حماس وإيران.. ولاء متزايد يهدد بتعميق انقسام فلسطيني قائم
تصريحات متواترة لقيادات في حماس، تُظهر إصرار الحركة على زيادة الانقسام بالاستقواء بإيران على الفصائل الأخرى
رغم حساسية الموقف والحاجة إلى الوحدة الفلسطينية أمام الانتهاكات الإسرائيلية والقرارات الأمريكية الأخيرة بشأن القدس، إلا أن حركة حماس تصر على زيادة الانقسام بالاستقواء بإيران على الفصائل الأخرى، وهو ما توثقه التصريحات المتواترة لقيادات الحركة من أخمصها إلى قمة هرمها.
ففي تصريحات لوكالة تسنيم الإيرانية، نشرتها اليوم الأربعاء، دعا مشير المصري، المتحدث باسم الحركة، إيران لتقديم مزيد من العون لحماس، وهو ما يعني ترجيح كفتها المادية والعسكرية ضد السلطة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية الأخرى، ويفشل محاولات إقامة حكومة وحدة وطنية.
كما زعم أن الرسالة تأكيد على "وقوف إيران في الصف المتقدم في دعم المقاومة الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني"، على حد وصفه.
وكان هنية قد قال في رسالته لخامنئي، معطيا لنفسه الحق في الحديث باسم الشعب الفلسطيني رغم عدم وجود صفة رسمية له إن: "جميع أبناء الشعب الفلسطيني الخالد يُثنون على مواقف الجمهورية الإسلامية (إيران) الثابتة والقيّمة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية والقدس ودعم مقاومة الشعب بمختلف أنواع المساعدات".
وفي صيغة تعهد لمن يأتمر بأمره، أضاف هنية أن حماس ستعمل على إطلاق "انتفاضة شعبية هدَّارة في الضفة الغربية والقدس"، للاحتجاج على القرار الأمريكي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، دون أن يشير لوجود تنسيق بين حماس وبقية الفصائل والسلطة الفلسطينية حول الأمر، فيما أكد التنسيق مع طهران.
وباتت المجاهرة بالتنسيق مع إيران- رغم مشروعها الاحتلالي المعلن في المنطقة- مادة للتفاخر على ألسنة قادة حماس، وكأنه سيف تشهره في وجه معارضيها من الفصائل الفلسطينية الأخرى.
فقد سبق أن قال يحيى السنوار رئيس حركة "حماس" في قطاع غزة، في أغسطس/آب الماضي، إن إيران هي الداعم الأكبر لكتائب القسام، الجناح العسكري للحركة، كما قام عدد من قيادات حماس بزيارات متتابعة لطهران خلال العامين الأخيرين.
ورغم عدم وجود زيارة معلنة له، إلا أن قاسم سليماني قائد فيلق القدس في مليشيا الحرس الثوري الإيراني، يشرف على هذا التدريب والتوجيه لكتائب القسام، وعزز ذلك برسالة بعث بها إلى هنية، في مايو/أيار الماضي، يهنئه فيها على اختياره رئيسًا للمكتب السياسي لحركة حماس.
ودعا سليماني لـ"تعزيز التكامل" بين حماس و"محور المقاومة" في إشارة إلى إيران والمليشيات التابعة لها كحزب الله.
وفي مقابل كيل المديح لإيران، كال المتحدث باسم حماس، مشير المصري، الهجوم على الدول العربية، واصفا بعضها بـ"التخاذل" تجاه القرار الأمريكي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، وذلك على الرغم من أن طهران لم تتخذ أية خطوة إيجابية أكثر إزاء القرار، أو حتى يساوي ما اتخذته الدول العربية.
كما هاجم مشير المصري السلطة الوطنية والمجلس المركزي في فلسطين الذي رفضت حركتا حماس والجهاد الإسلامي حضور اجتماعه الهام الأسبوع الماضي بحجة أنه لن يصدر قرارات جديدة.
وادّعى أن قرارات المجلس جاءت "دون المستوى المطلوب، ولم تلبِ تطلعات الشعب الفلسطيني"، مطالبا السلطة بإنهاء عملية السلام مع إسرائيل.
وعلَّق المجلس المركزي الفلسطيني في ختام أعماله، الاعتراف بإسرائيل، وقرر وقف التنسيق الأمني معها، معتبرا أن الفترة الانتقالية المنصوص عليها في اتفاق أوسلو لم تعد قائمة.
والمجلس المركزي يتكون من أعضاء يمثلون جميع الفصائل والاتحادات ومنظمة التحرير، ويُعتبر الهيئة الوسيطة ما بين المجلس الوطني الذي يُعتبر برلمان منظمة التحرير الفلسطينية واللجنة التنفيذية للمنظمة.