لبنان يترقّب موقف عون والحريري.. و"المستقبل" يحمّل حزب الله المسؤولية
"تيار المستقبل" يؤكد أن ما آلت إليه الأمور سببه حزب الله دون أن يستبعد أن يكون الهدف إمساك إيران بزمام الأمور
يعيش لبنان حالة من الترقب والاستنفار السياسي والأمني على وقع الاحتجاجات الشعبية التي بدأت، الخميس، رفضا لزيادة الضرائب، فيما تتجه الأنظار إلى ما سيصدر عن مواقف من قبل الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة سعد الحريري.
- احتجاجات لبنان تتواصل.. وعون يدعو لجلسة حكومية طارئة
- احتجاجات في لبنان على الأوضاع المعيشية وفرض الضرائب
وكان قد أُعلن اتفاق بينهما لعقد جلسة طارئة للحكومة، لكن الأمانة العامة لمجلس الوزراء اللبناني أعلنت إلغاءها، وأكدت مواقع محسوبة على الحريري أنه سيتوجه بكلمة إلى اللبنانيين.
ورفضت مصادر برئاسة الحكومة التعليق على الموضوع أو الرد على سؤال حول إمكانية استقالة الحريري مكتفية بالقول لـ"العين الإخبارية" إن "الموقف سيصدر بعد الظهر".
بدوره، وجّه رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع رسالة إلى الحريري، دعاه فيها إلى الاستقالة.
وقال: "أنا أعلم مدى الجهود التي بذلها الحريري في سبيل استدراك الوضع، ولكن الأكثرية الوزارية، للأسف، كانت في مكان آخر".
وأضاف أن "أفضل ما يمكن أن يقدّمه الحريري في هذه اللحظات الحرجة والعصيبة هو تقديم استقالة هذه الحكومة تمهيدا لتشكيل حكومة أخرى مختلفة تماما وجديدة تستطيع قيادة عملية النهوض الاقتصادي المطلوبة في البلاد".
في المقابل، قالت مصادر مطلعة، لـ"العين الإخبارية"، إن "الحزب الاشتراكي" يدرس جديا خيار استقالة وزرائه من الحكومة، وهو ما كان قد ألمح إليه رئيسه النائب السابق وليد جنبلاط.
وأعلن جنبلاط أنه اتصل بالحريري وقال له "إن هناك مأزقا كبيرا، وأفضل أن نستقيل معا"، مؤكدا: "لن أترك سعد الحريري الذي يحاول تجليس الميزان (إصلاح الأوضاع) حتى لا نقع في الانهيار الكامل".
ومن جهته، حمّل النائب في "تيار المستقبل" محمد الحجار ما آلت إليه الأمور في البلاد إلى حزب الله، دون أن يستبعد أن يكون الهدف من كل ما يحصل إمساك إيران بلبنان.
وهو ما أشارت إليه مصادر وزارية في "تيار المستقبل" قائلة، لـ"العين الإخبارية"، إن "وزراء حزب الله في اللجنة الوزارية المخصصة لبحث الموازنة يرفضون إقرار الإصلاحات ويصوّبون فقط على المصرف المركزي والمصارف وكأنهم بذلك يريدون الانتقام من الإجراءات المتبعة من قبلها تطبيقا للعقوبات الأمريكية ضد حزب الله".
وأضافت أن "هذا الأمر لم ولن يفيد ولن يطمئن الشارع اللبناني الذي يطالب بإصلاحات جدية بعيدا عن فرض ضرائب تمس حياة المواطن".
وقال الحجار، لـ"العين الإخبارية"، إنه "مما لا شك فيه أن وجع الناس والحالة الاجتماعية التي يعيشونها هي التي أدت إلى هذه الانتفاضة وهذا أمر لا بد من الإقرار به".
واستدرك: "لكن علينا أيضا القول إن حزب الله وحلفاءه هم الذين أوصلوا الوضع إلى هذه المرحلة بمحاولة إمساكهم بالبلد ومنع إجراء أي إصلاحات، لينتهي الأمر إلى أن يوضع الحريري في الواجهة".
ورجح الحجار أن يكون ما حدث مرتبط بالمعلومات التي نقلت عن مصادر لحزب الله بأنه قرّر مواجهة العقوبات الأمريكية والمصارف في الشارع.
وأضاف: "ما نشهده في الجنوب من تحركات يظهر كذلك الضيق والمشكلات الاجتماعية التي يعيشها مجتمع حزب الله بعد تراجع تقديماته لمناصريه وبيئته نتيجة العقوبات المفروضة عليه".
وأكد الحجار كذلك أن "إسقاط الحكومة يعني إسقاط البلد والعهد بأكمله"، لكنه تساءل: "إذا سقطت الحكومة ما الذي سيتغير؟ مجلس النواب نفسه والتوازنات نفسها، وبالتالي تشكيل حكومة جديدة لن تكون صورتها مختلفة عن تلك الموجودة اليوم".
واعتبر أن "الأمور ومصير ما يحصل سيتحدد خلال اليومين المقبلين، ولا بد من استيعاب ما يحدث واتخاذ قرارات جدية وجريئة من الحكومة لطمأنة اللبنانيين، وأهمها التهريب غير الشرعي والمعابر المفتوحة بين لبنان وسوريا التي يسيطر عليها حزب الله".
وكانت وزيرة الداخلية ريا الحسن أكدت أنه "لا مجال في الخروج من هذا الوضع إلا من خلال موازنة تعكس إجراءات تقشفية وإيرادات إضافية".
وقالت في حديث تلفزيوني: "استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري في الوقت الحالي لا تحقق أي هدف. وإذا سقطت الحكومة فإن أي حكومة أخرى ستأتي لن تكون لديها خيارات أفضل من خيارات الحكومة الحالية، والانهيار سيكون حتميا".
ودعت "الحسن" جميع الفرقاء في الحكومة إلى التوحد خلف خطوات التقشف، مشيرة إلى أن "الحكومة تحاول تجنيب اللبنانيين الانهيار".
وشملت هذه الاحتجاجات للمرة الأولى مناطق تابعة لحزب الله وحركة أمل في الجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت، حيث تم الاعتداء على مكتب ومنزل رئيس كتلة الحزب النيابية محمد رعد.
كما اعتدى المتظاهرون على النائبين في "حركة أمل" ياسين جابر وهاني قبيسي، ورفعت شعارات "كلن يعني كلن"، أي عدم استثناء أي طرف سياسي من الاحتجاجات.