الأمم المتحدة تتحدى إسرائيل: اليونيفيل لن تغادر لبنان
رغم إصابة خمسة من قواتها ودعوات الإخلاء التي وجّهتها إليها إسرائيل بسبب القتال الدائر بين جيشها وحزب الله، تحدت «اليونيفيل»، تحذيرات تل أبيب، معلنة بقاءها في مواقعها.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دعا يوم الإثنين مجددا قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل) إلى إخلاء بعض المواقع القريبة من حدود بلاده، مشددا على أنّ اتهام القوات الإسرائيلية بتعمد استهداف اليونيفيل «خاطئ تماما».
إلا أن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان-بيار لاكروا قال يوم الإثنين، إنّ جنود حفظ السلام «سيبقون في كل مواقعهم» في لبنان.
ووُجّهت لإسرائيل انتقادات شديدة بسبب إصابات وأضرار لحقت باليونيفيل المنتشرة في لبنان منذ أول هجوم بري إسرائيلي على هذا البلد في العام 1978.
وقال لاكروا: «اتُّخذ القرار بأنّ (قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان) اليونيفيل ستبقى راهنا في كل مواقعها رغم الدعوات الصادرة عن الجيش الإسرائيلي لإخلاء المواقع القريبة من الخط الأزرق» الفاصل بين لبنان وإسرائيل.
وأصيب خمسة من عناصر اليونيفيل في سلسلة حوادث الأسبوع الماضي.
والأحد، قالت اليونيفيل إنه بعد عبور قوات إسرائيلية الحدود في بلدة رامية «قامت دبابتان من طراز ميركافا تابعتان للجيش الإسرائيلي بتدمير البوابة الرئيسية للموقع ودخلتاه عنوة، ثم غادرتا بعد حوالي 45 دقيقة».
ولاحقا، قال الجيش الإسرائيلي إن دبابة «تراجعت عدة أمتار إلى داخل موقع لليونيفيل، بينما كانت تتعرض للنيران وتحاول إجلاء جنود مصابين».
والإثنين، أبدى مجلس الأمن الدولي للمرة الأولى إجماعا في تعبيره عن "قلق بالغ" بعد سلسلة الحوادث.
وقالت سفيرة سويسرا لدى الأمم المتحدة باسكال بيريسويل التي تتولى بلادها الرئاسة الدورية لمجلس الأمن الدولي إنّه «على خلفية القتال المتواصل على طول الخط الأزرق (الفاصل بين لبنان وإسرائيل)، يعرب المجلس عن قلقه البالغ بعدما تعرضت مواقع عدة لليونيفيل للقصف في الأيام الأخيرة. وقد أصيب جنود حفظ سلام عدة».
وفي البيان الذي لم يشر صراحة إلى إسرائيل، حضّ الأعضاء الـ15 في مجلس الأمن «كل الأطراف على احترام سلامة وأمن عناصر اليونيفيل ومقارها». وشددوا على «وجوب عدم استهداف عناصر حفظ السلام ومقار الأمم المتحدة بأيّ هجمات».
وقال لاكروا: «سمعنا للتو من أعضاء مجلس الأمن الدولي تعبيرا بالإجماع عن الدعم لليونيفيل. بالطبع، إنه أمر مشجع للغاية».
وعزّز القرار 1701 الذي وضع حدا لحرب مدمرة دارت في العام 2006 بين حزب الله وإسرائيل، وجود القوة الدولية، وكلّفها مراقبة وقف النار بين الجانبين.
وبموجب هذا القرار، انتشر الجيش اللبناني للمرة الأولى منذ عقود عند الحدود مع إسرائيل بهدف منع أيّ وجود عسكري «غير شرعي» عليها.
وكانت قوة اليونيفيل التي تضمّ 9500 جندي من حوالي خمسين بلدا، رفضت السبت الانسحاب مسافة خمسة كيلومترات شمالا في الأراضي اللبنانية كما يطالبها بذلك الجيش الإسرائيلي.
aXA6IDE4LjExOS4yNDguMjE0IA== جزيرة ام اند امز