سياسيون: زيارة لاريجاني للبنان "مسيئة" وتكرس هيمنة إيران
الزيارة أثارت علامات استفهام، من حيث الشكل والمضمون خاصة أنها الأولى من نوعها لدبلوماسي بعد أيام من نيل الحكومة ثقة البرلمان.
اعتبر سياسيون ومحللون لبنانيون زيارة رئيس البرلمان الإيراني علي لاريجاني إلى بيروت مسيئة وتكرس النفوذ الإيراني في لبنان، وتمكين حزب الله من الحكومة.
وأثارت الزيارة علامات استفهام عدّة، من حيث الشكل والمضمون خاصة أنها الأولى من نوعها لدبلوماسي بعد أيام من نيل الحكومة ثقة البرلمان، إضافة إلى تصريحاته التي أطلقها بشأن دعم الحكومة وعرض مساعدات اقتصادية.
ومن اللافت خلال تلك الزيارة ورغم إعلان السفارة الإيرانية أن زيارته ستمتد على يومين، لكنه لم يبق في بيروت إلا يوما واحدا وألغى العشاء الذي كان مقررا في أحد فنادق العاصمة، مساء الإثنين، ليغادر فورا إلى العراق.
وقال وزير الدولة لشؤون النازحين السابق معين المرعبي: "من حيث الشكل لم يعلن عن الجهة التي دعت لاريجاني إلى بيروت وقيل إنه حضر بدعوة من رئيس البرلمان نبيه بري، دون تأكيد، ما يخالف الأصول في الزيارات الرسمية واللقاءات الدبلوماسية".
- لبنانيون يهاجمون زيارة مسؤول إيراني: ارفعوا وصايتكم
- كتل نيابية ترفض دعوة "حزب الله": توقف عن توريطنا بالأزمات أولا
وأضاف المرعبي في حديث لـ"العين الإخبارية" أن "لاريجاني هو أول دبلوماسي يحضر إلى لبنان بعد نيل الحكومة الثقة وبالتالي كأنه أتى ليطمئن على مجلس الوزراء الذي صنعه".
وتابع: "باتت كل الأمور مكشوفة وواضحة ومن هي الجهة التي تتحكم بالبلد، بداية عبر البرلمان الذي يملك حزب الله وحلفاؤه ثلثي عدد نوابه إضافة إلى رئيس الجمهورية ميشال عون الذي هو حليف حزب الله".
ولفت إلى أن "هذه الحكومة هي الأداة التنفيذية والذي سمّى الحزب وزراءها وحلفاؤه أيضا"، مذكرا بما سبق للإيرانيين قوله بشأن سيطرتهم على 4 عواصم عربية، وكانت بيروت واحدة منها.
وحول عرضه مساعدة لبنان اقتصاديا، قال المرعبي إن "طهران التي تخضع للعقوبات تعرض المساعدة على لبنان بينما الشعب الإيراني يعاني من الجوع".
وأضاف: "فليساعد شعبه قبل أن يعرض المساعدة على لبنان. هذه المساعدة مردودة لأصحابها".
وأكد أن "وجوده وكلامه مسيء إلى لبنان، وعلى من قبل استقباله أن يتحمل نتائج هذه الزيارة".
وتابع: "بدلا من أن يعرض المساعدة على لبنان كان عليه حمل الصواريخ التي قدمها لحزب الله معه أو يقدّمها للجيش اللبناني الذي يبقى هو الحامي الوحيد والشرعي للبنان".
ولفت المرعبي إلى أن "لاريجاني أكد من بيروت أن هذه الحكومة هي حكومة حزب الله وأن لبنان بأكمله بات يخضع للمنظومة الإيرانية مهما حاول أمين عام الحزب حسن نصرالله تغطية هذا الأمر".
وأبدى المرعبي استغرابه لعدم صدور أي تعليق من قبل المسؤولين على كلام لاريجاني رغم معرفتهم بالضرر الذي ستسببه هذه الزيارة كما كلامه، وهو ما سينعكس سلبا في المرحلة المقبلة على لبنان.
من جهته، اعتبر مدير المنتدى الإقليمي للاستشارات والدراسات العميد الركن خالد حمادة، في حديث لـ"العين الإخبارية" أن "زيارة لاريجاني لم تكن في مكانها الطبيعي وهي تأتي في سياق الفشل الإيراني في المنطقة، بعدما فقدت طهران المبادرة في كل الساحات".
وأوضح أن "إيران تحاول البحث عن دور لها علّها تجد ما تقدمه، لكن الأكيد أن الساحة اللبنانية لا يمكن أن تعوّض طهران، مهما حاولت، بعد كل الانهيارات التي تواجهها في المنطقة".
وحول عرض لاريجاني المساعدة على لبنان يقول حمادة: "هذا العرض غير واقعي وغير قابل للتنفيذ".
وأكد أن "الجميع يدرك أن طهران تعاني من وضع اقتصادي مزرٍ وليس بإمكانها تقديم المساعدات، وسبق أن أبدوا استعدادهم لتقديم مساعدات عسكرية للبنان ليتّضح فيما بعد أن كل ما عرض كان مختلفا".
وأوضح أنه "حتى لو كان هناك قرار سياسي من لبنان بقبول المساعدات، وهذا مستبعد، فإن هذه المساعدات ستورّط الحكومة أكثر مع إيران وستقابل باستمرار التطويق والتضييق عليها من الغرب".
واعتبر أن إعلان لاريجاني أن بلاده تدعم الحكومة، هو "محاولة منه للقول بأنهم يدعمون المؤسسات الشرعية في لبنان".
وقوبلت زيارة لاريجاني وتصريحاته التي أطلقها في المؤتمر الصحفي الذي عقده في السفارة الإيرانية ببيروت، رفضا من عدد من السياسيين.
وكتب النائب في حزب الكتائب نديم الجميل عبر "تويتر" قائلا: "ابدأوا بكف يدكم وشرّكم عن لبنان. وبلّغوا حسن (نصرالله) مفوّض ولاية الفقيه في بلدنا!".
بدوره، علق وزير العدل السابق اللواء أشرف ريفي على زيارة لاريجاني قائلاً: "على لاريجاني أن يعرف أن لبنان دولة مستقلة لا محافظة إيرانية وأن السلاح غير الشرعي لن يغير هويته".
تابع: "لن نكون تابعين لمحور طهران، وعلى من يزور لبنان أن يحترم سيادته، فهذه الأرض تلفظ الغطرسة والاستكبار".
وتساءل: "هل سنسمع رداً على تجاوز لاريجاني من رئيسَي الجمهورية والحكومة؟ الصمت الرسمي مخجل".
بدوره، قال النائب السابق فارس سعيد: "في الترجمة الداخلية لزيارة لاريجاني لا يمكن أن تستمرّ صورة لبنان ملتصقة بصورة النظام الإيراني من خلال وضع يدّ حزب الله على القرار الداخلي وتغطية شكليّة يؤمنها رئيس ماروني.. نعم لانتخابات رئاسية مبكرة ولرئيس معتدل إنقاذاً للبنان".
وكانت الرئاسة اللبنانية أعلنت، في بيان لها، أن لاريجاني أبدى استعداد بلاده لمساعدة لبنان اقتصاديا وجدّد الدعوة الإيرانية للرئيس عون لزيارة طهران.
وقال لاريجاني في مؤتمره الصحفي: "لبنان يمر بمرحلة حساسة، ونحن نأمل أن تتمكن الحكومة الجديدة برئاسة حسان دياب من أن تتخطى كل الصعوبات، ونحن على كامل استعداد للتعاون معها في المجالات كافة".
وأضاف: "نحن لا نخفي دعمنا للمقاومة، وبحثنا اليوم كل مجالات الدعم للبنان، خلال لقاء المسؤولين، الصناعية والاقتصادية والزراعية".
ورفض لاريجاني وصف حزب الله بـ"الإرهابي"، زاعما: "لن نسمح لأي دولة بتصنيفه على قائمة الإرهاب، فالحزب هو رأس مال كبير للبنان الشقيق".