لبنانيون يهاجمون زيارة مسؤول إيراني: ارفعوا وصايتكم
مراقبون يعتبرون الزيارة الرسمية للمسؤول الإيراني تكريسا لمشروع الهيمنة والوصاية الإيرانية وستعمق أزمات لبنان.
أثارت زيارة رئيس ما يسمى بـ"مجلس الشورى الإسلامي" في إيران علي لاريجاني إلى لبنان، جدلاً واسعاً؛ خاصة أنها الأولى لمسؤول أجنبي عقب نيل الحكومة الجديدة برئاسة حسان دياب ثقة البرلمان.
- رغم رفضه شعبيا.. لبنان يخضع للعلاج المر من صندوق النقد
- سياسيون لبنانيون عن خطاب الحريري: يرسم خارطة جديدة للتحالفات
واعتبر مراقبون الزيارة الرسمية للمسؤول الإيراني "تكريساً لمشروع الهيمنة والوصاية الإيرانية"، مشيرين إلى أنها "ستعمق أزمات البلاد، وستغلق أبواب المساعدات العربية في وجه حكومة دياب".
والتقى الرئيس ميشال عون، الإثنين، علي لاريجاني، على رأس وفد يضم عدداً من الشخصيات، في زيارة تستمر يومين.
ورغم أوضاع طهران الاقتصادية الصعبة بسبب العقوبات الأمريكية، أعلن لاريجاني خلال لقائه عون استعداد بلاده للمساعدة على تحسين الأوضاع الاقتصادية في لبنان.
وذكر لاريجاني، في تصريحات سابقة، لدى وصوله مطار رفيق الحريري الدولي، مساء الأحد، أن: "لبنان بلد مؤثر في المنطقة، ولطالما كانت هناك علاقات صداقة ومودة بين البلدين".
وذكر معهد التمويل الدولي مؤخراً أن الاحتياطي النقدي الإيراني يشهد انخفاضاً كبيراً بسبب العقوبات الأمريكية، ومن المتوقع أن يتراجع نحو 73 مليار دولار بحلول الربيع المقبل.
ويعاني الاقتصاد الإيراني بسبب ضغوط ناجمة عن فقدان عائدات مبيعات النفط الخام، ومكثفات الغاز، التي شهدت تراجعاً لأقل من ربع مليون برميل/يومياً بالأشهر الماضية، خلافاً لنحو 2.5 مليون برميل/يوم قبل مايو/أيار 2018.
أهلا بكم في دويلتكم
وقوبلت زيارة المسؤول الإيراني إلى لبنان بهجوم حاد من سياسيين ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.
وكتب النائب نديم الجميل عضو حزب الكتائب، قائلاً: "نريد لبنان بلداً سيداً، حراً ومستقلاً، أهلاً وسهلاً بكم في دويلتكم!"، مردفاً: "شكراً جزيلاً على تمنياتكم.. ابدأوا بكف يدكم وشرّكم عن لبنان، وبلغوا السيد حسن نصر الله مفوض ولاية الفقيه في بلدنا!".
وزاد الوزير السابق أشرف ريفي قائلاً: "للاريجاني نقول: ارفعوا أيديكم عن لبنان كي يبقى حراً سيداً مستقلاً".
وأكد ريفي عبر حسابه على تويتر أن "مشروع الهيمنة والوصاية الإيرانية سيسقط عاجلاً أم آجلاً لأنه مناقض لحريات الشعوب وأحلامها في مستقبل أفضل، تحرير لبنان من وصايتكم هو المدخل للإنقاذ".
ورداً على إقامة نصب لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في الجنوب اللبناني، قال ريفي: "لا علاقة لنصب سليماني بمواجهة إسرائيل، بل تأكيد وصاية إيران على لبنان".
وتابع: "فيلق القدس لم يقاتل من أجل القدس، بل دمر سوريا والعراق، وحوّل لبنان إلى دولة فاشلة، وصاية طهران تعمق أزمتنا الاقتصادية، وهذا برسم رئيسي الجمهورية والحكومة والمسؤولين".
وغردت الوزيرة السابقة عن حزب القوات في الحكومة المستقيلة مي شدياق عبر حسابها على "تويتر" قائلة: "أنحن في لبنان أم إيران؟ حزب الله يحتفل بإزالة الستار عن نصب لقاسم سليماني في الجنوب! لماذا الإصرار على تغيير هوية لبنان وإدخاله في صراع المحاور؟".
وتساءلت باستنكار: "أين النأي بالنفس؟ كل يوم يؤكد الحزب أنه فرع للحرس الثوري الإيراني ووليه الفقيه، وليس لبنانياً".
ارفع وصايتك عنا
ومن جانبه قال النائب اللبناني السابق فارس سعيد، عبر تويتر: "لاريجاني من مطار بيروت يريد لبنان حراً سيداً مستقلاً.. سهلة؛ ارفع وصايتك عنا".
وشدد سعيد أنه لا حل في لبنان إلا برفع وصاية إيران؛ وإنقاذ البلاد لا يتم من خلال مخاصمة العرب والعالم.
أما الناشط السياسي نوفل ضو دعا إلى التظاهر ضد زيارة لاريجاني للبنان، قائلاً عبر حسابه على تويتر: "الأجدى بالعونيين (أنصار فريق العهد الحاكم) التظاهر أمام مطار بيروت للاحتجاج على زيارة لاريجاني، وللمطالبة برفع صور القادة الإيرانيين عن مداخل المطار ومخارجه".
ومن جهته، قال أمير غندور عبر حسابه على تويتر: "زيارة لاريجاني إلى لبنان ستسرع الانهيار الكامل، وستغلق أبواب المساعدات العربية في وجه حسان دياب".
وبالتزامن مع الاعتراض اللبناني الذي أثاره زيارة المسؤول الإيراني، فجّر نصب تمثال لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، الذي اغتيل بضربة جوية في الثالث من يناير، في محيط مطار بغداد، في بلدة مارون الراس على الحدود اللبنانية، أمس الأول، جدلاً أيضاً بين اللبنانيين.
وانتشر على مواقع التواصل مقطع فيديو يوثق لحظة إزاحة الستار من قبل مليشيا حزب الله عن "نصب سليماني"، وظهر الأخير منتصباً ووراءه علم فلسطين، مشيراً بإصبعه إلى الأراضي المحتلة.
aXA6IDMuMTYuNzUuMTU2IA== جزيرة ام اند امز