لودريان في لبنان.. لقاءات مكوكية وسيل من تعهدات المسؤولين
لقاءات مكوكية يجريها وزير الخارجية الفرنسية جان إيف لودريان، الذي يزور لبنان حاليا في محاولة لحل أزمة تشكيل الحكومة المتعثرة.
ورغم امتناعه عن الإدلاء بأي تصريحات، إلا أن المسؤولين اللبنانيين الذين التقاهم، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس البرلمان نبيه بري، خرجوا بتصريحات تحمل سيلا من التعهدات بحل الأزمة وبذل كل الجهود.
- عون يطالب فرنسا بالمساعدة في استرداد الأموال المهربة
- "الرئيس الملك".. مذكرة دولية تتهم عون بـ"خرق الدستور"
استثناء الحريري
وكان لافتا عدم إعلان السفارة الفرنسية في بيروت عن برنامج لقاءات الموفد الفرنسي التي تستثني حتى الساعة، رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وقيادات حزبية لبنانية بينهم رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل.
في المقابل، تقول مصادر سياسية لبنانية إن لقاء لودريان والحريري لابد وأن يتم لا سيما وأن جدول أعمال زيارته إلى بيروت يرتكز على بحث تشكيل الحكومة، وبالتالي من الطبيعي أن يلتقي رئيس الوزراء المكلف الذي يلعب الدور الأهم في هذه المهمة.
ويعقد لودريان، في الوقت الراهن، اجتماعات مع أحزاب المعارضة أبرزها حزب الكتائب ومجموعات من المجتمع المدني.
كذلك تشير بعض المعلومات إلى أن اللقاءات قد تشمل البطريرك الماروني بشارة الراعي، لما تعوله باريس في الفترة الأخيرة على إمكانية التغيير لا سيما بعد الانتفاضة الشعبية في أكتوبر/تشرين الأول 2019.
يأتي هذا فيما يتوقع أن يعقد لودريان، الجمعة، مؤتمرا صحفيا يتحدث فيه عن لقاءاته.
تعهدات الحل
وكان الرئاسة اللبنانية أعلنت أن عون أكد خلال اللقاء أن هناك أولوية قصوى لتشكيل حكومة جديدة تحظى بثقة مجلس النواب.
وأشارت إلى أنه سيواصل بذل الجهود للوصول إلى نتائج عملية في هذه المسألة على رغم مما سماه "العوائق الداخلية والخارجية".
وينظر معظم المسؤولين في لبنان إلى زيارة لودريان على أنها "حاسمة" لجهة تشكيل الحكومة لا سيما في ظل تلويح رئيس الحكومة المكلف بالاعتذار مع استمرار العرقلة وفرض كل من الرئيس عون وصهره النائب جبران باسيل بالثلث المعطل.
وبعد الرسالة العالية السقف التي كان قد بعث بها إلى معرقلي تأليف الحكومة الأسبوع الماضي ملوحا بفرض عقوبات عليهم، جدد لودريان قبل ساعات من لقاءاته في بيروت تحذيره إلى المسؤولين اللبنانيين.
وقال وزير الخارجية الفرنسي، في تغريدة عبر "تويتر": "إنه سيزور لبنان ومعه رسالة حاسمة للسياسيين ومتضامنة مع الشعب".
وأضاف: "سنتعامل بحزم مع الذين يعرقلون تشكيل حكومة لبنانية جديدة، اتخذنا إجراءات هي البداية فقط".
يأتي ذلك بعد 9 أشهر من استقالة حكومة حسان دياب على خلفية انفجار مرفأ بيروت و6 أشهر على تكليف الحريري لتشكيل حكومة جديدة في وقت لا يزال فيه السباق على الحصص بين الفرقاء اللبنانيين يعطلها.
ورغم الأزمات المتفاقمة التي يعاني منها لبنان واللبنانيون، لم تنجح كل المبادرات التي طرحت أبرزها المبادرة الفرنسية التي حملها الرئيس الفرنسي إلى بيروت إثر انفجار المرفأ والتي تقضي بتشكيل حكومة من اختصاصيين مستقلين في تذليل العقبات والإفراج عن الحكومة.
aXA6IDMuMTQ3Ljc4LjI0MiA= جزيرة ام اند امز