لهذا كان يرى الكثير أن حماس كانت هي ورقة سياسية استخدمتها إسرائيل لقتل ما تبقى من الشعب الفلسطيني
حركة المقاومة الإسلامية "حماس" التي تأسست ١٩٨٧ وهدفها المعلن مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، أصبحت سببا في تشتيت المقاومة الفلسطينية والانتكاسة الحقيقية لها، بعد أن تطور الخلاف، وانقطع الحوار مع الطرف الآخر من المقاومة (حركة فتح)، وتطور الوضع بينهما لاستخدام السلاح، حتى حدث الانقسام الفلسطيني بين طرف يحمل (مشروع المقاومة المسلحة) وطرف يحمل (مشروع المفاوضات السلمية).
هذا الانقسام الذي انطلقت منه حملات العمالة والتشويه والتخوين؛ من خلال طرف يرى أن مسار المفاوضات خيار منطقي يُفضي إلى قيام دولة فلسطينية تضمن حقوق شعبها، وطرف آخر يرى أن المقاومة المسلحة هي الخيار، تلك المقاومة التي تحولت لعمليات قتل واغتيالات ممنهجة لبعض سكان غزة المعارضين لسياسة حماس ولأعضاء من حركة فتح.
لهذا كان يرى الكثير أن حماس كانت ورقة سياسية استخدمتها إسرائيل لقتل ما تبقى من الشعب الفلسطيني، والأبعد من ذلك من يرى أن حماس هي مجرد حزام حماية (سني) لنظام الملالي في إيران بعد أن نجح في صناعة حزام (شيعي) يتمثل في حزب الله، وبالتالي فإن حماس وحزب الله الذين يعلنون الولاء لإيران هم مجرد أذرع لها، لذا فإن مقاومتهم لإسرائيل "أضحوكة"، استطاعوا من خلالها الوصول إلى مآربهم، وأن التوافق الإسرائيلي الإيراني القطري كشفته الأحداث الأخيرة في المنطقة تمثله هذه المقاومة المعدة سلفا والمفصلة حسب رؤيتهم.
حماس نموذج يمثل خبث وخيانة جماعة الإخوان المفلسة.. هذه الجماعة التي تريد أن تبيع لأردوغان دولنا وحَرمنا وتريد أن تبيع للفرس عروبتنا وثرواتنا.. عدوهم المشترك ليس إسرائيل بل عدوهم الحقيقي هو كل من يخالف طهران والإخوان .
إننا نجد بعد مرور سنوات عديدة من المتاجرة بالقضية الفلسطينية سياسيا وإعلاميا هرولة هذا المحور (إيران –الدوحة - تركيا) بالاتجاه المعاكس حاليا -بسبب ضغط المقاطعة العربية الرباعية- لكشف أوراقه المزدوجة على نحو غير مسبوق مقدما للقوى الدولية القربان الدبلوماسي تلو الآخر، كان آخرها تصريح محمد العمادي سفير الدوحة في غزة، والذي أقر بزياراته السرية المتكررة لإسرائيل والتي فاقت العشرين، مؤملا استكمال هذه الزيارات بشكل علني، كخطوات قطرية متلاحقة بهدف استرضاء الجانب الإسرائيلي ممثلا في منظمته "الصهيونية الأمريكية".
"حماس" الإخوانية الأصل والمنشأ تعلم وتدرك أن الإرادة السياسية السعودية لن تدعم وستواجه أي جماعة دينية تنشر الإرهاب باسم الدين والمقاومة، وتتحالف مع إيران العدو الحقيقي لأمنها القومي، ويحرص قادتها من خالد مشغل والزهار وغيرهما ألا يتم وقف تدفق الأموال التي تستولي عليها جماعتهم من التبرعات التي تُستثمر في عمليات إرهابية مدفوعة الثمن في سيناء؛ لإشغال الجيش المصري وإنهاكه.
"حماس" نموذج يمثل خبث وخيانة جماعة الإخوان المفلسة، هذه الجماعة التي تريد أن تبيع لأردوغان دولنا وحَرمنا، وتريد أن تبيع للفرس عروبتنا وثرواتنا، عدوهم المشترك ليس إسرائيل، بل عدوهم الحقيقي هو كل من يخالف طهران والإخوان، هم يسعون لمصالحهم التوسعية ومقدرات الشعوب العربية بغطاء ديني مزيف، هم خنجر خيانة في ظهورنا، حزبيون ابتُليت أمتنا بهم وباعوا عروبتهم للفرس والأتراك وإسرائيل.
على "حماس" أن تصحح مسارها، وتخرس تصريحات قادتها المسيئة للسعودية ولمصر وللإمارات، وأن تضع حدا للتحريض غير المبرر والمخالف للتوجهات العربية والإسلامية والدولية، وأن تختار المصالحة مع الشعب الفلسطيني لتكون جزءا من الحل، أو تبقى في خندق حزب الأشرار الإرهابي.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة