حزب الله يحوّل لبنان لمقاطعة إيرانية.."بيروت حرة" يتصدر
كما في كل مناسبة مرتبطة بحزب الله أو إيران تتحول المناطق التابعة للمليشيا إلى ما يشبه المقاطعات الإيرانية ما يؤكد سيطرته على لبنان.
وأتت ذكرى مقتل الإرهابي الراحل قاسم سليماني قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، لتكرس هذا الواقع، حيث طغت صوره على طرقات الضاحية الجنوبية لبيروت والشوارع المتفرعة منها كما البقاع والجنوب، بحسب المراقبين.
- حزب الله وصحفيو لبنان.. عباءة سليماني تعري إرهاب الكلمة
- "إخوان تركيا" وإيران.. روابط خفية فضحتها ذكرى مقتل سليماني
وتزامن ذلك مع احتفالات استمرت 3 أيام، ووضع نصب تذكاري لسليماني في وسط الضاحية في منطقة الغبيري، ما يؤكد سيطرته ومن خلفه طهران على لبنان.
ورغم أن كثيرا من اللبنانيين باتوا مقتنعين بخضوع جزء من مناطق لبنان إلى "دويلة حزب الله" إلا أن المشكلة الأكبر تكمن في أن هذه السيطرة تمتد إلى طريق مطار رفيق الحريري الدولي، الذي يشكّل واجهة لبنان، ويمر عبره المسافرون من وإلى البلاد، والذي امتلأ على جانبيه بصور عملاقة لسليماني.
وهذا الواقع، وكما في كل مناسبة مماثلة يلقى رفضا سياسيا وحزبيا وشعبيا واسعا من قبل معارضي الحزب، في مقابل صمت مطبق من قبل السلطات اللبنانية والمسؤولين.
وأمام كل ذلك يرى المحلل السياسي والأستاذ الجامعي مكرم رباح، في حديث لـ"العين الإخبارية" أن :"كل ما يحدث في لبنان من قبل حزب الله اليوم هو متوقع وطبيعي ونتيجة سيطرته على البلاد وتعطيل عملها".
وأكد أن "ما يقومون به في داخل لبنان هو تعويض عن ضعفهم في مواجهة أمريكا وإسرائيل، مستخدمين قوتهم في الداخل اللبناني عبر إقحام فكرهم وأيديولجيتهم ضد الشعب غير القادر على فعل شيء لأنه يخاف سلاحهم".
ولفت رباح إلى أن "ما تقوم به مليشيا حزب الله يعرض لبنان أكثر وأكثر لضغوط وعقوبات اقتصادية وسياسية".
وتابع: "هم يبرعون فقط بنشر الصور ووضع التماثيل محاولين احتلال الحيز العام كي يقولوا إن لبنان هو مستوطنة إيرانية، لكن ذلك لا يمت للواقع اللبناني بصلة".
ومنذ بدء حزب الله الاحتفال بذكرى اغتيال سليماني تتولى المواقف الرافضة لتلك الممارسات، لا سيما وأنها ترافقت مع تصريحات لقائد القوات الجوية في بمليشيا الحرس الثوري الإيراني، علي حاجي زادة، التي قال فيها إن "قدرات غزة ولبنان الصاروخية، هي الخط الأمامي لمواجهة إسرائيل" والتي عاد وأكدها أمين عام المليشيا حسن نصرالله.
بدوره كتب الصحفي ومنسق "التجمع من أجل السيادة" نوفل ضو، عبر حسابه على "تويتر"، أنه:: "نصرالله ينشر تماثيل سليماني في لبنان.. يبدو أنه لم يتعظ بأن حرية اللبنانيين وسيادتهم واستقلالهم وحقهم في حياة كريمة خط أحمر!"
كما أطلق عددا من الشباب اللبنانيين حملة على وسائل التواصل الاجتماعي تحت هاشتاق "إيدك عن لبنان" فيما نظم أخرون تجمعا في ساحة "ساسين" في الأشرفية رافعين شعارات "إيدك عن لبنان" و"لبنان سيد حر مستقل".
وكتبوا بواسطة الشموع "إيدك عن لبنان"، متوجهين بذلك إلى الأمين العام لمليشيا حزب الله حسن نصرالله، مؤكدين التمسك المطلق بسيادة وحرية لبنان واستقلاله بعيداً عن جميع المحاور.
بيروت حرة.. "إيران برا"
وبعدها بساعات تصدر هاشتاق "بيروت حرة إيران برا"، "تويتر"، حيث عبّر فيه لبنانيون معارضون لحزب الله عن رفضهم لهيمنته ومن خلفه إيران على لبنان.
وتحدث الناشط شادي جحا عن التمويل الإيراني الذي يتلقاه حزب الله، وكتب على حسابه قائلا، إنه : "من يتلقى الأموال والدعم والسلاح من دولة اخرى ويحاول فرض معتقداته بهدف تغيير هوية شعب بأكمله فهذه ليست عمالة فقط بل هي خيانة عظمى.. والعمالة والخيانة ليستا وجهة نظر بالنسبة لنا".
وفيما قال حساب يحمل اسم يعقوب إن :"حزب الله يربط لبنان بالصراع القائم بين واشنطن وطهران، ولا مانع لديه في أن يكون ورقة لخدمة المشروع الإيراني مهما بلغت الأثمان حتى ولو سقط لبنان".
وكتب حساب آخر: "برسم من لا يزال يتوهم أن بلدنا سيد ومستقل: لبنان واللبنانيون رهينة بيد إيران عبر حزب الله ويستعملاننا كدروع بشرية في معركتهم التي لا علاقة لها بلبنان".
من جهته، قال الناشط أحمد عز الدين: "مهما حاولتم تلميع صورتهِ سيبقى محتلا، سفاحا، قاتلا للأطفال والنساء، ومشَرِّد لملايين السوريين والعراقيين واليمنيين.. ولبنان ليس ببعيد!" مرفقا تغريدته بهاشتاق "#قاسم_سليماني_إرهابي و#بيروت_حره_إيران_برا".
بدوره طالب بلال خليفة باستدعاء السفير الإيراني وكتب قائلا:"يجب استدعاء سفير إيران في لبنان وسؤاله حول تصريحات مسؤولي الحرس الثوري المقتحمة للسيادة اللبنانية وحماية للبنان".
وتابع: "لا بد من موقف حاسم حتى وإن تطلب الأمر قطع العلاقات مع إيران ، إن جرؤ أحد على أن يفعلها".
aXA6IDMuMTM1LjE5MC4xMDcg
جزيرة ام اند امز