"الدفاع المقدس".. لعبة "حزب الله" الإرهابي لتجنيد الأطفال
لعبة توثق المعارك التي شارك فيها "حزب الله" منذ 2013، في سوريا، وتبدأ بما يسميه بـ "معركة الدفاع عن مقام السيدة زينب في دمشق".
لعبة ثلاثية الأبعاد أطلقها "حزب الله" الإرهابي تحت اسم "الدفاع المقدس"، لشحن المراهقين والشباب في لبنان بحب القتال.
يأتي ذلك تحت شعارات دينية مزعومة تتخذ من "الدفاع المقدس" عن المقامات الشيعية في سوريا، ستاراً لتبرير تدخله بهذا البلد.
لعبة تشكل في ظاهرها مجرد وسيلة ترفيه موجهة للشباب، ولا تختلف عن غيرها من الألعاب التي تعج بها المتاجر الإلكترونية، غير أن باطنها يعكس الجانب "الناعم" من الحرب التي تخوضها المليشيا بالتوازي مع عملياتها العسكرية وأنشطتها المشبوهة داخل لبنان وخارجه.
بعد استراتيجي
لعبة توثق المعارك التي شارك فيها "حزب الله" منذ 2013، في سوريا، وتبدأ بما يسميه بـ "معركة الدفاع عن مقام السيدة زينب في دمشق"، وتنتهي بمعارك الحدود اللبنانية السورية بمنطقة رأس بعلبك.
توثيق يبدو عاديا بالنسبة لمليشيات تقاتل في أكثر من جبهة، غير أن محللين يشيرون إلى أن اللعبة تتجاوز بعدها المباشر إلى آخر استراتيجي يشكل الجانب الموازي أو "الناعم" لمعاركه العسكرية على الأرض.
حرب "ناعمة" تخوضها المليشيا في إطار المواجهة الدعائية والإعلانية التي يخوضها ضد أعدائه وخصومه، وفيها أيضا نوع من التبرير لانغماسها في الحرب بسوريا وتمددها نحو العراق واليمن.
رسالة طائفية لتجنيد الأطفال
اللعبة أصدرها منذ أسبوع موقع "العهد" الإخباري التابع لإيران، وحرص من خلالها "حزب الله"، على أن تكون بتقنية ثلاثية الأبعاد، لتنفيذ برنامجه في الحرب الإعلامية، وتعبئة أكبر عدد ممكن من الأطفال والشباب.
واللافت هو أن المليشيا حرصت على الترويج بكثافة للعبتها الجديدة، مستهدفة الأطفال، لإيصال رسالة مفادها أن الحرب في سوريا مجرد معركة طائفية خاضتها دفاعا عن المواقع الدينية والأثرية المحسوبة على الشيعة، في محاولة للحصول على شرعية زائفة ترسم صورة واهمة لدى النشء.
وفي اللاوعي، تعمل اللعبة أيضا على استهداف هذا الجزء الحساس من الذاكرة الإنسانية عموما، ومن إدراك الطفل بشكل خاص، باعتبار قابلية الأخير لتقبل الأشياء دون إخضاعها للتسلسل المنطقي أو للتحليل.
أرضية مؤهلة لتنفث فيها المليشيا رسالة طائفية مسمومة تروج لمواجهات إقليمية طويلة، تعمل على ترسيخ حرب ناعمة مستدامة في المنطقة، تحت شعار "الحرب المقدسة".
لعبة يتقاطع عندها السياسي بالديني والعسكري، فيصنع توليفة غامضة مشحونة برسائل مغلوطة، لشحن نفوس المراهقين بمفاهيم معكوسة، وتلقينهم معطيات خاطئة تصنع صورة على المقاس لعمليات الميليشيا العسكرية في مختلف جبهات القتال التي تخوضها.
حرب نفسية تهدف أيضا لرفع معنويات مقاتلي المليشيا، وتستقطب والأطفال والمراهقين إلى القتال بذريعة "الجهاد المقدس"، معولا في ذلك على التقنيات العالية المستخدمة باللعبة، وتقنية ثلاثية الأبعاد التي تجعل الصورة تحاكي الواقع، وتستقطب بالتالي الأطفال بشكل أكبر.
"شو" ترويجي للإرهاب
"شو" يروج للإرهاب من خلال يعتمد على صورة وصوت ومؤثرات حماسية ترمي لترسيخ الرسائل العلنية والخفية التي يؤمن بها الحزب، ويسعى إلى نقلها إلى الأجيال الناشئة عبر الترويج لأفكاره ومعتقداته.
البطل الرئيسي للعبة، واسمه أحمد، ينتقل مرتديا ملابس عسكرية وحاملا سلاحه، من معركة إلى أخرى في سوريا، يطلق النيران ويرمي القنابل على خصومه افتراضي.
وفي المرحلة الأولى للعبة، يظهر أحمد في مقام السيدة زينب في دمشق، وتمنح هذه المرحلة اللاعبين إمكانية التجول في باحته والتفاعل الافتراضي معه.
وفي "مرحلة الدفاع عن المقام" كما تسميها المليشيا، ينبغي على اللاعب منع وصول الجماعات المسلحة إليه.
أما المرحلة الثالثة، فتسمى بـ"الحَجّيرة"، وهي معركة إزالة خطر مدافع الهاون عن المقام، وتطهير مقر قيادة تنظيم "داعش" الإرهابي بالمنطقة، قبل بسط السيطرة الكاملة عليها.