لبنان.. المعارضة قد تسمي نواف سلام رئيسا للحكومة
مع بدء العد العكسي للاستشارات النيابية لتسمية رئيس الحكومة اللبنانية يبدو أن المعارضة قد تتجه لتسمية السفير السابق نواف سلام لتولي
المنصب.وتتكثّف الاتصالات بين الأطراف السياسية في لبنان قبل ثلاثة أيام من موعد الاستشارات النيابية لتسمية رئيس للحكومة التي حددها رئيس الجمهورية ميشال عون يوم الخميس المقبل.
وبعدما كان اسم رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي يتصدّر بورصة الأسماء المتداولة، أعلنت أطراف في المعارضة، يوم الإثنين، أنها قد تتجه لتسمية السفير السابق نواف سلام، ما قد يؤدي في الأيام المقبلة إلى توجّه كتل معارضة أخرى لاتخاذ الموقف نفسه.
وفيما بات معلوما في لبنان أن كتلة حزب الله وكتلة حركة أمل التي يرأسها رئيس البرلمان نبيه بري، إضافة إلى عدد من النواب المستقلين من الطائفتين السنية والمسيحية، يدعمون إعادة تكليف ميقاتي، يبدو أن اسم سلام يطرح بشكل جدي في أوساط الكتل المعارضة، أبرزها كتلة "حزب الكتائب اللبنانية" و"كتلة حزب القوات اللبنانية".
وأعلن اليوم حزب "تقدم" الذي يتمثل في مجلس النواب بالنائب مارك ضو والنائبة نجاة صليبا أنه سيسمي سلام في الاستشارات يوم الخميس المقبل، وهو الأمر الذي من المرجّح أن ينسحب على من يعرفون في لبنان بـ "نواب التغيير" وعددهم 13 نائبا، بينهم صليبا وعون.
واليوم قال النائب رامي فنج، وهو أحد نواب التغيير، في حديث تلفزيوني "نتواصل بشكل مستمر كتكتل تغييريين وسنحسم الموقف في الساعات المقبلة متماسكين ومتضامنين وقد نذهب باتجاه ترشيح نواف سلام".
وفي بيان له أعلن حزب "تقدم" أنه سيسمي نواف سلام لرئاسة الحكومة "لأنه يمتلك النزاهة والشفافية، والقدرة المطلوبة للعمل والمواجهة وليس لديه مصالح مع شبكة المحاصصة والفساد".
الكتائب والاشتراكي
وفي الاتجاه نفسه، قال اليوم، نائب رئيس حزب "الكتائب اللبنانية"، النائب سليم الصايغ، في حديث تلفزيوني: "ندعم خيار نوّاف سلام كمرشّح جديد ومستقلّ وشفّاف وغير منخرط في اللّعبة السياسية الداخلية"، داعيا "كلّ الكتل للالتفاف الفعليّ حول اسم جديد عوضاً عن الاكتفاء بشعارات تغييرية ضد المنظومة وليتحمّل كلّ أحد مسؤوليته".
وبعدما كان كل من "حزب القوات اللبنانية" و"الحزب التقدمي الاشتراكي" قد أعلنا التنسيق والعمل سويا في استحقاق تسمية رئيس للحكومة، تتجّه الأنظار إلى القرار الذي سيتخذه الطرفان في ظل المعلومات التي تشير إلى أنهما قد لا يتفقان على مرشح واحد، بحيث أنه قد يتجه "القوات" لتسيمة سلام، فيما قد يدعم "الاشتراكي" ميقاتي.
هذا الأمر تحدث عنه النائب في "القوات" فادي كرم قائلا: "في حال لم يكن هناك اتفاق موحد مع الاشتراكي ونواب التغيير والمستقلين قد يكون هناك تمايز بموقفنا عن الحزب الإشتراكي".
من جهته، قال النائب في "الاشتراكي" هادي أبو الحسن في حديث إذاعي "لا شيء محسوم بعد في تسمية رئيس الحكومة".
وأشار إلى أن "الاتصالات مع الحلفاء قد تحتاج إلى التواصل حتى الربع ساعة الأخير"، معلنا أن كتلة الاشتراكي النيابية ستعقد اجتماعا يوم غد للبحث في هذا الموضوع.
وحدد أبو الحسن مواصفات الحكومة الجديدة ورئيسها، أبرزها أن يكون "لديها رؤية واضحة وبرنامج قابل للتطبيق بخطوات عملية محدودة في ظل الاستحقاقات الداهمة التي تنتظر البلاد".
من هو نواف سلام؟
نواف سلام هو دبلوماسي وأستاذ جامعي، شغل منصب سفير ومندوب لبنان في الأمم المتحدة لمدة طويلة، وهو الآن قاضي في محكمة العدل الدولية.
موقع رئاسة الحكومة، مخصص وفق اتفاق الطائف للطائفة السنية ورئيس البرلمان للطائفة الشيعية ورئاسة الجمهورية للطائفة السنية.
وينص الدستور على أن رئيس الجمهورية يكلّف الشخصية التي تحصل على أصوات أكبر عدد من النواب، لتأليف الحكومة.
ولم يحدد الدستور مهلة أو وقت محدد للرئيس المكلف لتشكيل مجلس الوزراء وهو ما يجعل هذا الأمر مفتوحا على الشروط والمطالب من قبل مختلف الأفرقاء وبالتالي المماطلة في التأليف.
وهذا الأمر من المرجح أن يحصل هذه المرة بعد تكليف الحكومة، ما سيؤدي الى بقاء حكومة تصريف الأعمال التي يرأسها ميقاتي إلى موعد انتخابات رئاسة الجمهورية في شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
مصلحة لبنان
وبانتظار ما ستكون عليه مواقف الكتل النهائية ولمن سيصوّت العدد الأكبر من النواب لتكليفه بتأليف الحكومة الجديدة، توجّه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان اليوم إلى النواب داعيا إياهم لوضع مصلحة لبنان نصب أعينهم وأول أهدافهم.
وأكد المفتي خلال لقاءاته في دار الفتوى مع النواب، بحسب بيان لها، أن "الاستشارات النيابية في القصر الجمهوري لتسمية رئيس مكلف بتشكيل الحكومة هي أمانة لاختيار من لديه حكمة ومعرفة، ولديه رؤية واضحة لمعالجة الوضع الصعب الذي يمر به لبنان".
وشدد على أن دار الفتوى "حاضنة لكل اللبنانيين، ولا تفرق بين أحد من أبنائها وتتعامل معهم على أساس الإخوة والمحبة والاحترام والإرشاد والتوجيه لتأكيد ما تسعى إليه من احتضان مختلف الطاقات والقدرات والكفاءات اللبنانية المميزة في سبيل النهوض بلبنان من كبوته وأزماته، التي نسأل الله تعالى أن يجعل لها فرجا ومخرجا عما قريب".
ودعا المفتي دريان الأطياف السياسية كافة التي تتمثل في المجلس النيابي إلى "توحيد الصف والكلمة لتمرير تسمية رئيس مكلف لتشكيل الحكومة التي يكون على عاتقها متابعة تحقيق الإصلاحات المطلوبة لإخراج لبنان من أزماته المالية والاقتصادية والاجتماعية والمعيشية والوصول إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية".