حزب الله ومنصب الرئيس.. تحركات "التغيير" قبل اختطاف لبنان
كثفت قوى المعارضة اللبنانية تحركاتها لقطع الطريق على مرشح حزب الله وحلفائه من الوصول لرئاسة لبنان.
وأعلن تكتل "نواب قوى التغيير" في بيان، تلقت "العين الإخبارية" نسخة منه، اليوم الأحد، أنه "استكمالا للمبادرة الرئاسية التي أطلقتها كتلة نواب قوى التغيير، نبدأ يوم غد الإثنين الجولة الأولى من اللقاءات، والتي تشمل جميع الكتل النيابية والنواب المستقلين.
من جانبه، قال عضو تكتل "تجدد" ورئيس حزب الحوار الوطني اللبناني النائب فؤاد مخزومي، إن التغيير في لبنان يبدأ بمنع المنظومة السياسية "الفاسدة" الممسكة بزمام البلاد حالياً من إيصال رئيس جديد تابع لها".
وأكد مخزومي، في حديث خاص من بيروت لـ"العين الإخبارية"، أنه لا يمكن لأي قوى سيادية ألا تقف إلى جانب وصول "رئيس إنقاذي".
وأضاف: نحن في تكتل "تجدد النيابي" بادرنا بوضع مواصفات لرئيس إنقاذي إصلاحي غير مرتهن لمنظومة السلاح والفساد، ودعونا إلى تضامن مختلف القوى السيادية للحيولة دون وصول رئيس تابع للمنظومة الفاسدة، بحسب تعبيره.
وفي منتصف يوليو الماضي، أعلن فؤاد مخزومي، مع النواب ميشال معوض، وأشرف ريفي وأديب عبد المسيح تأسيس كتلة سيادية وطنية، باسم "كتلة تجدد"، مؤكدا أن "الانتخابات النيابية أفرزت طبقة جديدة وكانت بداية للتغيير.. هذا التغيير الذي يبدأ بمنع المنظومة السياسية الفاسدة الممسكة بزمام البلاد حالياً من إيصال رئيس جديد تابع لها".
ونبه النائب اللبناني إلى "ضرورة إيصال رئيس جمهورية إصلاحي سيادي مع مشروع إنقاذي.. رئيس يؤمن بأن ملف الفساد والسلاح يجب أن يكون على جدول أعماله، وإلا على البلد السلام".
وأردف: " يدنا ممدودة للجميع لإيصال رئيس يتمتع بالمواصفات التي يحتاجها البلد اليوم، فلبنان دخل في المحظور ونحتاج فوراً لخطة إنقاذ اقتصادي متكاملة تتضمن قوانين إصلاحية كهيكلة المصارف ورفع السرية المصرفية والكابيتال كونترول وخطة التعافي للبدء بمسيرة الإصلاح، وإعادة ثقة الداخل والخارج ببلدنا وجذب الاستثمارات والمستثمرين".
كان النائب فؤاد مخزومي، قد عقد مؤخرا لقاءً مع مجموعة من نواب التغيير والمعارضة وهم؛ نديم الجميل، وإلياس حنكش، وسليم الصايغ، وميشال معوض، وأديب عبد المسيح، وأشرف ريفي، ونعمة فرام، وغسان سكاف، وجميل عبود.
واعتبر المجتمعون، في بيان صدر عقب اللقاء، أن "الاستحقاق الرئاسي مفصلي، وسيرسم مستقبل لبنان للسنوات المقبلة".
وتوافقوا على "أهمية إيصال رئيس جمهورية مهمته إنقاذ الوضع، لا رئيس يشكل امتداداً للنهج الحالي، أو مجرد رئيس يدير الأزمة ويشهد على انهيار البلد ومؤسساته".
ولفت في بيانه أن اللقاءات تستهدف "شرح أهداف المبادرة، والاستماع لوجهة نظر تلك الكتل بهدف الوصول الى لبننة الاستحقاق من خلال التحلي بالمسؤولية الوطنية والاتفاق على مسار انقاذ يبدأ بالاستحقاق الرئاسي من خلال الرئيس الانقاذي القادر على الوصول الى بعبدا وفق المواصفات الوطنية وتطبيقا للدستور
وتهدف المبادرة للوصول إلى اتفاق على اسم شخصية تتوافر فيها المعايير والشروط المطلوبة لإنقاذ لبنان، وتحظى بأوسع دعم نيابي ممكن.
لبننة القرار
وحول اجتماع الاثنين، أكدت النائبة نجاة عون صليبا عضو تكتل نواب التغيير، في تصريحات اليوم، أن النواب التغييريين سيبدأون غداً لقاءاتهم مع نواب حزب الطاشناق للتباحث معهم في مبادرتهم الرئاسيّة.
وقالت "نحن على مسافة من الجميع ولا بدّ من لبننة القرار والسؤال هو هل بإمكاننا أن نتفق ننتخب رئيسًا لبنانيًّا من دون إملاءات الخارج؟".
وتمنّت في تصريحاتها أن يكون المرشح إلى رئاسة الجمهورية قد عاش في لبنان، ويشعر بمعاناة الشعب وأن يكون سياسيًّا إقتصاديًّا إنقاذيًّا وملم في كل الملفات، موضحة أنه "بعد إجراء المشاورات مع الكتل النيابيّة سيُقيّم النواب التغييريون الاجتماعات وسُيُصارحون المواطن بعدها".
وفي ظل التوازنات الهشة داخل المجلس النيابي المنبثقة من الانتخابات البرلمانية التي أجريت في مايو/ أيار الماضي، يبدو من الصعب تأمين نِصاب قانوني لجلسة انتخاب رئيس للبلاد من دون التوصل إلى نوع من الاتفاق أو لتسوية معينة بين العدد الأكبر من الكتل النيابية.