"الخيانة" تلاحق مخرجا لبنانيا صور فيلما في تل أبيب
المخرج اللبناني زياد دويري تم توقيفه في مطار بيروت ومصادرة جواز سفره واستدعاؤه أمام المحكمة العسكرية بتهمة التعامل مع العدو الإسرائيلي
أثارت قضية المخرج اللبناني زياد دويري الذي صور جزءا من فيلمه "الصدمة" في تل أبيب، جدلاً واسعًا بين اللبنانيين الذين انقسموا بين مطالب بمحاكمته لخرقه القانون، في حين دافع آخرون عنه واعتبروا أن ما حصل معه تعدّ على الفن والإبداع وأولهم وزير الثقافة اللبناني غطاس خوري.
وكانت السلطات اللبنانبة أوقفت دويري، مساء الأحد، في مطار بيروت، وصادرت جواز سفره وتم استدعاؤه أمام المحكمة العسكرية بتهمة التعامل مع "العدو الإسرائيلي" من خلال فيلمه "الصدمة"، الذي صور جزءاً من مشاهده في تل أبيب عام 2012 بالتعاون مع منتجين إسرائيليين.
- المخرجة المسرحية جوانا سيتل تنضم لهيئة تدريس جامعة نيويورك أبوظبي
- مخرج آخر أفلام سلمان خان يشعر بالإحباط
وجرى توقيف دويري لدى وصوله إلى بيروت عائداً من مهرجان البندقية؛ حيث فاز فيلمه الأخير "قضية رقم ٢٣" بجائزة أفضل ممثل للفلسطيني كامل الباشا.
وصرّح محامي دويري بأن موكله نُسب إليه، على أساس المادة 285 من قانون العقوبات اللبناني، أنه زار فلسطين المحتلّة من دون الموافقة الصريحة من السلطات اللبنانية، مشددًا على أنه كان قد وجّه كتاباً إلى السلطات قال فيه إنه يريد أن يصور فيلماً على أرض الواقع عن القضية الفلسطينية.
وأضاف أن هذه القضية تعود إلى عام 2012، و"لولا تحريكها من بعض الأشخاص.
وغرّد غطاس خوري قائلًا: "زياد دويري مخرج لبناني كبير ومكرم في العالم، احترامه وتكريمه واجب".
وكانت المحكمة العسكرية في لبنان أخلت سبيل دويري بعد التحقيق معه باعتبار أن سقوط الدعوى الجزائية بفعل مرور الزمن. وكان المخرج قد صرّح أنه قصد لبنان عدة مرات في السابق ولم يتم توقيفه. وأكد أن ليس هناك أي نية إجرامية تجاه القضية الفلسطينية"، ولم يطبّع مع العدو الإسرائيلي، قائلاً: "والدتي أرضعتني الحليب الفلسطيني وأشخاص من عائلتي استشهدوا وهم يقاتلون من أجل فلسطين".
وأصدر سينمائيون لبنانيون بيانا طالبوا فيه الموافقين عليه بالتوقيع، ويرفض البيان التدخل في الإنتاج الفني إيمانا بأن الحرية شرط للعمل الثقافي، وقالوا: "إننا نؤمن بأهمية الحرية كشرط حيوي للعمل الثقافي، ونرفض أية وصاية على الحرية وعلى الممارسات الفنية".
وقال المطالبون بمحاكمة دويري، "لا يحق للفنان ما لا يحق لغيره، فكل اللبنانيين ممنوعون من زيارة الأراضي المحتلة والتعامل مع العدو".
ويذكر أن فيلم زياد دويري الأخير "قضية 23" سيتم عرضه في الصالات اللبنانية ابتداءً من 14 سبتمبر، وهو يعالج الانقسام السياسي والطائفي في لبنان وتدور أحداثه في أحد أحياء بيروت؛ حيث تحصل مشادة بين شاب مسيحي لبناني، وشاب لاجئ فلسطيني، وتأخذ الشتيمة أبعاداً أكبر من حجمها، ما يقود الرجلين إلى مواجهة في المحكمة.