أوراق فارغة في البرلمان وجيوب خاوية بالشارع.. لبنان يحافظ على تقاليده

تجاهل فرقاء السياسة في لبنان المشهد الاقتصادي المتردي وتمسكوا بتقليد الورقة البيضاء في رابع محاولة برلمانية لانتخاب رئيس جديد للبلاد.

وفشل البرلمان اليوم الإثنين في انتخاب خلف للرئيس الحالي ميشال عون الذي تنتهي ولايته بنهاية الشهر الجاري، فيما دعا رئيس البرلمان نبيه بري إلى جلسة خامسة يوم الخميس المقبل، لا تبدو أفضل حظا من سابقيها.

وحضر 86 نائباً من أصل 128 نائبا الجلسة البرلمانية المخصصة لانتخاب الرئيس، ووضع 50 نائبا ورقة بيضاء في صناديق الاقتراع مقابل 39 فقط للمرشح للرئاسة ميشال معوض الذي فقد 5 أصوات من مؤيديه مقارنة بالجلسة السابقة.

وفي تعقيبه على وقائع الجلسة، قال النائب آلان عون عضو تكتل لبنان القوي (الكتلة النيابية لحزب التيار الوطني الحر الفريق السياسي للرئيس عون): "لن يُنتخب رئيس جمهورية من فريق واحد وما يحصل دليل على أنّه لا حوار جدّي بين الكتل لإتمام هذا الاستحقاق ويجب أن تتوفّر إرادة التوافق"، وفقا لتصريحات تلفزيونية أدلى بها عقب انتهاء الجلسة.

وبدا لافتا، حصول عصام خليفة الوافد الجديد على المرشحين للرئاسة، على عشرة أصوات، وثلاثة عشر نائبا اختاروا "لبنان الجديد"، فيما لوحظ وجود ورقتين ملغيتين.

يشار إلى أن أحزابا سياسية قد أعلنت قبيل بدء الجلسة الرابعة، دعم ترشيح النقابي والمؤرخ عصام خليفة.

وأعلن الحزب الديمقراطي الاجتماعي (لنا)، دعم ترشيح عصام خليفة لرئاسة الجمهوريّة، مؤكدين الثقة به، كـ"مرشح سيادي يؤمن بالسيادة الكاملة قولا وفعلا، ومناضلا إصلاحيا مصطفا مع الناس وقضاياهم، ومرشح من خارج اصطفافات السلطة الطائفية"، على وحد قول بيان للحزب.

كما أعلن النائب ميشال دويهي، عقب الجلسة، التصويت لعصام خليفة، قائلا: "على كل الكتل اتخاذ قرار شجاع لانتخاب رئيس ولدينا هذه الفرصة قبل 31 (موعد انتهاء ولاية عون رسميا)".

ويحتاج المرشح الرئاسي للحصول على 65 صوتا، وهي عتبة لا يزال من غير الممكن تحقيقها دون التوافق بين فرقاء السياسة في البلد الذي يواجه أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية قبل عقود.

وشهد لبنان موجة احتجاجية في 2019 تطالب بإسقاط النخب التقليدية التي أوصلت البلاد إلى الأزمة الحالية، ومن وقت لآخر تعود الاحتجاجات إلى الشارع بالمطالب نفسها.

ويشهد البلد المحكوم بالطائفية اقتحام بنوك لحصول المودعين على ودائعهم في ظل وجود إجراءات مصرفية مشددة على سحب الأموال.