لبنان يتغلب على الطائفية.. 4 وزيرات بحكومة الحريري
حكومة سعد الحريري الجديدة شملت 4 وزيرات، بينهن ريا الحسن أول امرأة تتولى منصب وزارة الداخلية في الوطن العربي
جاء الإعلان عن تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، ليعلن تجاوز بيروت التعقيدات الطائفية في الحياة السياسية.
وحمل إعلان رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري عن تشكيل حكومته الجديدة عدة مفاجآت، منها تعيين 4 وزيرات، ما يؤكد رغبته في تعزيز وتمكين دور المرأة، فضلا عن تعيين ريا الحسن وزيرة للداخلية، لتصبح أول امرأة تتولى هذا المنصب في الوطن العربي.
والحسن من طرابلس شمالي لبنان أمٌّ لثلاث فتيات، وتحمل درجة ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة جورج واشنطن في الولايات المتحدة، آتية من عالم المال إلى عالم الأمن.
ولاقى تعيين الحسن، المحسوبة على تيار المستقبل، استحساناً لدى كثير من اللبنانيين، ومنهم من وصفها بالصدمة الإيجابية.
وهذه الخطوة اللافتة لبنانياً دفعت اللبنانيين إلى التفاعل الإيجابي مع هذا الأمر، إضافة إلى تخصيص وزارة جديدة لتمكين شؤون المرأة والشباب.
وسببت التسمية الأولية لهذه الوزارة انتقادات كثيرة، لأنه أطلق عليها اسم تأهيل المرأة والشباب، ما أوقع الحكومة في تناقض حول حاجة المرأة إلى التأهيل ومن ثمّ تم تغيير الاسم لتصبح وزارة الدولة لشؤون التمكين الاقتصادي والاجتماعي للنساء والشباب.
وكانت كلودين عون، ابنة رئيس الجمهورية ورئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، أكدت طلبها من الجهات المعنية تعديل اسم وزارة في الحكومة الجديدة، لتصبح وزارة دولة لشؤون التمكين الاقتصادي للشباب والمرأة.
فيوليت الصفدي هي الوزيرة التي تتولى هذه الوزارة، كانت مقدمة برامج تلفزيونية، قبل أن تصبح عقيلة النائب السابق عن طرابلس محمد الصفدي، وبعد أن عملت مستشارة إعلامية له في وزارتي الاقتصاد والمالية في الفترة الممتدة من عام 2010 حتى 2014.وأكدت الصفدي، في حديث خاص لـ"العين الإخبارية"، أنها وزيرة لكل اللبنانيين خاصة النساء والشباب، حيث ستعمل على تعزيز دورهم في الشأن العام.
ونتيجة الاتصالات التي أجرتها مع رئيس الحكومة سعد الحريري منذ صدور مراسيم تشكيل الحكومة الجديدة، من أجل تعديل اسم الحقيبة الوزارية التي أسندت إليها، تلقت الصفدي اتصالا من الأمانة العامة لمجلس الوزراء أبلغت فيه أن رئيس الحكومة وافق على طلبها إلغاء كلمة "تأهيل" ليصبح اسم الوزارة: وزارة الدولة لشؤون التمكين الاقتصادي للنساء والشباب.
أما وزيرة التنمية الإدارية مي شدياق، تعرضت سابقاً لعملية تفجير، متهم فيها "حزب الله" بالإعداد والتخطيط لها، ولديها مواقف عالية السقف لمعارضة "حزب الله" ونشاطه في لبنان والمنطقة.
وشدياق هي أستاذة جامعية منذ عام 1997، وكانت صحفية معروفة بمواقفها السياسية المناهضة لوجود النظام السوري في لبنان سابقاً، ومن أبرز شخصيات تحالف 14 مارس/آذار.
وأكدت شدياق، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، أن تحديات الوزارة كبيرة، خصوصا فيما يتعلق بالتعيينات، مشيرة إلى أنها ستدافع عن مواقف حزب "القوات اللبنانية" داخل الحكومة، داعية في الوقت نفسه إلى "عدم التعاطي باستخفاف مع حزب القوات".
وقالت شدياق إنها لن تكون متهاونة أمام سياسات المصالح المالية أو السياسية، وإنها ستعبر عن وجهات النظر التي تؤمن بها، والتي تتعلق بنزع سلاح "حزب الله" ووضعه في يد الدولة، والتركيز على النأي بالنفس، وعدم تحويل لبنان إلى ساحة إيرانية خارجة عن التوجهات العربية والدولية.
وللمرة الأولى أيضاً تتولى وزارة الطاقة والمياه في لبنان امرأة هي ندى البستاني، أم لطفلة، من منطقة كسروان شمالي بيروت، تابعت دراساتها العليا في الاقتصاد في المدرسة العليا للتجارة في باريس، وعملت سابقاً مستشارة لوزير الطاقة والمياه.
وقالت بستاني، في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية"، إنها ستعمل على استكمال الخطط والسياسات والاستراتيجيات الخاصة بالوزارة للشروع في تطبيقها، والوصول إلى حلول جذرية لأزمة الكهرباء التي يعاني منها لبنان منذ سنوات.
وأضافت أن هناك عملية تحديث لهذه الخطط، وسنطلع المواطنين على خريطة الطريق في وزارة الطاقة، والتنسيق سيحصل مع كل الإدارات والمؤسسات في الدولة والوزارات في إطار عمل الوزارة، وشعارنا هو التواصل والتعاون".
وشددت بستاني على أن كل وزارة اليوم مسؤولة عن مكافحة الفساد، وستستمر وزارة الطاقة بالتعاون مع وزارة الاقتصاد في مكافحة الفساد في قطاع المولدات الخاصة.