سياسة
أزمة رئاسة لبنان.. جهود دولية لتجنب نفق الشغور المظلم
مع بدء العد التنازلي لانتهاء فترة الرئيس اللبناني ميشال عون، تزايدت الجهود الدولية للبحث عن حل يجنب لبنان الشغور الرئاسي.
وتنتهي فترة عون في 31 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وسط غياب أي أفق لانتخاب خلف له قبل ذلك التاريخ.
- أوراق فارغة في البرلمان وجيوب خاوية بالشارع.. لبنان يحافظ على تقاليده
- الطريق إلى رئاسة لبنان.. "شبح الفراغ" يطل برأسه
وفشل مجلس النواب اللبناني عبر 4 جلسات عقدها لانتخاب رئيس جديد للبلاد، كان آخرها أول أمس الإثنين، إلا أن ذلك الفشل لم يمنع نبيه بري رئيس المجلس من الدعوة لجلسة خامسة يوم غد الخميس، من أجل الهدف ذاته، لا يتوقع منها الكثير خاصة في ظل استمرار غياب التوافق بين القوى السياسية المختلفة.
ويشترط في رئيس الجمهورية اللبناني أن يكون يكون مسيحيا مارونيا (أكبر الطوائف المسيحية في لبنان)، وأن يحصل على ثلثي أصوات نواب البرلمان (86 نائبا من أصل 128).
3 قوى تتحكم في ساكن قصر بعبدا الجديد
وتتحكم في ملف انتخاب الرئيس اللبناني 3 قوى رئيسية، أولها فريق المعارضة السيادية التي تتبنى ترشيح النائب ميشال معوض نجل الرئيس الأسبق رينيه معوض، الذي اغتيل عام 1989، وهو سياسي ونائب حالي في البرلمان اللبناني.
والفريق الثاني لم يسمّ أي مرشح ويصوت دائما بالورقة البيضاء وهدفه الذهاب لفرغ رئاسي وتعطيل الحكومة مما يمنحه المزيد من المكاسب، أما الفريق الثالث فيضم نواب التغيير الـ١٣ الذين أظهروا غيابا للخبرة السياسية مما شتت جهودهم، وفق محللين.
جهود دولية مكثفة
وشهد لبنان خلال الشهر الماضي، جهودا دولية مكثفة في محاولة للتدخل لإيجاد حل لتلك الأزمة، كان أخرها محاولة قام بها الفاتيكان عبر سفيره في بيروت المونسنيور باولو بورجيا، الذي استقبله رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، اليوم الأربعاء.
ميقاتي أكد خلال اللقاء أنه يعول على جهود الفاتيكان للدفع باتجاه التوافق بين اللبنانيين وإجراء الانتخابات الرئاسية.
وسبق جهود الفاتيكان، محاولات فرنسية خلال زيارة وزير الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا إلى بيروت في وقت سابق من الشهر الجاري، واتصال هاتفي بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره اللبناني عون، تطرقا خلاله لأزمة انتخاب خليفة لعون.
وخلال زيارتها لبيروت، التقت كولونا بكل من الرئيس عون ورئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وأجرت معهم مباحثات مكثفة حول أزمة الرئاسة في لبنان.
ودعت كولونا، في تصريحات قبيل مغادرتها بيروت، إلى احترام الاستحقاق الدستوري، مؤكدة أنه أصبح حاجة ماسّة للبنان، الذي يعاني من أزمة اقتصادية غير مسبوقة لا يستطيع تحملها.
وأشارت إلى أنه يجب تجنّب أي شغور في السلطة بعد انتهاء ولاية عون، مؤكدة ضرورة اختيار رئيس لبناني قادر على أن يعمل مع اللاعبين الإقليميين لتخطي الأزمة الحالية.
كما أكد ماكرون في اتصال هاتفي مع عون الأسبوع الماضي أن انتخاب رئيس جديد هو أولوية دستورية يجب على لبنان احترامها.
ويأتي الانتخاب المتعثر للرئيس اللبناني الجديد وسط أزمة سياسية تعيشها البلاد منذ مايو/أيار الماضي، وعطلت نجيب ميقاتي رئيس الوزراء المكلف عن تشكيل حكومته، كما تتزامن مع أزمة اقتصادية طاحنة تضرب البلاد، امتدت آثارها إلى سعر العملة المحلية، ورفعت أسعار كافة المنتجات، بما فيها الطاقة والمواد الغذائية.
ويخشى المراقبون أن يدخل لبنان يوم الإثنين المقبل نفق الشغور الرئاسي المظلم، الذي سبق أن عاشته البلاد لمدة عامين قبل انتخاب الرئيس الحالي عون عام 2016.
ويصف اللبنانيون فترة رئاسة عون بأنها شهدت أسوأ أزمات لبنان منذ الحرب الأهلية، خاصة تفجير ميناء بيروت وما أعقبه من تبعات، إضافة إلى أزمات أخرى اقتصادية وسياسية.