التمديد لعون.. معركة بقاء تفجر سخرية اللبنانيين
موجة غضب وسخرية فجرتها دعوة نائب في "التيار الوطني الحر" بلبنان للتمديد للرئيس ميشال عون، في ردود فعل شكلت ملامح حملة افتراضية.
النائب ماريو عون دعا، في حديث تلفزيوني، إلى التمديد لعون، ما أثار موجة غضب وسخرية في الوقت عينه اكتسحت مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان.
وفي أول ردود الأفعال الشعبية، تصدر هاشتاق "ميشال عون" التغريدات، ومن ثم هاشتاق "نعم للتمديد" الذي اتسمت التعليقات المرتبطة به بالاستهزاء والسخرية من عهد الرئيس.
وتأتي تصريحات النائب في "التيار" الذي يرأسه صهر عون جبران باسيل في ظل معطيات تشير إلى مساعي يقودها التيار وحلفاؤه من أجل على عدم اجراء الانتخابات النيابية المقبلة في عام 2022، ما يعني إبقاء البرلمان على حاله، لتقع عليه مهمة انتخاب الرئيس المقبل عند انتهاء ولاية عون.
وقال عون صراحة إن عدم التمديد له يشكل "ظلما بحقه وبحق قسم من الشعب اللبناني.. على كل سنصل إليها ولن ندع هذا العهد يسقط".
تصريح أثار حفيظة نشطاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصا في وقت بات فيه قسم واسع من اللبنانيين يعتبرون أن عهد عون أثبت فشله على أكثر من صعيد، وأدخل لبنان في انهيار شامل في ظل الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والفساد المستشري وانفجار مرفأ بيروت، ما دفع نحو بروز أصوات تدعو إلى استقالة الرئيس.
غضب وسخرية
الأمينة العامة السابقة لحزب القوات اللبنانية، شانتال سركيس، لم تتأخر في الرد على النائب عون دون أن تسميه، وكتبت عبر حسابها بموقع تويتر تقول: "خذوا أخبارهم من صغارهم. بدأ أزلام العهد يروجون لفكرة التمديد لسيده وإلغاء الانتخابات المقبلة. بكل وقاحة وبالرغم من أوجاع الناس وفقرهم، يتلهون بكراسيهم، وكيف يمكنهم الحفاظ عليها وعلى سرقاتهم... يوم الحساب آتٍ في موعده".
وكتب الصحفي إياد أبو شقرا، عبر حسابه بتويتر: "يريد ماريو عون التمديد لرئيسه ميشال عون معتبراً أن منع التمديد 'ظلم' ورافضا سقوط هذا العهد"، مضيفا: "تيار لا عاقل فيه. تعصب ديني وعنصري مقيت، وغرائز وقحة متفلتة، وعبادة شخص مريضة، في خدمة احتلال يعرفهم جيداً ويستغلهم حتى آخر مسيحي".
بدوره، قال المحامي والناشط السياسي مروان سلام ساخرا: "فكرة التمديد لرئيس الجمعونية (جمع بين الجمهورية والعونية) هي فكرة أضغاث أحلام وسخيفة وفي نفس الوقت مضحكة مبكية ومخجلة تطلقها جوقة القصر للرديات ردا على فكرة إنشاء جبهة وطنية لإقالة ميشال عون".
وأضاف سلام عبر الموقع نفسه: "أحيانا المزاح التقيل يؤدي إلى إشكال في البلد"، معتبرا أن "إسقاط الرئيس عون في الشارع بات واجبا وطنيا".
أيضا، كتب الناشط جاد شالوحي ساخرا، يقول: "يجب التمديد لميشال عون لأن ٦ سنوات ليست كافية لتدمير البلد وقتل الأحلام وهدم مستقبل الأجيال".
وعقب إطلاق أنصار "التيار الوطني الحر" هاشتاغ "نعم للتمديد" داعمين فكرة التمديد لرئيس الجمهورية، ظهر هاشتاغ في المقابل تحت نفس العبارة لكن مرفوقا بتعليقات ساخرة من الوضع الذي بات يعيشه اللبنانيون في عهد عون.
وكتب الإعلامي سلمان عنداري قائلا "هاشتاق نعم للتمديد لا يعكس إلا أمرا واحدا؛ حجم اليأس الذي وصل إليه التيار الداعم للعهد القوي، المستعد للبقاء في السلطة واللعب بالمعايير الديمقراطية بأي ثمن وطريقة بعد سلسلة إنجازات وهمية لم تحقق إلا الكوارث للبنان. إنهم يحتفلون بالوهم".
أما الناشطة رينة، فقالت: "نعم للتمديد.. تمديد قتل، تهجير، تجويع وإذلال الشعب اللبناني أكثر.. أربع سنوات لم تكن كافية تماماً لإبادتنا".
وتحت الهاشتاق نفسه، كتب الناشط جوزيف أبي فاضل يقول: " كنا سويسرا الشرق أصبحنا صومال الشرق لا طعام .. لا دواء .. لا مياه .. لا طبابة .. لا أمن ..لا تعليم ... لا كرامة.. "خاتما بـ "نعم للتمديد".
وكتب الناشط هيثم قائلا: "لا تكفي إنجازات جهنم أول ست سنوات، علينا زيادتها بضع أعوام كي نحترق جميعنا ويحترق كل البلد".
فيما قال الناشط محمد ضاهر :"الشعب اللبناني شبع من الحكي و الأوهام .. الشعب اللبناني يعاني طوال هذه السنوات من وراء العهد الفاشل والمنظومة الفاشلة بأكملها وتقولون بكلّ وقاحة نعم للتمديد؟.
وتحت هاشتاق "نعم للتمديد الساخر"، كتب الإعلامي عمر حرقوص عبر حسابه بتويتر قائلا "الردود على هاشتاغ نعم للتمديد في لبنان تختصر السخرية لدى اللبنانيين من طرح تمديد الرئاسة لميشال عون"، مضيفا "ما يكتبه الناشطون كاف ليجعل أي داع لهذه الفكرة يضب (يجمع) أغراضه والصمت".