الاحتجاجية
تحركات احتجاجية أمام مؤسسات رسمية في مختلف المناطق اللبنانية وإضراب للصرافين مع دخول الاحتجاجات يومها الـ44
في مسعى لحشد تأييد واسع في الشارع اللبناني لجأ المحتجون إلى تكتيك الوقفات الاحتجاجية والاعتصام أمام المؤسسات الرسمية، بعد أن بات قطع الطرقات مثار خلافات مع دخول الفعاليات يومها الـ44.
- الموظفون والشركات تحت مقصلة الانهيار الاقتصادي في لبنان
- "حزب الله" ومظاهرات لبنان.. الطائفية لتفتيت المحتجين
ونفذ الصرافون إضرابا شاملا في كل لبنان، فيما استمر الإضراب المفتوح بمحطات الوقود.
وكان مبنى ما يعرف بـ"مركز تي في إيه (الضريبة على القيمة المضافة)" محطة للمتظاهرين في بيروت احتجاجا على السياسة الضريبية، حيث سجل تدافعا بينهم وبين القوى الأمنية.
وبدأ عدد من المحتجين منذ الصباح الباكر بالتجمع أمام المبنى، وأقفلوا مداخله من كل الجهات، لمنع الموظفين من الدخول، وحاولت قوى الأمن الداخلي إبعاد الناشطين عن المداخل الأساسية ما سمح لبعض الموظفين من الدخول، وسط استهجان المحتجين.
وأكد المحتجون أنهم مستمرون بالاعتصام أمام المبنى، وأن اعتصامهم موجه ضد "السياسة المالية المتبعة"، وطالبوا بـ"شخصية نظيفة (لم تتورط بأي فساد) تتولى رئاسة الحكومة وتعمل لمصلحة لبنان".
وفي إقليم الخروب، بجبل لبنان، عمدت مجموعة من المحتجين إلى إغلاق مكتب شركة كهرباء جبل لبنان، وأجبرت الموظفين على ترك مكاتبهم كما أقفل محتجون مركز "أوجيرو" ومكتب مياه جبل لبنان في بلدة شحيم.
وفي زحلة بالبقاع، تجمع العديد من أهالي المنطقة أمام مصرف لبنان تحت شعار "الليرة بألف خير"، رفضا لما قالوا إنه "سياسات المصرف المركزي تجاه الصرافين والتلاعب بالدولار".
وحمل المعتصمون الأعلام اللبنانية، ورفعوا شعارات ضد سياسة المصرف المركزي على وقع الأناشيد الوطنية، وأقفلوا مدخله الرئيسي وحالوا دون دخول الموظفين إلى المبنى.
وشهدت بعض مناطق الجنوب التحركات نفسها، حيث احتشد متظاهرون من منطقتي كفر رمان والنبطية أمام مصرف لبنان رافعين الأعلام اللبنانية.
وطالب المتظاهرون "بسقوط حكم المصرف، منددين بارتفاع سعر الدولار من دون حسيب أو رقيب أو ردع للصرافين الذين يسعرون الدولار حسب ما يريدون"، في ظل حضور من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي.
وانطلق المعتصمون بمسيرة وصلت إلى أمام السراي الحكومي وتوجه قسم منها للاعتصام أمام المصارف الخاصة في شارع المصارف في النبطية.
ودخلت مجموعة إلى عدد من المصارف منددة "بسياسة الإفلاس التي تعتمدها المصارف، والتي جعلت من ودائع المواطنين رهائن لديها، واعتمدت سياسة الحجز على الأموال".
وفي عاصمة الشمال، طرابلس، اعتصم عدد من المحتجين أمام شركة كهرباء قاديشا في البحصاص-طرابلس، وطلبوا من الموظفين الإقفال ومغادرة الشركة، ورددوا الهتافات المنددة بالفساد في قطاع الكهرباء وفي سائر الوزارات.
أما في عكار، فاختار المحتجون أن يكرّموا القوى الأمنية على طريقتهم، حيث عمدوا إلى توزيع الورود على عناصر الجيش وقوى الأمن الداخلي، أمام مبنى سراي حلبا الحكومي "كمبادرة حسن نية، وتقديرا للجهود التي يبذلونها في حماية ساحات الاعتصام على مدى 44 يوما".
وتأتي هذه التحركات في موازاة إضراب ينفذه الصرافون وموزعو المحروقات في لبنان، في وقت يستمر العمل في المصارف اللبنانية كالمعتاد إنما وفق سياسة القيود المصرفية التي فرضتها أخيرا على اللبنانيين والمؤسسات.
وأدى ذلك إلى أزمة في السيولة، وفي الاقتصاد اللبناني على مختلف الصعد، وسط تحذيرات من الأسوأ.
ومع ارتفاع سعر صرف الدولار إلى أعلى مستوياته منذ بدء الأزمة اللبنانية، حيث وصل إلى 2300 ليرة، كان الصرافون الذين يتحكمون بسعر صرفه، رغم تثبيته من قبل المصرف المركزي، على حوالي 1515، أعلنوا الإضراب الجمعة.
ورفضت نقابة الصرافين "الاتهامات المغرضة وغير المحقة عمليا وواقعيا المصوبة عليها في محاولة يائـسة لتحميلهــا وزر الأزمة"، معلنة الإضراب في قطاع الصرافة السبت.
وفي محاولة لخلط الأوراق نفذ أنصار التيار الوطني الحر فعالية احتجاجية أمام سفارة الاتحاد الأوروبي في بيروت للمطالبة بعودة النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين، وهو ما رد عليه الحراك الشعبي بوقفة رفضا لما قالوا إنه "نزعه عنصرية" ضد اللاجئين، رافضين تحميلهم مسؤولية الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد.
وسجلت غالبية الفعاليات في لبنان غيابا لقطع الطرق بعد أن باتت مثار جدل في الشارع، وفضل قادة الحراك الشعبي استخدام تكتيك الاعتصامات أمام المؤسسات العامة والحشد لإضراب شامل، وتجنب الاحتكاك بعناصر حزب الله وحركة أمل لتفويت فرصة جر البلاد إلى ساحة الاقتتال الأهلي، بحسب مراقبين.
aXA6IDE4LjE4OC4xMDcuNTcg جزيرة ام اند امز