أمريكا تزيد الضغط على إيران بالتحقيق في تمويل حزب الله
التحقيق حول شبكة مليشيا حزب الله الواسعة الانتشار لتجارة المخدرات يأتي في إطار تصعيد الضغوط لوقف تنامي نفوذ إيران في الشرق الأوسط.
كشفت وزارة العدل الأمريكية، الخميس، عن إنشاء وحدة خاصة للتحقيق حول مصادر تمويل مليشيا حزب الله الشيعي اللبناني، خاصة شبكة المليشيا الواسعة الانتشار لتجارة المخدرات، والممتدة عبر أفريقيا وأمريكا الوسطى والجنوبية والشرق الأوسط.
وذكرت الوزارة في بيان أن "هذا الفريق المسؤول عن التحقيق في تمويل مليشيا حزب الله والاتجار بالمخدرات لغايات الإرهاب مكلف كذلك بالتحقيق حول الأفراد والشبكات الذين يقدمون دعما للمليشيا وملاحقتهم".
ومن جانبه، قال وزير العدل جيف سيشنز: إن "الفريق سيجري ملاحقات تحد من تدفق الأموال إلى منظمات إرهابية أجنبية، وتعطل أيضا عمليات تهريب المخدرات الدولية التي تنطوي على عنف".
وذكر بعض المحللين أن هذه الخطوة تأتي في إطار تصعيد الضغوط لوقف تنامي نفوذ إيران في الشرق الأوسط والقدرات العسكرية لمليشيا حزب الله. لكن البعض الآخر أكد أن إنشاء هذا الفريق يأتي ردا أيضا على الانتقادات بأن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، ومن أجل إبرام الاتفاق النووي مع إيران، امتنع عن ملاحقة شبكات حزب الله في العالم.
وقال المسؤول السابق في وزارة الخزانة الأمريكية لشؤون العقوبات خوان زاراتي أمام الكونجرس: إن عمليات مليشيا حزب الله في تهريب المخدرات وتبييض الأموال تتخذ بعدا عالميا.
وأضاف خلال جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب أن "الأعمال الأخيرة التي قامت بها إدارة مكافحة المخدرات ووزارة الخزانة لتفكيك شبكات الأعمال التابعة لمليشيا حزب الله كشفت عن تقاطعات مالية وتجارية تشغلها المليشيا، وأدت إلى اعتقالات في مختلف أنحاء العالم".
وتستهدف الولايات المتحدة مليشيا حزب الله منذ فترة طويلة بعقوبات. وسمح مرسوم رئاسي صدر في العام 2007 بمصادرة أملاك "أشخاص يقوضون سيادة لبنان" بدون تسمية الحزب، لكن من الواضح أنه كان يشير إليه.
وفي العام 2011 قامت إدارة أوباما بحملة على شركاء للمليشيا وصنفت البنك "اللبناني - الكندي" في بيروت بأنه "مصدر قلق أساسي بالنسبة لتبييض الأموال"، واتهمته بتسهيل عمليات تبييض أموال لحساب رجل الأعمال أيمن جمعة باعتباره مقربا من مليشيا حزب الله.
وكشفت وزارة الخزانة الأمريكية وإدارة مكافحة المخدرات لاحقا عن عملية كبرى تشمل مهربي مخدرات في كولومبيا وبنما لشحن أطنان من الكوكايين إلى الولايات المتحدة وأوروبا وأماكن أخرى.
وقامت الشبكة بتبييض مليارات الدولارات من أموالها الخاصة وأموال مهربين آخرين عبر شركات في بنما ومصارف مختلفة في لبنان وأماكن أخرى، إضافة إلى تصدير عشرات آلاف السيارات المستعملة من الولايات المتحدة لبيعها في غرب أفريقيا، بحسب المصدر نفسه.
وبحسب المسؤول السابق في إدارة مكافحة المخدرات ديريك مولتز فإن مليشيا حزب الله استخدمت في الآونة الأخيرة تلك المبالغ لشراء أسلحة لتمويل عملياتها في سوريا، فيما وصلت بعض الأموال أيضا إلى اليمن لدعم المتمردين الحوثيين.
لكن مولتز ومسؤولين آخرين في إدارة مكافحة المخدرات اتهموا أوباما بالامتناع عن التحرك ضد بعض الشخصيات والكيانات في شبكة مليشيا حزب الله، فيما كان يسعى الرئيس الأمريكي السابق مع القوى الخمس الكبرى لاستكمال إبرام اتفاق مع إيران حول برنامجها النووي عام 2015.
aXA6IDUyLjE0LjYuNDEg
جزيرة ام اند امز