"بعلبك- الهرمل".. أم المعارك لمليشيا الحرس الثوري في انتخابات لبنان
مليشيا الحرس الثوري الإيراني وعبر ممثلها في لبنان حسن نصر الله تصارع للحفاظ على استحواذها على المقاعد بالدائرة لهذه الأسباب
"أم المعارك"، "حقل الألغام"، "دائرة الصداع".. أوصاف تذخر بها الساحة اللبنانية في وصف المعركة الانتخابية لمليشيا حزب الله أمام خصومه في دائرة بعلبك- الهرمل، أكبر معاقله بعد الجنوب، والمهدد بخسارة بعض نفوذه بها في الانتخابات المقررة 6 مايو/أيار المقبل.
وهذه المنطقة هي التي أطلقت إيران في بداية ثمانينيات القرن الماضي منها مليشيا حزب الله الذي وصفه البعض بأنه أول قاعدة عسكرية لإيران في الشرق الأوسط، وأول تطبيق لمشروع الخميني بتصدير الثورة الإيرانية العنيفة والمليشاوية إلى المنطقة للسيطرة عليها عبر إيجاد بدائل للجيوش الوطنية.
ويخوض غمار المعركة الانتخابية فيها لائحة الثنائي الشيعي "حزب الله" و"حركة أمل" ولائحة "تيار المستقبل" و"حزب القوات اللبنانية"، واللائحة المستقلة والتي يترأسها الوزير الأسبق فايز شكر بالتحالف مع "التيار الوطني الحر" ولوائح أخرى، إضافة إلى المستقلين بينهم شيعة معارضون لمليشيا حزب الله.
وهؤلاء يتنافسون على 10 مقاعد: 6 شيعة، 2 سنة، 1 موارنة، 1 روم كاثوليك.
ومحافظة بعلبك- الهرمل الواقعة شرقي لبنان تضم قضائين، هما قضاء بعلبك وقضاء الهرمل، ومركزها مدينة بعلبك، ومشهورة بأنها من أشد البقاع تأييدا للحزب على مدار الانتخابات الماضية بعد الجنوب، ويعتبرها "مغلقة حصريا له"، وعبرها يمتد نفوذه من الضاحية جنوبا حتى الهرمل شمالا.
غموض لأول مرة
وإلى جانب هذه الأمور، تلجأ مليشيا حزب الله إلى إرهاب خصومها في الدائرة، سواء من السنة أو الشيعة أو المسيحيين.
فقد وجه حسن نصر الله في أحد خطبه اتهامات لخصومه بأنهم من أنصار تنظيم داعش، وأنهم يدفعون الرشاوى للناخبين، وأنهم يمشون بتعليمات سفارات عربية وأجنبية، وذلك بالرغم من تباهي نصر الله ذاته بأن شخصيا في لبنان ينفذ أجندة إيران.
ورفض المحامي غالب ياغي المرشح عن المقعد الشيعي في دائرة بعلبك الهرمل اتهامات نصر الله، قائلا إنها حملات كاذبة وتدل على ضعف الحزب.
وظهر التوتر الذي يدير به الحزب معركة بعلبك- الهرمل في الاعتداء على سيارة الشيخ الشيعي عباس الجوهري- الذي يدعم المرشحين المنافسين للحزب- وضرب سائقه في القاع الشمالي.
واتهم الجوهري مليشيا حزب الله بأنها وراء الاعتداء، مؤكدا أنه لن يتراجع عن موقفه في رفض هيمنة تلك المليشيا على الطائفة الشيعية، ولو كان الثمن حياته.
"الحرس الثوري" في بعلبك
وتحت عنوان "الحرس الثوري الإيراين يدير انتخابات "حزب الله": بعلبك- الهرمل نموذجا"، قالت صحيفة "النهار" إن تعامل الحزب مع الانتخابات في الدائرة تتسم بالتوتر.
ويعتمد نصر الله في إعلان هيمنته على الساحة السياسية على فوزه وحلفائه بكامل المقاعد الـ 27 المخصصة للشيعة في لبنان، إضافة لعدد من مقاعد بقية الطوائف، ولكن خلخلة هذا الأمر، وخروج مقاعد شيعية، وفي دوائر كانت عنوانا لهيمنة الحزب، طامة كبرى له.
ولخص نائب الأم العام للحزب، نعيم قاسم، المكلف رسميا بملف بعلبك – الهرمل سبب الاهتمام الكبير بالانتخابات هذه المرة بقوله إن: "حزب الله مهتم جدا بالانتخابات النيابية لأنها أهم انتخابات مرت علينا خلال الأعوام السابقة في لبنان، والسبب في ذلك أن حجم التحديات أكبر من أي وقت مضى".
وأضاف: "نحن مهتمون بهذه الانتخابات والاهتمام بإظهار حجم تأييدنا الشعبي؛ لأن تأييدنا الشعبي كلما برز بشكل أكبر يئس الأعداء منا وحققنا انتصارات، وعلينا إظهار هذه القوة ليراها العالم وليرتدع العدو".
وكلمة العدو هنا تقصد بها المليشيا خصوم حزب الله من بقية الطوائف، أو حتى من داخل الشيعة أنفسهم ممن يرفضون هيمنة إيران على بلادهم.
وعلى هذا، اعتبرت "النهار" أن إدارة الحزب للمعركة تفيد بأن الحرس الثوري الإيراني الذي يقوده الإرهابي الجنرال قاسم سليماني هو من يتولى القيادة وليس مسؤولي الحزب.
وعلق الناشط السياسي حارث سليمان في تصريحات لموقع "أورينت.نت" على هذا الأمر بأن موجة الاعتراض ضد الحزب داخل الطائفة الشيعية دفعته إلى اللجوء للعنف، فالمعركة الأساسية لديه ليست مع السنة أو المسيحيين، بل مع الشيعة أنفسهم.
وتوقع في حال تحالف هذه المكونات ضد لائحة حزب الله- حركة أمل فإن المعركة الانتخابية ستشهد تكسير عظام للحزب.