ساسة لبنان وإعلان جدة.. ترحيب ودعوات للضغط على محور الممانعة
مع استمرار الشغور الرئاسي في لبنان منذ أكثر من 7 أشهر، ووسط "تحجر" مواقف القوى السياسية، بات اللبنانيون يترقبون بشغف أي حلحلة قد تنهي أزمة "الشهور العجاف".
إلا أن الترقب لم يكن شعبيًا فقط؛ بل إنه كان على مستوى الساسة اللبنانيين الذين حبسوا أنفاسهم انتظارًا لما ستسفر عنه القمة العربية الـ32 التي عقدت يوم الجمعة في مدينة جدة بالسعودية، وما يتبعها من تحركات عربية – عربية، لدفع الفرقاء إلى طاولة التوافق السياسي، على مرشح رئاسي، يستطيع قيادة دفة البلد العربي إلى شاطئ الاستقرار.
آمال يبدو أنها شقت طريقها إلى التحقق، بعد بيان القمة الـ32 الذي حث فيه القادة العرب، "كل الأطراف اللبنانية على التحاور لانتخاب رئيس للجمهورية يرضي طموحات اللبنانيين وانتظام عمل المؤسسات الدستورية، وإقرار الإصلاحات المطلوبة لإخراج لبنان من أزمته".
تلك الدعوة تلقفتها قوى وتكتلات نيابية لبنانية بالترحيب، واصفين إياها بـ"الإيجابية"؛ لأنها ستسهم بشكل غير مباشر في حلحلة أزمة انتخاب رئيس جديد للبلاد، لكن تلك القوى دعت في الوقت ذاته إلى ضرورة الضغط بشكل أكبر على محور الممانعة (حزب الله وحلفائه) لتسهيل انتخاب الرئيس.
توقيت مناسب
ووجه النائب بلال عبد الله عضو تكتل اللقاء الديمقراطي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، الشكر للقادة العرب على دعوتهم التي جاءت في توقيت وصفه بـ"المناسب".
وإذ وصف التوافق العربي حول لبنان بالأمر الإيجابي، رأى عضو تكتل اللقاء الديمقراطي، أن دعوة القمة العربية يجب أن يتبعها خطوات ملموسة جدية، عبر بذل جهود إضافية، بالضغط على الفرقاء المؤثرين بالساحة اللبنانية، من أجل سرعة انتخاب رئيس توافقي.
وقال السياسي اللبناني، إن "القمة العربية يجب أن تعكس التفاهمات الإقليمية على الساحة اللبنانية، وهو ما لا نلمسه حتى الآن"، مؤكدا أن لبنان يمر بأزمة سياسية واقتصادية عميقة وخانقة، وبحاجة لدعم سياسي واقتصادي من الأشقاء العرب.
كما دعا النائب بلال عبد الله، الجامعة العربية إلى ضرورة دعم ومساعدة لبنان على العودة الطوعية الآمنة للنازحين السوريين، الأمر الذي يستوجب الضغط على الحكومة السورية، مشددا على ضرورة دعم اقتصاد لبنان، حتى يستطيع معالجة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية الخانقة التي يعاني منها الشعب اللبناني.
بدوره، وصف البرلماني اللبناني عضو تكتل الجمهورية القوية (التكتل النيابي لحزب القوات) فادي كرم، في حديث لـ"العين الإخبارية"، رسالة القمة العربية للبنان بأنها "إيجابية، وبمكانها، وجاءت في التوقيت المناسب".
محور الممانعة
وأشار السياسي اللبناني إلى التأثير غبر المباشر لدعوة الجامعة العربية على حلحلة أزمة الاستحقاق الرئاسي، قائلا إنها "ستنعكس بشكل إيجابي بحال سهّل محور الممانعة انتخاب الرئيس".
ودعا القيادي في حزب القوات، الجامعة العربية إلى استكمال الضغط على محور الممانعة لـ"فك أسر لبنان، ولإعادة المواطنين السوريين المقيمين على الأراضي اللبنانية إلى مدنهم وقراهم في سوريا".
كما أكد النائب أشرف ريفي عضو تكتل تجدد النيابي، ووزير العدل السابق، في حديث مقتضب عبر الهاتف لـ"العين الإخبارية" أن دعوة القمة العربية بشأن لبنان "مرحب بها".
وقال ريفي إن دعوة القمة "تلبي تطلعاتنا ورغباتنا بإجراء عملية انتخابية سريعة، بما يتلاءم مع تطلعات اللبنانيين"، مضيفا: "كأن القمة تحدثت بلساننا في هذا البند، حيث تحمل إشارات ستنعكس على الداخل اللبناني".
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، قال في كلمته خلال أعمال القمة العربية الـ32 بجدة، إن "لبنان يعاني من أزمات متعددة ويعيش سنوات عجافا"، مضيفًا: "أزمة لبنان زادت مع شغور منصب رئيس الجمهورية، وندعو لوضع خارطة طريق لعودة السوريين إلى أراضيهم".
معركة رئاسية
وفشلت القوى السياسية في البلد الغارق بأزمة اقتصادية، على مدار 11 جلسة عقدها مجلس النواب، في انتخاب رئيس جديد منذ نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد أن غادر ميشال عون زعيم التيار الوطني الحر القصر الرئاسي إثر انتهاء فترته الرئاسية.
لكن المعركة الرئاسية في لبنان دخلت مؤخرًا مرحلة جديدة، في ظل نوع من التقارب والتوافق المحتمل بين التيار الوطني الحر، ثاني أكبر كتلة مسيحية في البرلمان وتضم 18 نائبا، وأطراف من المعارضة حول الملف الرئاسي.
وفي خضم هذا التقارب، علاوة على تكثيف الاتصالات وحالة الحراك الداخلي بشأن الملف الرئاسي، قال مصدر قيادي في حزب القوات اللبنانية، في حديث سابق لـ"العين الإخبارية"، إن تحركات القوات وأطرافا من المعارضة فيما بينها من جهة، إضافة إلى التنسيق والتواصل مع التيار الوطني الحر من جهة أخرى، أسفرت عن تداول اسمين كمرشحين للرئاسة، هما: جهاد أزعور وصلاح حنين، فيما قال المصدر: "المعارضة تسعى للإعلان قريبا عن اسم مرشحها التوافقي".
وأفاد مراقبون بأنه يتم التباحث حاليا أيضا في إمكانية دعم ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون لإنهاء الشغور الرئاسي، كمرشح للتسوية في حال انهارت كل المحاولات الأخرى.
وكان رئيس مجلس النواب، نبيه بري، قد حدد يوم 15 يونيو/حزيران القادم، مهلة يجب أن يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية بحلولها، مشيرا في تصريح سابق إلى أن "انتخاب رئيس للجمهورية هو بداية البدايات".
aXA6IDMuMTQ5LjI0LjE0MyA= جزيرة ام اند امز