قاعدة لـ"حماس" في لبنان .. حرّكت "الموساد" وأغضبت "حزب الله"
خطة حماس تسببت في تحريك جهاز "الموساد" الإسرائيلي، كما أغضبت تنظيم "حزب الله" الإرهابي الذي لم يكن على علم بهذا المخطط.
كشفت صحيفة إسرائيلية أن محاولة اغتيال القيادي الحمساوي محمد حمدان "أبو حمزة"، في لبنان، يناير/كانون الثاني الماضي، كانت بسبب محاولة الحركة إقامة قاعدة عسكرية، جنوبي لبنان.
وتسببت خطة حماس في تحريك جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد"، كما أغضبت تنظيم "حزب الله" الإرهابي الذي لم يكن على علم بهذا المخطط.
- حماس وإيران.. ولاء متزايد يهدد بتعميق انقسام فلسطيني قائم
- هل تُورط حماس غزة في حرب رابعة تعاطفا مع إيران؟
وذكرت صحفية "معاريف"، في تقرير موسع لها، أن محاولة اغتيال محمد حمدان "أبو حمزة"، شقيق القيادي في حركة "حماس" أسامه حمدان بتفجير سيارته في صيدا كشف عن المخطط.
واستنادا إلى معلق الشؤون الاستخبارية في الصحيفة يوسي ميلمان، فإن رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" ناداف ارغمان كان حذرا في اجتماع للحكومة الإسرائيلية قبل 6 أشهر من أن حركة "حماس" تخطط لإقامة تجمع فلسطيني كبير في مخيمات فلسطينية في صور وصيدا.
وأبلغ ارغمان الحكومة بأن الهدف من هذه الخطوة تخزين كميات كبيرة من الصواريخ وإطلاقها على إسرائيل في حال شن إسرائيل حربا على قطاع غزة؛ بما يؤدي إلى فتح جبهة ثانية ضد إسرائيل.
وقال ميلمان "ولكن وراء الخطة كانت فكرة أكثر جرأة: المنظمة كانت تأمل أنها بإطلاقها الصواريخ من لبنان فإنها ستجر حزب الله إلى الحرب".
وأضاف" وفقا لمصادر المخابرات الغربية، فقد أنشأت حماس بنيتها التحتية دون علم حزب الله وعملت بجهد لإخفائها لاستبعادها تعاون حزب الله معها، فعلى الرغم من أن حزب الله يرى فيها حليفا ويشجعها على العمل ضد إسرائيل، إلا أن حزب الله يعامل حماس في لبنان كضيف ويعاملها مثل الأخ الأكبر الذي يحتاج أخوه الصغير للمساعدة".
وتابع، نقلا عن مصادر المخابرات الغربية، "علاوة على ذلك، فإن حزب الله يعتبر نفسه الملك في لبنان، ويتظاهر بمعرفة كل ما يجري في البلاد، وبالتأكيد في الجنوب.
واستدرك: ومع ذلك، ووفقا لمصادر المخابرات الغربية ذاتها، ففي هذه الحالة تمكنت حماس من خداع حزب الله وإخفاء تحركاتها.
ووفق المصادر نفسها، لم يكشف برنامج حماس السري في لبنان إلا بعد محاولة اغتيال حمدان، فقد قاد الإنفجار إلى تحقيق أجراه جهاز الأمن الداخلي لحزب الله خلص إلى أن إسرائيل كانت وراء محاولة الاغتيال، وأنهى خطة حماس السرية".
وقال ميلمان، في التقرير الذي اطلعت عليه "العين الإخبارية"، "على أقل تقدير، لم يعجب قادة حزب الله ما حدث تحت أنوفهم، وفهمت المنظمة أن الهدف النهائي لحماس هو جرها إلى حرب ضد إسرائيل".
وأضاف"وفقا للسيناريو الذي رسمته حماس، فإن حزب الله لن يكون قادرا على الجلوس مكتوف الأيدي وسيتحرك ، وبالتالي سوف تصبح الحدود اللبنانية جبهة أخرى أكبر وأكثر صعوبة على إسرائيل.
ورجح ميلمان أنه في حال كانت إسرائيل فعلا وراء محاولة اغتيال حمدان؛ فإن جهاز "الموساد" الإسرائيلي هو الذي يقف وراء العملية.
وقال: إذا كانت إسرائيل تقف بالفعل وراء محاولة الاغتيال في جنوب لبنان، فإنه وفقا لتقسيم العمل التقليدي لأجهزة الاستخبارات، فإن العمل خارج حدود الدولة هو عادة مهمة الموساد.
وأضاف" في الواقع، وفقا للتقارير في لبنان، فإن عملية اغتيال محمد حمدان تظهر أنماط العمل التي تميز الموساد".
وتابع ميلمان "ووفقا لمصادر المخابرات الغربية، حتى لو لم تنجح محاولة الاغتيال فقد تم إرسال الرسالة وتم تلقيها".
وأشار إلى أن مصادر مخابرات غربية قالت إن حمدان مسؤول عن هذه الخطة، وأن أولئك الذين قرروا الاغتيال أرادوا تعطيل جهوده.
وأشار إلى أن" حزب الله اكتشف من خلال ذلك ما يجري وقام بتوبيخ حماس بما أدى إلى تفريغ البنية التحتية".
وذكر في هذا الصدد أنه بعد الكشف عن مخطط (حماس) فإنه" كانت هناك محادثات صعبة " بين حماس وحزب الله.
وفي إشارته إلى إيفاد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" صالح العاروري إلى لبنان بعد الحادث قال"أوضح قادة حزب الله، بمن فيهم الأمين العام حسن نصر الله، لقادة حماس أنهم لن يعانوا من أضرار أخرى في وضعهم، وأن أي خطة عمل ضد إسرائيل من لبنان يجب أن تتم الموافقة عليها مسبقا".
ولفت إلى أنه شارك في الجلسة الإرهابي الإيراني قاسم سليماني قائد فيلق "القدس" بالحرس الإيراني.