العائدون من حزب الله بإيران إلى لبنان.. مخاوف من "كورونا"
حزب الله يشرف على دخول عناصره إلى لبنان عبر نقطة المصنع الحدودية لمنع تولي أي جهة رسمية نقل أي منهم إذا كانوا مصابين بفيروس كورونا
أثارت معلومات عن دخول عناصر من مليشيا حزب الله وإيرانيين جرحى ومصابين بفيروس كورونا المستجد إلى لبنان، الهلع بين اللبنانيين، وسط تحذيرات من كارثة صحية.
ودعم مخاوف اللبنانيين عدم جدية وسرعة الحكومة في اتخاذ القرارات اللازمة لمنع انتشار فيروس كورونا، والتي يأتي في مقدمتها وقف الرحلات من وإلى الدول الموبوءة، ومنها إيران.
ومنذ اليوم الأول لتسجيل إصابة بكورونا لسيدة عائدة من إيران قبل نحو أسبوعين، اعترف وزير الصحة اللبناني حمد حسن بأن أي قرار كهذا هو "شأن سياسي".
انتقادات واسعة
وشن اللبنانيون هجوما حادا على موقف وزير الصحة اللبناني ورئيس الحكومة حسان دياب، خصوصا مع استمرار رحلات الطيران إلى بيروت من إيران.
وقبل 3 أيام فقط، عادت وزارة الأشغال اللبنانية واتخذت قرارا، بإيقاف الرحلات واقتصارها على تلك التي تنقل لبنانيين فقط، انطلاقا من الدستور الذي ينص على حق كل لبناني بالعودة إلى وطنه.
ومع تأخر الحكومة اللبنانية في اتخاذ قرار إيقاف الرحلات، انتشرت معلومات عن ضغوط من حزب الله لإعادة عناصره الموجودين في إيران، وعناصر مسلحة إيرانية أخرى، إلى لبنان.
ودعت تيارات وأحزاب لبنانية، الحكومة إلى الإسراع باتخاذ قرار وقف الرحلات ورافضة تسييس هذه القضية المرتبطة بصحة اللبنانيين.
وطالبت أيضاً بتقليص عدد الرحلات العائدة من إيران، وتوجيه النظر إلى الحدود البرية في البقاع، وتحديدا عند نقطة المصنع، حيث يتم تسجيل عودة العشرات يوميا من إيران عبر سوريا.
التصريحات الرسمية قالت إن العائدين طلاب لبنانيون يدرسون في جامعات إيران، لكن الإجراءات التي يتم اتباعها عند مراقبة العائدين لفتت إلى أن حزب الله هو الذي يشرف عليها، لمنع كشف جميع الأسماء، وبالتالي منع تولي أي جهة رسمية نقل عناصره إذا كانوا مصابين بالفيروس.
موقف حزب الله يؤكد أنهم ليسوا طلابا، ولكنهم عناصر حزب الله كانوا يتدربون في إيران أو عائلات عناصر منه قتلوا في المعارك، حتى إن بعض المعلومات أشارت إلى أن قياديين عراقيين كانوا من بين الذين وصلوا عبر نقطة المصنع الحدودية.
حزب الله يسيطر على القرار
وكشف الناشط اللبناني المعروف بمعارضته لحزب الله في البقاع، علي مظلوم، عبر حسابه على "فيسبوك"، نقلا عن مصادر مقربة من وزير الصحة (اللبناني) أن "حمد حسن أبدى انزعاجا كبيرا من إصرار حزب الله على دخول الطائرات القادمة من إيران إلى مطار بيروت، وأخرى عبر مطار دمشق دون إخضاع القادمين للفحوصات اللازمة".
وأضاف مظلوم: "الوزير قال لمقربين منه إن اللبنانيين وبعض وسائل الإعلام يحملونه المسؤولية عما يجري فيما القرار ليس بيده بل بيد الحزب".
كذلك نقل موقع "جنوبية" اللبناني المعروف بمعارضته لحزب الله، عن مسؤول في وزارة الصحة اللبنانية قوله: "إن ملف العائدين من إيران وكل ما يتعلق به من معلومات هو ملك حزب الله حصراً، ونحن كوزارة مهمتنا تأمين الإجراءات الصحية اللازمة والتأكد من خلو أي من العائدين من كورونا وليس لنا شأن آخر".
ويعتمد لبنان حتى الآن مستشفى حكوميا واحدا في بيروت لعزل المرضى، لكن الباحثة اللبنانية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، حنين غدار، كشفت عبر حسابها على "تويتر" أنه "بناء على معلومات حصلت عليها فإن عددا كبيرا من عناصر حزب الله الذين كانوا يتدربون في إيران مصابون بفيروس كورونا، ونقلهم الحزب إلى مستشفى الرسول الأعظم المحسوب عليه في الضاحية الجنوبية دون الإفصاح عن حالاتهم".
وأشارت إلى أن "من بين المصابين في هذا المستشفى شخصيات وقيادات إيرانية اختارت الانتقال إلى بيروت للمعالجة لعدم ثقتهم بالنظام الصحي في إيران".
وكشف الوزير السابق معين المرعبي لـ"العين الإخبارية" عن أن "إدخال الايرانيين ومقاتلي الحشد الشعبي إلى لبنان ليس جديدا، ويؤكد أن مصابين من مقاتلي حزب الله وإيرانيين وقياديين في الحشد الشعبي يدخلون بشكل دائم إلى لبنان للعلاج على نفقة الدولة اللبنانية".
ويقول الباحث السياسي ومدير مركز أمم للأبحاث والتوثيق لقمان سليم لـ"العين الإخبارية" إنه "منذ اليوم الأول للإعلان عن إصابة سيدة قادمة من إيران بفيروس كورونا، ونحن نسمع بهذه الأخبار وهو الأمر الذي يترافق مع تعاطي الدولة السياسي مع هذا الوباء بعيدا عن مصلحة اللبنانيين".
وأضاف سليم أن "كورونا ليس أخطر من السلاح، فمن أباح البلاد للسلاح والممنوعات لا يبالي بإباحتها للوباء".
وتابع: "هذا الهلع الذي يعيشه اللبنانيون يدل على مزاج عام لدى الناس من التوجس لكون الحدود مفتوحة ومباحة برا وبحرا وجوا، والغموض الذي يكتنف الحدود البرية حيث سيطرة الدولة عليها محدودة يجعلنا نخشى من الأعظم".
aXA6IDMuMTQ3LjcxLjE3NSA= جزيرة ام اند امز